يوسف السباعي ..شخصيات ادبيه





أحد الكتاب المصريين المشهورين وفارس الرومانسية تألق إنتاجه الأدبي في العديد من الدول، عرف السباعي ككاتب وضابط ووزير فكان على حق رجلاً نادراً فعلى الرغم من انضمامه إلى كلية حربية صقلت شخصيته بالصارمة في عمله العسكري، إلا أنه كان يمتلك قلباً رقيقاً تمكن من أن يصيغ به أروع القصص الاجتماعية، والرومانسية وينسج خيوط شخصياتها لتصبح في النهاية رواية عظيمة تقدم للجمهور سواء كان قارئاً أو مشاهداً للأعمال السينمائية، وبالإضافة لهذا كله كان دبلوماسياً ووزيراً متميزاً.

لقب بفارس الرومانسية نظراً لأعماله الأدبية العديدة التي نكتشف من خلالها عشقه للحب والرومانسية فجسد من خلال أعماله العديد من الشخصيات والأحداث مما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتعاطف لها، ونظراً للتميز العالي لأعماله فقد تم تقديم العديد منها في شكل أعمال سينمائية حظيت بإقبال جماهيري عالي وشارك في تمثيلها وإخراجها العديد من النجوم المتميزين.

وما تزال روايات السباعي تحتل مكانة متميزة بين الكتب الأدبية في العديد من المكتبات والتي يتهافت الناس على اقتنائها على الرغم من مرور أجيال مختلفة التفكير والثقافة عليها لكن روايات السباعي استطاعت أن تتفوق وتخترق لتصل لمختلف الثقافات ومختلف الأعمار.

النشأة

اسمه يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي، ولد في العاشر من يونيو عام 1917م بأحد الأحياء القديمة بالقاهرة، وعرف منذ صغره بولعه الشديد بالأدب وكتابة الروايات والقصص وتبلور هذا الحب للأدب في شكل قصة قصيرة قام بنشرها في مجلة " مجلتي" وهو ما يزال طالباً في المرحلة الثانوية، وبالإضافة للميول الأدبية التي ظهرت في شخصية السباعي فقد كان له نشاط رياضي أيضاً حيث قام برئاسة فريق الهوكي بمدرسته.

بعد أن أجتاز السباعي المرحلة الثانوية وعلى الرغم من عشقه للأدب إلا أنه أختار دراسة بعيدة كل البعد عن ميوله الأدبية حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1937م وبعد التخرج تدرج السباعي في العديد من الوظائف والمناصب، ولم تبعده هذه المناصب والأعمال التي كلف بها عن عشقه الأول للأدب حيث سار الاثنان جنباً إلى جنب في حياة السباعي.

المناصب التي تولاها


تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل كمديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها:

سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.

أعماله

صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.

من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.

دوره كأديب متميز

صدر تحت إشراف السباعي العديد من المجلات مثل الأدباء العرب، الرسالة الجديدة، القصة، ولم يقتصر إبداع يوسف السباعي على مجال معين بل تنوعت كتاباته ما بين الأعمال الرومانسية، الواقعية، الكوميديا، والفانتازيا.

ونظراً للقيمة الأدبية التي كان يمثلها السباعي فقد تم تناول سيرته الذاتية في العديد من الكتب والأعمال وقد تم تقديم قصة حياته في مسلسل تلفزيوني تم تقديمه بعنوان "فارس الرومانسية" هذا المسلسل الذي شارك فيه العديد من النجوم وكان من تأليف الدكتورة أميرة أبو الفتوح

التكريم

حصل السباعي على عدد من التكريمات والجوائز منها : جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وفي عام 1970 حصل على جائزة لينين للسلام، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من جمهورية مصر العربية، وفي عام 1976م فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي " رد قلبي" و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم رد قلبي وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة" .

الاغتيال

مما قاله السباعي " بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي.. فما أظن جسدي الواهن بقادر على أن يخطو إليه ..أيها الموت العزيز اقترب.. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي"

ويبدو أن ما كان يرجوه السباعي من هذه المقولة السابقة قد تحقق، فلم يكتفي الموت بالاقتراب منه بل لقد انتزعه بعنف من هذه الدنيا، في حادث اغتيال غادر، فقد جاءت وفاة يوسف السباعي في 18 فبراير من عام 1978 صدمة للكثيرين، حيث تم اغتياله على أيدي رجلين فلسطينيين بالعاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء ذهابه على رأس وفد مصري لحضور مؤتمر منظمة التضامن الأفرو أسيوي، حيث أطلق عليه الرصاص فأردي قتيلاً.

نجيب محفوظ .. شخصيات ادبيه







محفوظ .. جائزة نوبل فى الادب .. بطل الرواية الشعبية

نجيب محفوظ أديب مصري وعربي وعالمي أثرى المكتبات بالعديد من الروايات الأدبية المميزة والتي كان معظمها مادة خصبة للأعمال السينمائية التي قامت بإثراء السينما المصرية أيضاً وقام بالتمثيل فيها نجوم كبار على الساحة الفنية، حاول محفوظ من خلال رواياته الأدبية النزول إلى الشارع المصري وبالتحديد إلي الحارة المصرية ومحاولة عرض أحوالها بشكل أدبي من خلال رواياته المختلفة، فتعرض من خلال أعماله الأدبية إلي التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمصر خلال القرن الماضي، وحاول معالجته بشكل درامي يشد القارئ.

حصل محفوظ على عدد من الجوائز على مدار حياته الأدبية والتي يعد من أهمها جائزة نوبل نتيجة لإبداعه الأدبي وذلك في عام 1988م.

النشأة


اسمه بالكامل نجيب محفوظ عبد العزيز أحمد إبراهيم باشا، ولد في 11 ديسمبر عام 1911م، في منزل يقع بميدان بيت القاضي بحي الجمالية وهو أحد الأحياء الشعبية القديمة بالقاهرة، وهو الحي الذي أمضى فيه فترة طفولته، ثم قام بالانتقال إلي بعض المناطق الأخرى مثل العباسية والحسين والغورية، وهي المناطق التي أثرت في إنتاجه الأدبي بعد ذلك حيث أثرت فيه الحارة المصرية والتراث المصري القديم، وغير ذلك من الشخصيات التي كانت تقطن هذه المناطق.

التحق محفوظ بكلية الآداب جامعة القاهرة والتي كانت تعرف حينها "بجامعة فؤاد الأول" وحصل منها على ليسانس الآداب قسم الفلسفة عام 1934م، وسعى لتحضير رسالة الماجستير ولكن سيطر عليه ميله الشديد للأدب خاصة بعد إطلاعه على الأدب الخاص بالعقاد وطه حسين.

المجال العملي



شغل نجيب محفوظ على مدار حياته عدد من المناصب نذكر منها: بعد تخرجه مباشرة عمل كاتباً في إدارة الجامعة عام 1934م، ثم سكرتيراً برلمانياً لوزير الأوقاف عام 1939، ثم مديراً عاماً لمكتب بمصلحة الفنون العامة 1955م، ثم مديراً عاماً للرقابة على المصنفات الفنية عام 1959م، وتولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة السينما عام 1966م، عمل مستشاراً لوزير الثقافة لشئون السينما عام 1968م، عضو بالمجلس الأعلى للثقافة وبنادي القصة وجمعية الأدباء.

وخلال عمله في هذه الوظائف لم ينقطع تواصله مع الأدب أبداً بل إنه في خلال هذه السنوات أثرى المكتبات المصرية والعالمية بإنتاج أدبي غزير وبكم ضخم من الروايات.

البداية الأدبية

عرف عن نجيب محفوظ منذ الصغر ولعه الشديد بالقراءة والأدب والإطلاع على العديد من الروايات الأدبية والثقافية، وبدأت كتابته للقصة القصيرة في عام 1936م، وكانت أولى أعماله الأدبية "مصر القديمة" ترجمه عام 1932م، ومجموعة قصصية بعنوان " همس الجنون" في عام 1938م، ثم الرواية التاريخية " عبث الأقدار" في عام 1938م، ثم توالى بعد ذلك نتاجه الأدبي الغزير.

أعماله الأدبية

قدم محفوظ على مدار حياته الأدبية العديد من الأعمال المميزة فكان إنتاجه الأدبي الغزير هذا بما يتضمنه من قصص وحكايات من واقع البيئة والحارة المصرية مادة جذابة للمخرجين والممثلين الذين تهافتوا لتقديم عدد ضخم من أعماله في شكل أفلام سينمائية والتي لاقت أيضاً إعجاب قطاع عريض من الجمهور، وحققت نجاح عظيم مثل رواياته.

نذكر هنا عدد من روايات محفوظ على سبيل المثال وليس الحصر نظراً لعددها الكبير: كفاح طيبة، القاهرة الجديدة، خان الخليلي، زقاق المدق، بداية ونهاية، الثلاثية الشهيرة " بين القصرين، قصر الشوق، السكرية" ، أولاد حارتنا "هذه الرواية التي أثارت الكثير من الجدل"، اللص والكلاب، السمان والخريف، خمارة القط الأسود، الكرنك، حكايات حارتنا، الحرافيش، قشتمر. وغيرها العديد من الروايات التي قدمها لنا محفوظ، ومن القصص القصيرة المجموعة القصصية التي قام بكتابتها تحت عنوان " أحلام فترة النقاهة "

بالإضافة لعدد من المجموعات القصصية والمقالات التي تم نشرها له على مدار حياته الأدبية التي وصلت إلى سبعين عام.

الجوائز



تعد من أهم الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ هي جائزة نوبل للآداب في نوفمبر 1988م، والتي قام بتسلمها من ملك السويد، حيث يعد أول كاتب مصري وعربي يحصل على هذه الجائزة في الأدب.

كما حصل على العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى منها جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية "رادوبيس" عام 1943، جائزة وزارة المعارف عن رواية " كفاح طيبة " عام 1944, جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية " خان الخليلي" عام 1946م، جائزة الدولة في الأدب عن رواية " بين القصرين" عام 1957م، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962م، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968م، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1972م، قلادة النيل العظمي عام 1988م والتي تعد أرفع الأوسمة المصرية.

كما تم تقديم العديد من الرسائل الجامعية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في مصر وعدد من الدول العربية عن حياته وأعماله الأدبية المختلفة.

تناول حياته وأعماله العديد من المفكرين والأدباء من خلال كتبهم وسجلت أعماله في مكتبة الكونجرس بالولايات المتحدة الأمريكية باعتباره أحد الكتاب البارزين المتميزين على مستوى العالم، كما صدرت موسوعة باللغة الألمانية تضم أيضاً حياته وأعماله الأدبية مع عمل تحليل لها وصدرت هذه الموسوعة تحت عنوان " نجيب محفوظ حياته وأدبه" عام 1978م.

الوفاة

توفى في 30 أغسطس عام 2006م عن عمر يناهز 94 عاماً، أثر قرحة نازفة بعد أن أصيب بهبوط حاد في ضغط الدم، وفشل كلوي، وكان محفوظ قد دخل إلى المستشفى قبل وفاته بفترة، وتم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة شارك فيها الرئيس المصري محمد حسني مبارك وعدد كبير من السياسيين والفنانين ورجال الفكر والأدب.

تزوج نجيب محفوظ من السيدة "عطية الله" وأنجب منها بنتين هما أم كلثوم وفاطمة.

توفيق الحكيم .. شخصيات ادبيه




حسين توفيق إسماعيل أحمد الحكيم المعروف باسم توفيق الحكيم، أديب متميز تنوعت مؤلفاته ما بين الرواية، والمسرحية فكان أحد الرواد الذين ساهموا بشكل أساسي في الحركة الأدبية والفكرية في عصره، وقد أبدع الحكيم في اتجاه جديد من فن الكتابة المسرحية والذي عرف بالمسرح الذهني، فقدم العديد من المسرحيات التي سارت في هذا الاتجاه، وهو مؤلف مبدع قام بإبداع شخصياته وأحداثه الروائية من خلال الواقع المحيط به، والتراث المصري والذي كان المصدر الأول في إلهامه.



النشأة

ولد الحكيم في التاسع من أكتوبر عام 1898م بحي محرم بيك بالإسكندرية بجمهورية مصر العربية، ينحدر والده من قرية الدلنجات إحدى أعمال إيتاي البارود بمديرية البحيرة، وكان والده من رجال القضاء والذي ورث عن والدته ضيعة كبيرة، فكان من أثرياء الفلاحين، أما والدته فهي تركية الأصول، عرفت بكبريائها وطباعها الصارمة.

تلقى توفيق علومه الأولية في مدرسة محمد علي، ثم انتقل إلى مدرسة المحمدية بالقاهرة، ومنها إلى مدرسة دمنهور الابتدائية عام 1914، ثم التحق بمدرسة رأس التين ثم العباسية الثانوية بالإسكندرية وحصل على البكالوريا عام 1919، ثم قام بالالتحاق بمدرسة الحقوق وحصل على الليسانس في عام 1924 وهو في السادسة والعشرين من عمره، انتقل الحكيم بعد ذلك إلى باريس لإكمال دراسته في القانون.



الحياة العملية للحكيم

عاد الحكيم إلى مصر مرة أخرى بعد فترة دراسته في باريس عام 1928م، وقد شغل على مدار حياته العديد من المهام والمناصب وكانت البداية من خلال عمله بالنيابة المختلطة بالإسكندرية حتى عام 1929م، ثم انتقل بعد هذا إلى القضاء الأهلي لمدة خمس سنوات متنقلاً بين كل من طنطا ودمنهور، ودسوق وفارسكور وإيتاي البارود وكوم حمادة.

ترك الحكيم بعد ذلك النيابة العامة وعمل مديراً لإدارة التحقيقات بوزارة المعارف ثم مديراً للإرشاد الاجتماعي بوزارة الشئون الاجتماعية.

اتجه بعد ذلك للعمل الصحفي عام 1939م وذلك بعد استقالته من وزارة المعارف، فقام بالكتابة في العديد من المجلات والصحف.

كما عمل مديراً عاماً لدار الكتب عام 1951م، ثم عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وعمل مندوباً للجمهورية العربية في " اليونسكو" عام 1959، عاد بعد ذلك إلى مصر عام 1960م.

عين مقرراً للجنة جوائز الدولة في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1962م، وفي عام 1976م انتخب رئيسا لاتحاد الكتاب الذي أصبح فيما بعد رئيسه الفخري.

تم اختياره رئيساً لنادي القصة وعضواً في المجلس الأعلى للثقافة، كما ترأس مجلس الشورى في جلسته الافتتاحية عام 1981م وفي دورته الثانية عام 1983، وفي عام 1961م أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قراراً بتعيينه عضواً في مجلس إدارة الأزهر الشريف، وعين رئيس شرف للأهرام عام 1981م.



العالم الأدبي للحكيم

عرف الحكيم بحبه للأدب والذي قدم فيه الكثير ففي أثناء فترة دراسته بالجامعة، ألف العديد من المسرحيات والتي قامت فرقة عكاشة بتقديمها على مسرح الأزبكية من هذه المسرحيات العريس، المرأة الجديدة، خاتم سليمان، على بابا، وفي أثناء فترة دراسته بفرنسا شغف الحكيم بالأدب المسرحي، فاطلع على الفنون المسرحية وقام بدراسة المسرح اليوناني والذي وجد أن الثقافة المسرحية الأوربية مستمدة منه، واطلع على الملاحم والأساطير اليونانية، كما عمل على التردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا وخلال فترة أقامته هناك قام بكتابة مسرحية بعنوان " أمام شباك التذاكر".

عندما قام الحكيم بتقديم مسرحية " أهل الكهف " أثار نشاطاً غير عادي في فن الكتابة فقد قدم ما عرف بالمسرح الذهني، وعلى الرغم من تقديم الحكيم لعدد من المسرحيات إلا أنها لم تكن جميعها من النوع الذي يصلح للتمثيل والتجسيد المسرحي، فمسرحياته التي عرفت بالذهنية كان يبرز فحواها من خلال قراءتها وليس من خلال تجسيدها مسرحياً، وكانت تطغى على مسرحياته الموضوعات المستمدة من التراث المصري وذلك عبر العصور المختلفة.

وكان الحكيم من النوع الذي يتأثر بالأحداث الاجتماعية المحيطة به فكان يحاول إبرازها من خلال أعماله الأدبية ومثال على ذلك رواياته " يوميات نائب في الأرياف" والتي قام بكتابتها في الفترة التي قضاها وكيلاً للنيابة في القضاء الأهلي والتي تنقل أثنائها بين عدد من المدن والقرى المصرية.

عاصر الحكيم في عصره عدد من عمالقة الأدب والشعر والفن والمسرح وذلك مثل طه حسين والعقاد وأحمد أمين، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، جورج أبيض، سيد درويش وغيرهم العديد من الشخصيات التي ساهمت في إثراء الساحة الأدبية والثقافية في ذلك الوقت.



مؤلفاته

قدم الحكيم العديد من المؤلفات القيمة والتي تنوعت ما بين المسرحية والرواية من المسرحيات التي قدمها علي بابا، خاتم سليمان، أهل الكهف، شهر زاد، براكسا أو مشكلة الحكم، سلطان الظلام، بجماليون، الملك أوديب، سليمان الحكيم، إيزيس، المسرح الممنوع، أشواك السلام، رحلة إلي الغد، الأيدي الناعمة، السلطان الحائر، يا طالع الشجرة، الطعام لكل فم، ، بنك القلق، مجلس العدل، الدنيا رواية هزلية، الحمير.

ومن أعماله الأدبية الأخرى:


الضيف الثقيل، العرائس، عودة الروح، محمد صلى الله عليه وسلم، يوميات نائب في الأرياف، عصفور من الشرق، تحت شمس الفكر، أشعب، عهد الشيطان، حماري قال لي "مجموعة مقالات" ، راقصة المعبد، نشيد الإنشاد، حمار الحكيم، من البرج العاجي، تحت المصباح الأخضر، زهرة العمر، الرباط المقدس، شجرة الحكيم، ، مسرح المجتمع، فن الأدب، عدالة وفن، أرني الله، عصا الحكيم، تأملات في السياسة، الحب العذري، التعادلية، ، الصفقة، ، عوالم الفرح، المرأة الجديدة، لعبة الموت، رحلة الربيع والخريف، سجن العمر، مصير صرصار، الورطة، ليلة الزفاف، قالبنا المسرحي، من كواليس الأدباء، قلت ذات يوم، رحلة بين عصرين، حديث مع الكوكب ، عودة الوعي، في طريق عودة الوعي، أنا وحماري والآخرون، ثورة الشباب، دقت الساعة، الساحرة، أنشودة الموت، لو عرف الشباب، الكنز، الموت والحب، نهر الجنون، المخرج، بيت النمل، الزمار، بين يوم وليلة، السياسة والسلام، العش الهادي، أريد أن أقتل، الشيطان في خطر، عرف كيف يموت.

وقد ترجمت العديد من كتبه ومسرحياته لعدد من اللغات.



التكريم في حياة الحكيم

حصل الحكيم على العديد من الأوسمة كنوع من التكريم له على مجهوده الأدبي حصل على قلادة الجمهورية عام 1958م من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، جائزة الدولة في الآداب عام 1960م، وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام، قلادة النيل عام 1975م، أطلق اسمه على عدد من المسارح.



الوفاة


توفى يوم الأحد الموافق 26 يوليو عام 1987م تاركاً العديد من الأعمال الأدبية القيمة، والتي مازالت مرجعاً أدبياً للعديد من الأجيال.

هيلين كيلر.. شخصيات ادبيه







" إن العمى ليس بشيء وإن الصمم ليس بشيء، فكلنا في حقيقة الأمر عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم".

صاحبة هذه الكلمات العظيمة هي هيلين كيلر هذه الفتاة التي فقدت عدد من حواسها الأساسية وعلى الرغم من ذلك تمكنت من النبوغ وحفرت لنفسها مكاناً مميزاً في المجتمع تفوقت به على كثير ممن يملكون حواسهم كاملة ولا يستطيعون أن يحققوا أي شيء في حياتهم.

مما قالته في أحد كتبها " كن منشرح الصدر دائماً ولا تفكر في إخفاقات اليوم ولكن اهتم بالنجاحات التي ربما تأتي في الغد القريب"

محيط – مي كمال الدين



النشأة


ولدت هيلين في ولاية "ألاباما" الأمريكية عام 1880م وعندما بلغت سن 18 شهر أصيبت بأحد الأمراض الذي تركها فاقدة للبصر والسمع والنطق، وهو الأمر الذي قد يشكل عند البعض حالة إحباط أو حالة مساوية للموت، ولكنه عندها شكل حالة مختلفة تماماً من التحدي والنبوغ وأدخلها إلى مرحلة أخرى من الإبداع فقامت بتأليف عدد من الكتب ووصلت على مرحلة من الشهرة العالمية لم يتمكن من هم في كامل صحتهم أن يحصلوا عليها.



التعليم




قال أحد الأطباء الذي اطلع على حالة هيلين أنه من الممكن أن ينمى ذكاء هذه الطفلة بشكل أو بأخر، كما أوصى جراهام بل بأن استخدام معلمة متخصصة لها من الممكن أن ينمي ذكائها ويعلمها، وهذا ما حدث بالفعل فكما ينزل الله سبحانه وتعالى القدر ينزل معه الرحمة، فقد شاء الله أن يكون هناك معلمة أسمها "آن سليفان" هذه المعلمة التي شكلت مرحلة فارقة في حياة هيلين فكانت السبب الرئيسي وراء تعليمها كل صغيرة وكبيرة، فاصطحبتها في مشوار قدره خمسين عاماً من العلم والتوجيه فكشفت لها الكثير من المعلومات وأكسبتها الكثير من الخبرات عبر وسيلة فعالة وغير تقليدية في طريقة التعليم.



وقد تعرضت آن سليفان بدورها لمحنة فقد البصر فقد ولدت طبيعية ولكنها فقدت البصر تدريجياً وألحقت بمعهد بيركنز للمكفوفين، وهي في الرابعة عشر من عمرها وتعلمت كما يتعلم غيرها من فاقدي البصر، ولكنها تمكنت من استعادة بصرها بعد عدد من العمليات الجراحية الناجحة، فقامت بتكريس حياتها لمساعدة من هم بحاجة إليها، وقد يفسر لنا هذا مقدار الحنان والصبر التي تمتعت بهم "آن" في معاملتها مع هيلين حتى تمكنت من العبور بها من فوق حواجز الإعاقة.



سليفان طريق هيلين نحو المعرفة

كان لمعلمة هيلين "سليفان" فضل كبير في توجيهها وتعليمها وكانت البداية عندما كانت هيلين تبدي ابتهاجا عندما تلمس يديها الماء وهو الأمر الذي أثار اهتمام معلمتها ووجدت منه المدخل الذي سوف تتمكن به من العبور إلى عقل هيلين وذلك عن طريق استغلال حاسة اللمس وتعليمها الكثير عن البيئة المحيطة بها من خلالها، وأصبحت حاستي اللمس والشم هما وسيلتا التعارف بين كل من هيلين والعالم.

وابتكرت المعلمة طريقة فذة يتم من خلالها التعامل مع هيلين وتعليمها خاصة وأن هيلين لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم فجاءت طريقة المعلمة العبقرية بتعليم هيلين الحروف الهجائية بلمس داخل كف اليد، وقد وجدت المعلمة في طريقة برايل فرصة لتتعلم هيلين القراءة، وبعد عامين من الجهد والمثابرة تمكنت الطفلة من إجادة القراءة بطريقة برايل، ولم يكن هذا هو كل شيء فقد أجادت الطباعة أيضاً على الآلة الكاتبة المصممة بنفس حروف برايل وبذلك تمكنت هيلين من الإطلاع على العديد من الكتب وكتابة عدد من الكتب والمقالات الخاصة بها.

عندما وصلت هيلين إلى العاشرة من عمرها أصرت على تعلم الكلام والنطق فاستجابت المعلمة لطلبها وذلك بعد أن لاحظت أن هيلين يمكنها فهم الأصوات وتمييزها عن طريق لمس حنجرة المعلمة وتحسس الذبذبات الصوتية بواسطة اللمس، وتمكنت هيلين من التحدث مع الناس وهي لا تسمعهم وذلك بتحريك شفتيها فقدمت عدد من الخطب القصيرة.

في عام 1900 التحقت هيلين بكلية "رد كليف" بصحبة معلمتها "آن سليفان" وكانت حينها في العشرين من عمرها، وكانت سليفان تعمل على ترجمة المحاضرات لها بطريقة لمس بطن كفها، وبعد أربع سنوات أنهت هيلين دراستها ووهبت حياتها لمساعدة أمثالها من المعاقين، كما حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة جلاسجو باسكتلندا.



الشهرة

ذاعت شهرة هيلين في العالم أجمع وذلك بعد أن قدمت عدد من المقالات بالصحف والمجلات، ثم أخذت تنشر عدد من مؤلفاتها منها " مفتاح حياتي" وفي عام 1902 وضعت هيلين كتاباً عن تاريخ حياتها، وفي عام 1908 قدمت كتاب أخر بعنوان " العالم الذي أعيش فيه"، ثم وضعت كتابها الشهير " الخروج من الظلام" عام 1913م.



مما قالته في كتبها

نذكر هنا بعض كلمات هيلين التي وردت بكتبها

"يتعجب كثير من الناس عندما أقول لهم باني سعيدة، فهم يتخيلون أن النقص في حواسي عبء كبير على ذهني يربطني دائماً بصخرة اليأس، ومع ذلك فإنه يبدو لي أن علاقة السعادة بالحواس صغيرة جداً فإننا إذا قررنا في أذهاننا أن هذا العالم تافه يسير جزافاً بلا غاية فإنه يبقى كذلك ولم تتبدل صورته، بينما نحن إذا اعتقدنا أن هذا العالم لنا خاصة وأن الشمس والقمر يتعلقان في الفضاء لنتمتع بهما فإن هذا الاعتقاد يملأنا سروراً لان نفوسنا تتمجد بالخلق وتسر به كأنها نفس رجل الفن، والحق أنه مما يكسب هذه الحياة كرامة ووجاهة أن نعتقد أننا ولدنا لكي نؤدي أغراضاً سامية وأن لنا حظاً يتجاوز الحياة المادية".

وقالت هيلين أيضاً : إذا اعترض علي شخصاً متسائلاً ألا تسأمين من وحدة الأشياء التي تمسينها وأنت لا ترين اختلاف الضوء والظلام عليها؟ أليست الأيام كلها سواء لديك؟

سوف أقول : كلا إن أيامي كلها مختلفة فليست هناك ساعة تشبه أخرى عندي فإني بحاسة اللمس أشعر بجميع التغيرات التي تطرأ على الجو، وإني متأكدة بأن الأيام تختلف عندي بمقدار اختلافها عند الذين ينظرون إلى السماء ولا يبالون بجمالها بل يرصدونها ليقفوا منها هل تمطر أم لا، وفي بعض الأيام تنسكب الشمس في مكتبي فأشعر بأن مسرات الحياة قد احتشدت في كل شعاع من أشعتها، وهناك أيام ينزل فيها المطر فأشعر كأن ظلاً يتعلق بي وتنتشر رائحة الأرض الرطبة في كل مكان، وهناك أيام الصيف المخدرة حين يهب النسيم العليل ويغريني بالخروج إلى مظلتي حيث أتمدد واحلم بالزهر يغشاه النحل وهناك ساعات العجلة والازدحام حين تحتشد الخطابات على منضدتي ثم ساعات لانهاية لها تختلف وتتفق مع المفكرين والشعراء، وكيف أسأم ما دامت الكتب حولي.

كما تتحدث هيلين عن حاسة الشم لديها، فتقول " أن حاسة الشم لدي من أثمن واهم ما املكه في حياتي اليومية فإن الجو ممتلئ بالروائح التي لا حصر لها أعرف منها الأماكن والأشياء"

ومن خلال وصف هيلين للأشياء وإحساسها بها نجد مقدار إحساسها العالي بالعالم حولها ووصفها الدقيق له بطريقة من الممكن للإنسان العادي الطبيعي الذي يمتلك كل حواسه أن يعجز عن وصفها، ونرجع في النهاية للنظر إلى عظمة الخالق وقدرته العالية وحكمته التي وجدناها في هيلين فعلى الرغم من فقدانها لعدد من حواسها إلا أنها ملكت من القدرة والمثابرة أن تغير حياتها ولا تستسلم لليأس والظلام والسكون.