أربعين امرأة .. قصص واقعيه



‏‏
{{‏ صباح الخير يا سيدي أكتب لك عقب ليلة مؤرقة لم أذق فيها طعم النوم وتشبه ليالي كثيرة فاتت وأخري بلاشك آتية‏..‏ لن أطيل عليك المقدمات‏,‏ لكن أرجو أن تعلم أن رأيك سيكون هو الشعرة التي أصل بها حياتي أو القشة التي تقصم ظهر البعير‏,‏ أنا سيدة عمري‏39‏ عاما نشأت في أسرة أكثر من ميسورة أعطاني الله الكثير من نعمه التي أشكره عليها في كل لحظة‏,‏ ما زلت أراعيه في تصرفاتي قدر استطاعتي حتي هذه اللحظة‏,‏ فقد كنت دائما سندريلا العائلة كما كانوا يدعونني مما جعلني اشهر بنات الحي الراقي الذي نسكنه في ذلك الوقت لجمالي الأوروبي

الذي لا تخطئه العين وذكائي الذي أهلني لكلية القمة التي يبحث عنها الجميع ولباقتي التي كانت محل اعجاب العائلة ولاسيما شبابها الذين تهافتوا لخطبتي منذ كنت في المدرسة الثانوية‏,‏ لكن أبي رحمه الله رفض لحين انتهائي من دراستي وكان محقا ومع أول شهر في الجامعة تعرفت علي زوجي الذي كان يكبرني بخمسة أعوام‏,‏ رأيته أوسم الجميع وعشقته بأعوامي السبعة عشر عشقا كما حكوا عن جولييت أو أكثر‏.‏ المهم تقدم لخطبتي فرفضه أبي لصعوبة دراستي وكذلك لأنه رأي أنه غير لائق من الناحية الاجتماعية وكان أول صدام في حياتي مع أبي‏,‏

بل قل الصدام الوحيد وأصررت ولم تفلح محاولاتي وافترقنا لسنوات لم أنسه فيها لحظة وحاولوا خطبتي عدة مرات فشلت جميعا‏,‏ لأنه كان طيفا في خيالي‏.‏ أما هو فتزوج بعد فترة وانجب ولدا وحيدا ولم تنجح حياته لأسباب أراها خارجة عن ارادته وبعد مرور أكثر من ثماني سنوات وبعد انفصاله عاود الاتصال بي ولم أشعر بأني تركته لحظة‏,‏ تواصل الكلام كأني كنت معه بالأمس وتقدم لي مرة أخري ورفضه والدي لنفس السبب السابق‏,‏ بالإضافة لظروفه الجديدة لكني كنت تخرجت وعملت وأصبحت أقوي‏,‏ ولن أطيل عليك تم الزواج وحققت حلم عمري مع الرجل الذي ذبت فيه عشقا

وسهرت من أجله الليالي الطوال ومن أول أسبوع اكتشفت يا سيدي أنه مريض بالبرود فهو لا يري جمالي إلا أمام الناس‏,‏ أما في البيت فهو يكاد لا يشعر بي‏,‏ عرفت معني الحرمان وأنا بعد عروس في أوج تألقها كلمته طلبت منه أن يأمرني بما يريد‏,‏ فعلت كل ما يمكن لفتاة مثلي بلا خبرة أن تفعل لجأت لصديقات أكبر‏,‏ تعلمت فنونا ربما لا تعلمها إلا بنات الليل لعله يشعر بي لكنه أبدا لم يشعر‏,‏

كان يقابلني كل أسبوعين‏,‏ أحيانا أكثر بعد محاولات مستميتة مني لأني كنت أحبه لحد الجنون‏,‏ وهنا يجب أن تعلم أني من الشخصيات شديدة العناد والكبرياء لكني أمام هذا الرجل كنت أذوب عشقا‏,‏ تفاصيل مخجلة لا أستطيع أن احكيها لك ولو كنت أعلم أن هذا الرجل لا يقدر أو مريض لحملته علي رأسي عمري كله‏,‏ لكني أصبت بلعنة من نوع غريب حبيبي أمامي وملكي

ورجل كامل الرجولة لكنه لا يراني‏.‏ هل تعلم أني لجأت للدجالين أنا الطبيبة حاملة لـ‏2‏ دكتوراة وعائلتي بها أعظم أطباء مصر ألجأ للدجالين وما أفاد هذا ولا ذاك‏,‏ بكيت تحت قدميه ليالي لا أعرف عددها اطلب منه أن أفهم ليكون الجواب أحبك لا استطيع الحياة بدونك‏,‏ والرد ماذا يبعدك والجواب الانشغال بالعمل‏,‏ وأضحك جميع الناس يعملون لماذا أنت وأنا ولا جواب شاف ردود

كلها تثير الضحك المر‏,‏ مرت السنوات علي هذا المنوال رزقني الله بفتاتين‏13‏ و‏4‏ سنوات وطبعا فرق السن الكبير بينهما معروف سببه وفقدت القدرة علي المقاومة ما عدت استطيع‏,‏ وفقدت الرغبة فيما يمكن أن يعطيني بعد طول محايلة‏,‏ ما عاد لديه ما يلزمني وبعد مرور‏14‏ سنة علي هذه المهزلة الانسانية ومع اقتراب الأربعين أشعر بأني أضعت عمري هباء‏,‏

فقدت حبي له‏,‏ طلبت الطلاق عشرات المرات فكان يبكي ويعد بالاصلاح وفعلا ينصلح الحال لأيام ثم يعود لنفس العادات الآن لم أعد أطلب الاصلاح ولا أريده لأني فعلا زهدته أصبحت كرامتي التي تبعثرت سنوات عند قدميه تقف بيني وبينه‏,‏ ما عدت أريده حتي إن طلب هو‏,‏ أعلنته أن حبي مات أصر علي عدم الطلاق‏,‏ مدعيا أنه يحبني

أما أنا فاكاد أجزم أنه ما أحبني يوما بل أحب المظهر الاجتماعي الذي يوفره له وجودي بجانبه وأحب الزوجة المتفانية التي ربت أولاده حتي الولد الذي لم أنجبه وأصبح الآن بالجامعة شابا متفوقا رياضيا تحكي عنه مصر كلها لا يعرف أما سواي‏,‏ سيدي لا تلعني لم أكن يوما ضعيفة بل إني في قسمي بالجامعة يلقبونني بكونداليزا ايماء إلي صلابتي فقد كنت امرأة حقيقية عاشقة والعشق ليس كفرا‏,‏ لم أفقد ايماني بالحب ابدا ولن أفقده رغم حرماني الطويل‏,‏ الآن وأنا في هذه السن ـ وبكل ضمير مرتاح لأني وحدي أعلم كم حاولت وماذا قدمت ـ أريد أن أبدا من جديد أن أعيش كما البشر أن أشعر بأني امرأة مرغوبة ولي رجل يشتهيني‏,‏ أعرف كيف أحصل علي الطلاق رغم أنفه لكن ما يوقفني هم أولادي الثلاثة حتي الولد الذي ليس من رحمي

يستعطفني أن استمر‏.‏ هم لا يعرفون السبب وحتي بداية هذا العام لم يكن أحد في هذه الدنيا يعلم بمصيبتي حتي فاض بي فلجأت لشقيقه وهو أكثر من أخي لم أحك لكني طلبت الوساطة للطلاق الهادئ‏,‏ وأخبره زوجي بالسبب‏,‏ وذكر له أني لم أقصر‏,‏ لكنه سيحاول الاصلاح واستمر الحال كما هو ـ حياتنا تبدو مثالية أمام الناس‏,‏ أنا امرأة عملية أري أن الناس إن لم تضر لن تفيد لذلك سيكون الطلاق صدمة لمجتمعنا لا يهمني لم يعد شئ يهمني سوي أن أنجو باعصابي وما بقي من شبابي من هذا الجحيم‏,‏ فقدت كثيرا من الجمال الذي كان لكني بعد أنثي جميلة أراها في عيون من حولي بل قل صرت أبحث عنها ولولا أني بعد بعقلي لانزلقت في علاقة مع شاب يصغرني بعشر سنوات منذ شهور قابلته في أحد المؤتمرات

وطاردني أسابيع أسلمت اذني له وسهرت معه ليالي علي النت وأفقت لأجد نفسي أفكر فيه لملمت اشلاء انوثتي‏,‏ وانسحبت بهدوء قبل أن أنزلق للهاوية ويكفي أني أشعر بأن روحي تهاوت لما يغضب الله وهذا ما لا أحتمله فليس أقسي علي المرأة الحرة من أن تعطي من لا يستحق ما لا يستحق حتي ولو كانت مجرد كلمات‏..‏ سيدي السؤال الآن هل أضيع ما بقي من عمري أم أنجو؟‏!‏ أريد إجابة واضحة ويعلم الله أني ما نقلت إلا قليلا من سواد الحقيقة‏.‏

*‏ سيدتي‏...‏ تسألينني هل تختارين طريق النجاة أم تضيعين ما بقي من عمرك‏,‏ وكأنك تختصرين حياتك في السؤالين‏,‏ إما النجاة بالطلاق‏,‏ أو إضاعة ما تبقي من عمر بالاستمرار مع هذا الزوج‏,‏ فيما الحقيقة التي أراها أن التفكير في إجابة حسب هذا المنهج أيا كانت‏,‏ ستكون خاطئة وظالمة لكل الأطراف‏,‏ فما بين الخيارين حكايات طويلة‏,‏ تضحية‏,‏ انتظار‏,‏ تحد وزواج وأبناء‏,‏ هل نسقط كل هذا‏,‏ ويكون الحل الانتحار بالاستمرار‏,‏ أو الفرار بالسعادة المنتظرة؟‏!‏

سيدتي‏....‏ لقد انتظرت هذا الزوج طويلا‏,‏ وتحديت من أجله عائلتك‏,‏ وذهب‏,‏ تزوج وعاد إليك‏,‏ ليجدك في انتظاره‏,‏ وكأنه لم يغب يوما عنك‏,‏ ولكنك بعد أسبوع واحد من الزواج‏,‏ اكتشفت بروده العاطفي‏,‏ اختزلت حياتكما كلها في التعبير عن المشاعر به لفظا وحسا‏,‏ أنجبت طفلين‏,‏ وعشتما حياة يحسدكما الناس عليها‏,‏ فيما تتألمين لأنه لا يقدر هذا الجمال الذي تمناه الجميع‏,‏ لم تقولي كلمة واحدة في رسالتك عن سوء سلوكه عن بخله أو قسوته‏,‏ عيبه الكبير ويكاد يكون الوحيد أنه لا يقدر جمالك ولا يسعي لإرضائك‏,‏ حتي وصل بك الأمر إلي اللجوء للدجالين وأنت الطبيبة صاحبة الاثنين دكتوراه‏,‏ وها هو يسقط من قلبك‏,‏ وتندفعين في علاقة مراهقة مع شاب يصغرك بعشر سنوات‏,‏ وكأنك تدفعينني دفعا إلي نصحك بالطلاق حتي لا تسقطي في الخطيئة‏,‏ ولكني لن اقول لك هذا‏,‏ سأقول لك ما قد يصدمك‏:‏ إنها أزمة الأربعين يا سيدتي‏,‏ ولا تعتقدي أنه من العيب الاعتراف بأزمة هذا العمر‏,‏ تلك الأزمة التي يمر بها الرجال‏,‏ كما تمر بها النساء‏,‏ وإن كانت عندهن أكثر وضوحا‏.‏

فها أنت تتخبطين وتختصرين سعادتك في العلاقة الزوجية‏,‏ وكلمات الغزل التي مازالت تطاردك‏..‏ بالطبع لا أقلل من حقك واحتياجك لهذه العلاقة المشروعة‏,‏ ولكنها ليست كل السعادة‏,‏ كما تعتقدين‏..‏ تفكيرنا هو الذي يشعرنا بالسعادة أو بالشقاء‏,‏ وحبك الذي بدأ كالأسد ينصرف‏,‏ الآن كالحمل‏,‏ كاشفا كل السوءات‏,‏ بعد أن كان ساترا لكل المعاصي‏.‏

سيدتي‏...‏ أنت أم لطفلين وتربين ثالثا وصل إلي الجامعة‏,‏ ألا يسعدك هؤلاء‏....‏ ألا تسعدك صورتك أمام الجميع‏...‏ ألا يرضيك تمسك زوجك بك علي الرغم من إصرارك علي الطلاق‏,‏ وبعد أن اعترف بأخطائه وأشاد بك لشقيقه‏,‏ إلي أين تريدين الذهاب بقطار الحياة السريع‏,‏ وأنت تحملين علي كتفيك‏,‏ وفي قلبك طفلين‏,‏ هل إلي علاقة حب تؤمنين به‏,‏ أم إلي وهم سيدفع ثمنه آخرون؟‏!‏

لقد مررت يوما مثلك بمحنة الأربعين‏,‏ وشعرت في لحظة بأن العمر تسرب من يدي خلسة‏,‏ ولكني تلفت حولي‏,‏ فوجدت اشياء جميلة حققتها‏,‏ وتأملت آخرين وهبتهم الوجود‏,‏ واكتشفت أنها مرحلة قصيرة من التأمل ما تلبث أن تنقضي‏,‏ وأن الاستمتاع بما بين أيدينا أفضل بكثير من التضحية به من أجل مستقبل مجهول‏,‏ خاصة إذا كان الواقع يمكن بمزيد من الإصرار ــ إصلاحه وتغييره ــ فزوجك لا يعاني من علة‏,‏ ولكنه قد يحتاج إلي استشارة طبيب‏,‏ وإلي مزيد من حنانك واحتوائك‏.‏

سيدتي‏...‏ ليس لأحد حظ كل الأيام‏,‏ ونادرا ما يكون الزواج زواج عقل‏,‏ لكن الطلاق يجب ان يكون طلاق عقل‏,‏ لأن الزوجين يعرف كلاهما الآخر‏.‏

عذرية الكابتن - قصص واقعيه



أنا شاب عمري‏27‏ عاما‏..‏ أعمل في وظيفة مرموقة براتب كبير ومن اسرة عريقة‏..‏ منذ عامين تقريبا فاتحني والدي في موضوع الزواج وقال لي لماذا لاتتزوج انت الان لديك الوظيفة ولايوجد ما يعيقك‏.‏ وتطوع احد معارف الوالد وعرض علينا فتاة متوسطة الجمال يسمونها الكابتن لانها مدرسة تربية رياضية‏.‏

تمت الخطبة بسرعة وبعد‏3‏ اسابيع تم الزواج‏,‏ لا اخفي عليك اني اكتشفت اثناء الخطبة انها عنيدة ومادية جدا وقوية بدنيا جدا وقررت ان أتركها ولكن لان والدها اتصل بي وبكي في التليفون وأشفقت عليه‏,‏ فأنا اعرف ماذا يعني بكاء الرجال‏..‏ وقررت اتمام الزواج خاصة عندما ضغطت علي والدتي ايضا‏.‏

بعد عقد القران مباشرة لاحظت ان سلوك والدها تغير واصبح متعاليا وقال لوالدتي بالحرف الواحد انا اللي كسبت‏.‏
وفهمت ياسيدي معني جملته في ليلة الدخلة‏..‏ اذ اكتشفت ان عروسي ليست عذراء‏!‏

ظللت أرتعش من الصدمة حتي طلع النهار‏..‏ لا اعرف ماذا اقول لاقربائي الذين انتظروا اشارة البكارة طوال الليل وفي الصباح جاءت والدتي فاخبرتها وعلا صوتي وكأني اريد ان اشهد العالم كله علي فضيحة حرمي المصون لكن والدتي لطمتني علي فمي بقوة وقالت لي اخرس‏..‏ ربنا امر بالستر ودخلت تتحدث مع عروستي التي اكدت انها لاتعرف كيف حدث هذا واقسمت ان احدا لم يمسها‏.‏

وحتي لا اظلمها ذهبت معها في نفس اليوم الي طبيب امراض نساء الذي قرر ان هناك ثقبا في غشاء البكارة منذ زمن واعطاني شهادة طبية بذلك‏.‏

لاحظ ياسيدي ان احدا من اقاربها لم يأت لزيارتنا في الصباحية وبالتالي لم يذهب معنا احد للطبيب‏..‏ بل انا الذي ذهبت الي والدها فور خروجي من العيادة فلم اجده واخبرت امها بما حدث فقالت‏:‏ بلاش فضايح واللي انت عاوره‏.‏

رجعت منكس الرأس الي بيتي وانتظرت ان يتصل بي والدها لننهي الموقف بالطلاق في صمت‏,‏ لكنه ظل بعيدا يتهرب ممن ارسلهم اليه ويماطل حتي اخبرني يوما بان زوجتي حامل‏!‏

ساعتها جن جنوني وقلت لكل من اقابله انها حملت في الحرام‏..‏ وتدخل كثيرون لانهاء الموقف اما بالطلاق وإما بالصلح من اجل هذا الطفل القادم‏.‏

لكن كيف؟ انا لا اعتبر نفسي تزوجت ثم انهم يطلبون ثمانين ألف جنيه قيمة قائمة المنقولات وحقوقا اخري‏.‏

والدها يقول‏:‏ افعل ما تشاء احنا مرتاحين كده وهي تقول عايز يطلق يطلق‏..‏ لكن لن أتنازل عن حق من حقوقي ومرت الايام وطلقتها غيابيا ودفعت دم قلبي مبلغا وقدره‏,‏ والطفل الان عمره عام ونصف العام ولا اعلم عنه شيئا غير اسمه‏,‏ فقد جاءني صوت شاب في التليفون يقول لي‏:‏ مبروك جاءك ولد‏..‏ عليك تسميته‏,‏ واستخراج شهادة ميلاد له وعندما سألته من انت قال‏:‏ من طرف المدام‏..‏ هي تعتبرني اخا لها واتصلت بي لأكون بجوارها يوم الولادة‏.‏

هل تعرف ياسيدي ماذا قالت عندما سلمها المحضر ورقة الطلاق الغيابي أطلقت زغرودة وقالت كده ح آخد كل حقوقي‏..‏ والان‏..‏ انا مجرد مطلق بعد زواج ليلة واحدة ولدي طفل لم اره حتي الان وكلما اتقدم للزواج من اخري ترفض‏..‏ فمن يوافق علي مطلق ويعول‏:‏ لقد خسرت كل شيء ولا اعرف لماذا؟ او ماذا افعل الان؟

*‏ سيدي‏..‏ لو سرت في الطريق الذي رسمته منذ بداية زواجك فلن اصل معك الا الي ما وصلت اليه لأصب معك اللعنات والغضب علي مطلقتك ولكني سأسير في الطريق الاخر لعله ينيرلك دربا مظلما يجعلك لاتري الا ما طرأ علي ذهنك في لحظة الصدمة الاولي‏.‏

دعني ابدأ معك من احساسك بالتفضل علي تلك الفتاة الكابتن بالزواج علي الرغم من انها لاتروق لك ولكن دموع والدها وضغط والدتك دفعاك لزواج متعجل وهذا خطأ كبير‏,‏ قد تصلح العواطف والمجاملات في اشياء كثيرة في حياتنا الا في الزواج‏.‏

ولو وصلنا الي ليلة الدخلة لفهمنا الاطار العقلي الذي نشأت فيه الازمة ماذا اقول لاقربائي الذين انتظروا اشارة البكارة طوال الليل‏.‏

هكذا تري العذرية وهكذا يري اهلك‏,‏ فلو كانت هذه الزوجة اقامت عشرات العلاقات واحتفظت ببكارتها لكانت امامكم شريفة وعفيفة ثم ماذا عن بكارتك انت فالشرف ياسيدي واحد عند المرأة كما هو عند الرجل وان كان عند الاولي مرتبط بدليل مادي ملموس ولا اعرف اين هذا الدليل الذي استندت إليه لتدمير حياتك وحياة تلك الاسرة بكل هذا اليسر ثقب في غشاء البكارة الم يقل لك الطبيب ان هذا الثقب ليس ـ دائما ـ دليلا علي خطأ الفتاة وربما يكون حدث اثناء ادائها لبعض التمرينات ولكنك اخترت الطريق الاسهل والاسوأ واعتبرت ان اسرتها كلها تواطأت معها وتعرف خطيئتها ولم تسأل نفسك لو كان الامر كذلك فلماذا لم تذهب الاسرة بابنتها لعمل عملية ترقيع ببضع مئات من الجنيهات لتشرب المقلب وتقدم البشارة لاهلك‏.‏

سيدي‏..‏ قد تكون أخطأت كثيرا في حق زوجتك وطفلك واسرتها وكم كانت والدتك عظيمة ورائعة عندما امرت باغلاق فمك سترا لما قد هتكته ولذا يبدو منطقيا حرصها علي الحصول علي كل حقوقها فهي امام نفسها لم ترتكب جرما‏.‏

واذا كنت وانت الرجل تجد صعوبة في الزواج لانك مطلق فما بالك بوضعها ومستقبلها وهي المطلقة التي فضحتها امام الناس‏..‏ من يجرؤ علي الزواج منها‏.‏

سيدي‏..‏ لدينا مفاهيم خاطئة حول معني الشرف لن اخوض فيها الان ولكني ادعوك الي اتباع الاساليب العلمية اذا كنت متشككا في نسب ابنك اليك فهناك بعض تحاليل الدم والـ‏dna‏ فاذا اطمأن قلبك وأيقنت انك بنيت قرارك علي مجرد شك لايوجد عليه دليل فعليك ان تسعي الي هذه المرأة ام طفلك لتواصلوا جميعا حياتكم من جديد بدلا من ان ينشأ طفلك في هذا الجو الغائم من الاتهامات القاتلة ويجني اشواك ماغرستم بلا ذنب

رجل فى حياتى .. قصص واقعيه


عمري‏41‏ سنة عملت لمدة‏14‏ عاما تقطعت مرتين لزواجي‏,‏ شكلي مقبول‏,‏ متدينة‏,‏ أجيد اللغتين‏,‏ وأعرف آداب الحياة الاجتماعية علي مستويات عديدة‏,‏ بالعربي متربية كويس‏.‏

في بداية حياتي خطبت إلي شاب وسيم ومن عائلة لمدة‏3‏ أشهر مشكلتي معه اني لا أحب الكذب وهو يجيده ومشكلتي الأكبر عندما قررت فسخ الخطبة اني ووالدته ربطتنا علاقة الأم والابنة حتي اني بكيت لفراقها ثم استمرت علاقتي بها كصديقتين‏.‏

ثم تزوجت بعد سنين وفي سن الـ‏30‏ بطبيب‏(‏ جواز صالونات‏)‏ ادركت اني لم اعرفه الا بعد ان اغلق علينا باب واحد فكانت الطامة الكبري فهو اخ لـ‏7‏ بنات أي كان لي‏8‏ حموات وهو الدلوعة متقلب المزاج عصبي بخيل الي حد الجوع‏(‏ مع انه مليونير‏)‏ ورضيت بنصيبي وعشت معه لمدة عام ونصف العام لايخفف عني سوي والدته الحنون التي تعلم بعيوب ابنها تحاول ان تعوضني بحنانها ومالها عن بخل ابنها ومكر بناتها الي ان اكتشفت بالمصادفة اوراق زواجه من‏5‏ زوجات قبلي‏(‏ وبالمرة تحاليل تثبت انه عقيم‏)‏ فحاولت ان اتماسك واستمر في حياتي معه فانا اعلم ان كل البيوت‏(‏ مقفلة علي بلاوي‏)‏ علاوة علي اني لم ارد ان اتصرف وانا تحت وقع الصدمة وحاولت للمرة الأخيرة ان يكون للعقل حديث بيننا وان اصارحه بما لا استطيع تحمله من طباعه ولكن هيهات‏(‏ الطبع بيطلع بعد الروح‏)‏ فقررت الطلاق بعد سنتين ونصف السنة من العذاب و اتصلت باحدي زوجاته السابقات وسألتها عن كيفية الطلاق منه فنصحتني بالشافية‏(‏ اعرضي عليه فلوس‏)‏ ففعلت وطبعا لم يستطع ان يقاوم بريق المال فطلقني وبكت امه بكاء مرا لم استطع تحمله ولكن الفراق كان حتميا فلم اكن اعاشرها هي‏.‏
ومرت‏7‏ سنوات وقابلت بالمصادفة أحد اقاربي لم اقابله منذ طفولتي وكأنني لقيت لقيه فطباعنا متقاربة الي حد يثير العجب فذكاؤه وخفة ظله وثقافته الواسعة وادبه كل ذلك غفر له المظهر الخارجي واخته المتعجرفة المطلقة‏.‏

تقاربت العائلتان وكالمعتاد صرت صديقة لامه بسرعة وتمت خطبتنا بناء علي الحاح من امه لا اصف لك فرحتي به وبولديه الشابين‏(‏ اولي وثانية ثانوي‏)‏ وكأني وجدت زوجي واولادي الذين فقدتهم في بداية عمري وبدأنا مشوار الجهاز وكنت استشير والدته في كل صغيرة وكبيرة لثقتي في ذوقها وحتي اعوضها حنان ابنتها المفقود‏.‏

فما كان من خطيبي الا انه طلب مني ان ابعدها وعندما رأي تعجبي قال لي بالحرف الواحد‏(‏ حتي لاتركبك ولن تستطيعي الفكاك‏)‏ لم استمع اليه فأنا دائما ابنة حماتي‏.‏ واعترضت لكونه غير سكنه ليبتعد عنها وتحملت علي مضض سخريته من تحجبي مع انه كان يشهد لي بالذوق الرفيع في اختيار ملابسي‏.‏

تم الزواج وبدأ شهر العسل فبدأت حماتي تطاردنا فلا بد من التليفون علي الاقل‏4‏ مرات يوميا خناقات الاولاد مشاكلها الخ‏..‏ منذ اليوم الاول بدأت المنغصات تطفو علي السطح وعدنا ياسيدي وبدأت المشاحنات واكتشفت ممن حولي انها سبب طلاقه من ام اولاده وسبب طلاق ابنتها من زوجها وعلي ذلك فهي تلقي عليها اللوم لضياع عمرها ولاتطيق عشرتها اما زوجي الطيب فلا‏,‏ فحماتي تريد الخادمة وتريد كل تفاصيل حياتي وتحاسبني اذا نسيت ان احكي لها شيئا حدث وتشحنني ضد الاولاد دول عيال مش متربية لازم تكوني شديدة معاهم جوزك ما يكلمش الست دي‏!‏

تاكلوا ده وده لا ولابد ان اعيش في بيت من زجاج ـ ماذا طبخت اين ذهبت ماذا سأفعل غدا‏!‏ وبدأت اعراض العصيان تظهر علي وبدأت احاول تجنبها بأدب فلم استطع فبدأت الوقيعة بيني وبين زوجي قائلة انني حتما اخفي شيئا لاني لا أريدها ان تعرف عني شيئا واني‏(‏ اكيد مرافقة‏)‏ نعم وصلت لهذا المستوي حتما ستسألني اين زوجي من كل هذا كان كالماء والهواء لاطعم له ولارائحة فهو لايجد ما يتهمني به ولايستطيع اغضاب امه‏.‏

فماذا فعلت انا‏!‏ استمررت في حياتي كأن لاوجود لها ولا اشكوها ولا امل من اداء واجباتي علي اكمل وجه واذا طلب مني الذهاب اليها او التحدث معها افعل حتي ملت هي وطردتني من بيتها امام الخادمة وعندما توسلت اليها بابنها واحفادها وبيتنا قالت‏(‏ كلهم في داهية‏)‏ وخرجت ياسيدي دون ان انطق بكلمة واحدة تؤخذ ضدي‏.‏

وذهبت الي زوجي فقال لي ان لها بيتها ولي بيتي مادمت انني لم اخطئ في حقها فحتما ستعود الي رشدها يوما‏.‏

ومضت بنا الحياة وزوجي يزداد كآبة ولكنه لايشكو وكنت افعل ما بوسعي حتي احاول اسعاده وهو ايضا الي ان اتي يوم استيقظ صباحا كعادته وقبلت وجنته ويديه كعادتي ايضا واخذنا نتحدث فسألته كيف استطيع اسعادك واعادة البسمة الي وجهك فقال لي بايجاز لابد ان ننفصل‏..‏ نعم ياسيدي قالها لي بمنتهي الهدوء وانا بين احضانه فذهلت وسألته ان كان رأي مني اي تقصير او سلوك لم يعجبه فقال لي بالعكس انت تفعلين لي وللاولاد فوق طاقتك ولكني لا استطيع تحمل الصراع‏(‏ منه لله اللي كان السبب لو دعوة الابن علي امه تجوز‏)‏ نعم كانت هذه هي كلماته الأخيرة فقلت له ان ننفصل لبعض الوقت حتي يهدأ ان كان هناك ما يضايقه فقال لي لقد فكرت كثيرا واستشرت الاولاد وزادوني قناعة بقراري‏.‏

حتي تلك اللحظة لم اكن اعي ان كلمة الطلاق امر وارد في حياتي مرة اخري فقد كنت راضية وسعيدة وتحملت اهانات والدته بصبر عجيب وكنت اتمني اللحظة التي تعود فيها الي حياتنا معا لم اكن ادري ما يحاك لي في الخفاء وان كل شئ كان مدروسا ومدبرا وذهبت الي بيت اهلي مرة اخري دون حتي ملابسي ولم تسمح لي حماتي بدخول بيتي مرة اخري بل ارسلت لي حقائب ملابسي في اليوم التالي لذهابي الي بيت اهلي مجبرة علي ترك بيتي حتي اريح زوجي الحبيب من الصراع والمشاكل ووجع الدماغ كما يسميه هو‏.‏

حاولت المستحيل مع جميع اقاربنا والاصدقاء حتي يتوسطوا بيننا فرفض جميع المساعي وتم الطلاق ودموعي تسيل واعصابي وقلبي في حريق دائم منذ ذلك الحين‏.‏

حتي الان انا لم افهم ما حدث واستشرت طبيبا نفسيا شهيرا‏(‏ يعرف زوجي ووالدته جيدا‏)‏ لاني لم استطع استيعاب ما حدث واردت تفسيرا منطقيا فقال لي باقتضاب‏(‏ انت اتظلمت دي ست مريضة نفسيا وابنها عارف كده كويس‏).‏

سيدي هل هذا هو كل ما استحق من تفسير يبرد ناري ويشرح لي كيفية ضياع الاسرة والبيت‏.‏

وقد يتساءل البعض عن شعوري نحو زوجي اشعر بأنه قائد سيارة دهس قطة ولم يكلف نفسه عناء النظر في المرآة ليري ان كانت حية او ميتة‏.‏

فيا كل ابن ويا كل زوج اتق الله فيما اتاك ولاتقصر في حق امك ولكن ايضا لاتدهس الزوجة فلولا الصلاة والقرآن لأنهيت حياتي بيدي وهما قاتلي‏!‏

أريد النصيحة كيف اتعامل مع آلامي وكيف اطفئ نار القهر في قلبي وكيف اخرج من سجني اللاإرادي وكيف استرد ارادتي وحبي للحياة؟

*‏ سيدتي‏..‏ ما اقسي نيران المظلوم تحرقه في الليل وتدميه في النهار خاصة اذا رأينا من احببناهم وافنينا ايامنا في خدمتهم وهم يحرقوننا ويسرقون فرحتنا دون ادني ألم او احساس بالندم‏.‏

سيدتي‏..‏ لتسمحي لي بأن اتوقف قليلا امام زيجتك الاولي والتي كانت زواج صالونات لان الخطأ فيها وارد ومتكرر هذه الايام لقد تزوجت من رجل بخيل سبق له الزواج خمس مرات قبلك‏..‏ ألم تسألي عنه عن اخلاقه وعمله وسلوكه‏..‏ وأين اهلك ياسيدتي؟‏..‏ ان ابسط الاشياء هو السؤال عن العريس وصفاته واخلاقه واهله حتي نبني تلك العلاقة المهمة والصعبة علي اسس سليمة تعينها علي نوائب الايام وقسوتها ولاتنهار في اول مواجهة مع الرياح‏.‏

اما زيجتك الثانية فقد تغافلت عمدا عن كل الاشارات التي وصلت اليك عن حماتك معتقدة انك بخبراتك السابقة قادرة علي احتوائها ولكن خبراتها ومعرفتها بابنها ومقدرته علي التحمل كانت اكثر منك لذا كان سهلا عليها ان تدمر هذا البيت الآمن السعيد‏..‏ نعم عدالة الله لاتغيب قد تتأخر ولكنها لابد آتية وما نشر في هذا الباب في الاسابيع الماضية اكبر دليل علي ذلك فاحتسبي كل ما فعلته من خير عند الله سبحانه وتعالي تجدي حتما حسن الجزاء‏.‏

فاذا عدت لأسئلتك الاخيرة سأنصحك اولا بالتصالح مع نفسك فقوتك ووجودك واهميتك ليس كلها مرتبطة بوجود رجل في حياتك ولايعني الفشل في تجربة او تجربتين ان الحياة انتهت وعلينا ان ندخل سجن الوحدة والخوف بكامل ارادتنا المهزومة‏..‏ عليك ان تفخري بنفسك وبما قدمته للآخرين فلم ولن تكوني يوما قطة اسفل سيارة‏..‏ لاتستسلمي لوحدتك ـ سيدتي ـ اخرجي الي العالم الفسيح فأيامنا في الحياة قصيرة استمتعي بوقتك وابحثي عمن يستحق عطفك وحنانك وعطاءك قد تجدينه في ملجأ او في مستشفي وقتها ستتحول آلامك الي زهور وحدائق ونيرانك الي ماء فياض يروي الارض العطشي‏..‏ وعندما يأتي النصيب بحلوه ومره يطرق بابك سيجدك مشرقة مرتوية بخبراتك السابقة قادرة علي اتخاذ القرار السليم

نافذة علي الجحيم .. قصص حقيقيه



أنا زوجة خفيفة الدم عمري‏35‏ سنة‏..‏ كنت أحب الحياة منذ‏17‏ عاما الي أن رزقني الله بزوج نكدي ثقيل الظل‏,‏ لكن مركزه الاجتماعي كبير‏,‏ فسارع ابي بتزويجي له دون فترة خطبة ودون أن يتاح لكل منا اكتشاف الآخر‏..‏ فرزقني الله بـ‏3‏ اطفال و‏3‏ طلقات متوالية منه‏,‏ عدت اليه مرغمة لأني بكل أسف من غير شهادة ولا مورد لي سوي نصيبي من ايجار عقار لا يتجاوز الـ‏45‏ جنيها‏..‏ ومشكلتي مع هذا الرجل الندابة انه لا يعرف شيئا إلا النكد والقرف وله قدرة كبيرة علي ابتكار المشاكل‏.‏

فهو يا سيدي دائم الشك في بلا سبب ومع طوب الارض بلا استثناء‏,‏ حتي مع البقال والزبال وأي عابر سبيل‏,‏ فإذا اختصني البقال مثلا بسلعة غير متوافرة في السوق كالأرز مثلا‏..‏ فلقد فعل ذلك لأنه يحبني وقد شجعته انا علي ذلك‏,‏ وإذا خدمني الزبال مثلا بإحضار شغالة او شراء الجرائد لي فهذا لأنه معجب بي واني أشجعه وأتمادي معه‏,‏ وإذا حضر احد اصدقائه وسألته بأدب ماذا تشرب يا افندم‏..‏ فهذا الصديق يتطاول بنظراته وانا ابادله مثلها‏..‏ وهكذا كل الجيران والكوافير وخلافه‏,‏ وحتي المارة في الشارع فلو نظرت من نافذة السيارة في الطريق علي رجل عابر فلابد أني اعرفه ولو نظر اي شخص الي مسكني فهذا لأنه يعرفني ولو اهتممت بباب معين في احدي الصحف فهذا لأني اعرف صاحبه ولو صففت شعري وارتديت ملابس معقولة‏,‏ فلابد ان هناك سببا‏.‏ ولا أنجو من لسانه وألفاظه الجارحة وهكذا فلكي تمضي الحياة بسلام مطلوب مني أن أكون منكوشة مبهدلة وبلا صديقات وبلا ناس ولا أهل ولا أقارب تماما‏,‏ وبسبب متاعبي‏,‏ وضعت همي في الاكل حتي اصبحت بدينة جدا‏,‏ انها ليست ملهاة ولكنها مأساة فما تظنه شيئا تافها وقد تسبب في تنقلنا حتي الآن بين‏3‏ مدن‏,‏ في كل منها حدثت فضيحة في الحي بسبب شكوكه ولسانه‏,‏ فلا نجد مفرا سوي طلب النقل الي مدينة اخري لكي نبتعد عن الجيران الذين شاهدوني وانا في هذه المهانة ثم يصل الأمر الي الطلاق‏.‏ ثم الصلح من اجل الاولاد‏..‏ ثم اعود مرغمة لأني بلا شهادة وبلا مورد ليتكرر العذاب من جديد‏,‏ انه زوج لا بأس به لولا شكوكه‏.‏ وهو يعطيني كل راتبه وحوافزه اول كل شهر وهو مبلغ يصل الي‏600‏ جنيه‏,‏ وهو مسرف بالنسبة لأولاده وهو انيق ووسيم لولا هذا الداء الفظيع فيه‏..‏ انني اكتب لك ولا اريد منك حلا لأن مشكلتي بلا حل‏,‏ لكني اكتب لك طالبة منك ان تنصح كل فتاة بألا تهمل تعليمها‏..‏ وان تكون لديها شهادة تتسلح بها ضد الزمن وتعمل بها إذا تغيرت الاحوال‏,‏ فلولا أني بلا شهادة لما تحملت هذه الحياة ولا هذه الفضائح‏.‏

ولكاتبة هذه الرسالة أقول
إن رسالتك كافية لإقناع اية فتاة بألا تهمل تعليمها‏..‏ لذلك فلا حاجة لنصحي لكني اريد ان اقول لك انت بضع كلمات ارجو ألا تغضبك‏..‏ إن الثقة بين الزوجين شرط اساسي لاستمرار الحياة الزوجية وللسلام النفسي لكل من الطرفين‏..‏ لكن هذه الثقة لها تبعات عديدة لابد أن يتحملها كل طرف‏,‏ واولي هذه التبعات ان يكون سلوكه جديرا بالثقة والاحترام‏..‏ فإذا أثار بتصرفاته الطائشة وحتي لو كانت بريئة شكوك الآخر‏..‏

فإنه يفتح علي نفسه ابواب الجحيم‏,‏ وانت فيما يبدو لي من رسالتك علي شئ من الخفة التي قد تظلمك بغير قصد‏..‏ وأعني بذلك انك بحبوحة بعض الشئ مع الجميع بدعوي المرح وخفة الدم كما تقولين في رسالتك‏..‏ لكن المشكلة ان البعض قد لا يحسنون فهم الأمور علي حقيقتها‏..‏ ومن هنا تأتي المتاعب‏..‏ وابسط دليل علي ذلك ان زوجك نفسه يسئ الظن بهذه الخفة‏..‏ وقد تعرضتم بسبب ذلك لمتاعب جمة أدت الي تنقلكم بين‏3‏ مدن والي طلاقك‏3‏ مرات‏,‏ فماذا تريدين اكثر من ذلك وماذا يريد هو لكي يتمالك نفسه واعصابه ويستعيد ثقته فيك وفي نفسه قبل كل شئ‏,‏ هل تريدون ان تتنقلوا بين القارات الخمس؟

ان من المؤسف حقا ان يتصرف أزواج مثقفون بهذه الحماقة ومن المؤكد ان زوجك مغال في شكوكه وظنونه‏,‏ لكن المشكلة ان جحيم الشك إذا اشتعلت نيرانه لا يفرق بين مثقف وأمي‏..‏ ولا بين غر ساذج ورجل ناضج‏..‏ فأغلقي هذا الباب علي نفسك يا سيدتي وعلي اسرتك‏,‏ وفي ذلك تقع عليك المسئولية الكبري‏..‏ ان تغرسي في نفسه الثقة في سلوكك وتصرفاتك‏..‏ فتصرفي مع الجميع برصانة واحترام ولا ترفعي الكلفة مع كل انسان بلا داع‏,‏ وسوف تختفي متاعبك إن شاء الله‏..‏

اعترافات أم نادمة .. قصص حقيقيه



أكتب إليك قصتي آملة أن يكون اعترافي هذا سببا في غفران بعض ما ارتكبته من ذنوب في حق أعز شخص لدي‏,‏ وهو ابني الوحيد‏,‏ فهو ليس ابني فقط بل هو حبيبي وأخي وصديقي في نفس الوقت‏,‏ ومع كل هذا الحب إلا أنني كنت السبب المباشر في شقائه وتعاسته‏,‏ فأنا طبيبة تزوجت منذ خمسة وثلاثين عاما من أحد أقاربي ورزقنا الله بإبني هذا وبنتين وسار بنا قارب الحياة هادئا أحيانا وجامحا غير مستقر كثيرا بسبب عنادي وعصبيتي وشخصيتي المسيطرة‏,‏ وهذا أول اعترافاتي التي ربما أعترف بها لكم ولنفسي لأول مرة‏,‏ ولقد أدي عدم استقرار حياتي مع زوجي وسفره الدائم ليدير أعماله إلي تعلقي بأبنائي خاصة ابني الذي اعتبرته الرجل الوحيد في حياتي‏..‏ والتحق ابني بكلية الشرطة وكانت سعادتي يوم تخرجه تفوق أي نجاح حققته وأي لحظة سعادة عشتها‏..‏ وبدأ ابني يخرج إلي الحياة العملية ولم يؤرقني سوي أنه كان دائم السفر بحكم عمله‏,‏ وكانت فرحتي يوم مجيئه في الاجازات تفوق فرحة أي فتاة مراهقة بلقاء حبيبها‏,‏ وبدأ الأقارب يحدثونني عن أن ابني وصل إلي سن الزواج وانني لابد من أن أبحث له عن عروسة فبدأت ابحث ومن داخلي أتمني ألا أجد أبدا الفتاة التي يستحقها ابني‏,‏ وكنت كلما عرض علي
أحد الأقارب والأصدقاء فتاة رحت أتحجج بأعذار واهية‏,‏ فهذه تبدو جريئة‏,‏ وهذه أشعر بأنها عصبية‏,‏ وهذه غير جميلة وهذه وهذه‏..‏ إلي أن تعرفت ذات يوم علي ابنه إحدي زميلاتي في دار تحفيظ القرآن‏!!‏ وعلي غير العادة لا أدري لماذا ارتاح لها قلبي وعرضت الموضوع علي زوجي وابني وبنتي وتم الانسجام بين الأسرتين وسار كل شيء علي ما يرام‏,‏ وتمت الخطبة وبعدها بدأت أشعر بأنني كنت مخدرة‏,‏ فقد انتبهت انني لم أبق المرأة الوحيدة في حياة ابني فقد أصبحت تشاركني فيه امرأة أخري يدللها ويضحك معها ويضع يده في يدها‏,‏ بل ويتحدث معها طويلا بصوت منخفض في التليفون‏,‏ لقد أصبحت هناك امرأة أخري تشاركه أسراره وأحلامه وطموحاته‏,‏ ومن هنا بدأ يجن جنوني ورحت أختلق المشاكل وأحاول استفزاز مشاعر خطيبة ابني وأحاول بشتي الطرق أن أجعلها تقع في أخطاء لا تقصدها‏,‏ وأمام محاولات ابني وزوجي وبنتي بل والفتاة نفسها لاسترضائي هدأت الأمور قليلا‏,‏ واستغل الجميع الفرصة وتم عقد القران وبدأ التجهيز للزفاف‏,‏ ولكن لم تستمر فترة الهدوء طويلا فراحت نيران الغيرة بداخلي تشتعل ثانية وفشلت محاولات الجميع لاطفائها بل علي العكس‏,‏ كان دفاع ابني عن فتاته لا يزيدني إلا قسوة وظلما‏,‏ وكان في تصريح ابني لي بأنه يحبها وأنه تعلق بها لمرور أكثر من عامين علي علاقتهما سببا كافيا لي لأن أنعتها بأقذر الشتائم هي وأهلها‏,‏ علي الرغم من صبرهم كثيرا علي كلماتي وتصرفاتي ولقد وصلت بي الأمور إلي انني خيرت ابني بيني وبينها وقلت له انني لن أرضي عنه أبدا إذا تمم زواجه منها‏,‏ بل والأكثر انني هددت زوجي بين استمرار حياتي معه وبين زواج ابننا من هذه الفتاة‏,‏ وأمام كل هذا لم يملك ابني سوي أن يستجيب لرغبتي وبالفعل حدث الطلاق ولن أنسي أبدا ما حييت دموع الفتاة يوم الطلاق ولايزال يرن في أذني دعاء والدتها علي فهي لم تسب ولم تلعن بل فقط قالت لي حسبي الله ونعم الوكيل ولأن الله يمهل ولا يهمل فلقد نلت عقابي سريعا فقد هجرني ابني الذي كنت أظن أن زواجه قد يبعدني عنه‏,‏ طلب نقله إلي محافظة بعيدة ورحت شهورا لا أراه‏,‏ وفشلت كل محاولاتي معه في أن يري عروسا أخري وقال انه لن ينسي حبيبته وزوجته التي ظلمها وأنه لن يتزوج ثانية‏,‏ بل أصبح شاردا دائما ويائسا وسمعته صدفة يتحدث مع أحد أصدقائه بأنه يتمني الموت ليخلص من سجني وانه يخشي عقاب الله‏.‏ وبالنسبة لي فأنا لا أنام فالكوابيس تلاحقني وتأنيب الضمير لا يجعلني أشعر بأني سعيدة‏,‏ ولقد علمت أن حبيبة ابني لم تخطب بعد فخططت لعمل صدفة معها لأري رد فعلها تجاهي‏,‏ وكأن الله أراد أن أظل بقية حياتي نادمة علي ما فعلت‏,‏ فقد قابلتني الفتاة بابتسامة صافية وتعاملت معي بكل أدب واحترام ولم تجرحني بكلمة ورأيت في عينيها دموعا لم تذرفها وحنينا لابني حاولت أن تخفيه‏..‏ والآن ياسيدي أنا أعلم أن حبيبة ابني من قراء بابك‏,‏ وأنا أتمني منها الصفح والغفران لي وبأن تقنعها بأن توافق علي الرجوع إلي ابني الذي اشعر بأنني‏,‏ الذي فقدته للأبد‏..‏ وفي النهاية أود أن أوجه كلمة لكل أم لديها ابن وحيد أن تتخلي عن أنانيتها وأن تتقي الله في أفعالها وتصرفاتها فكما تدين تدان‏.‏

*‏ سيدتي‏..‏ رسالتك هي الوجه الآخر لرسالة الأسبوع الماضي أنا وحماتي أطراف وجدت السعادة متاحة أمام أياديها‏,‏ فلم تفتش عن الشقاء الكامن في تفاصيل الفرح‏..‏ حماة تعرف حدودها وواجباتها فوهبت السعادة والأمان لزوجة ابنها‏,‏ فبادلتها زوجة الإبن حبا بحب وعطفا وبنوة‏.‏

أما أنت‏,‏ فقد تغلبت عليك أنانيتك ـ اغفري لي اللفظ ـ وشعرت بأن ابنك الذي تعودت أن يلعب كل الأدوار في ظل غياب والده الطويل‏,‏ سيضيع من بين يديك‏,‏ ولم يشفع لك أنك التي اخترت عروسه بنفسك‏,‏ وسلمت بحسن خلقها ودينها‏,‏ ولكنها النفس الأمارة بالسوء أحيانا‏,‏ صورت لك أن ابنك سيضيع منك‏,‏ فقررت تدمير هذه العلاقة‏,‏ ولم تستمعي إلي صوت العقل‏,‏ واعتقدت أنك بإبعاد هذه الفتاة سيعود إليك ابنك‏,‏ وكأن شيئا لم يكن‏.‏

لا أريد الاستفاضة في رصد أخطائك فأنت تعرفينها جيدا‏,‏ وليت كل أم لها ابن أو ابنة علي وشك الزواج أن تتجنب ما فعلته وتتعلم من الثمن الذي دفعته‏.‏

سيدتي‏..‏ دعيني قبل أن أتحدث إلي خطيبة ابنك‏,‏ أن أدعوك انت إلي القيام بمبادرة أكثر إيجابية‏,‏ بالتوجه إلي الفتاة وأسرتها‏,‏ وتقديم لهم الاعتذار الكافي عما بدر منك وعليك أن تطلبي منهم العفو والسماح‏,‏ وستجدين منهم ـ وهم كما قلت من أصل طيب ـ كل لين ورفق‏,‏ وبعدها يمكنك أن تخبري ابنك بما حدث‏,‏ لتعود المياه إلي حقول النفس مرة أخري فترويها عطفا ومحبة‏.‏

أما هذه الفتاة التي ظلمت وتحملت الكثير‏,‏ فأقول لها‏,‏ لو لم يكن هناك في حياتك شخص آخر‏,‏ ومازال في قلبك حب لهذا الشاب‏,‏ فاصحفي صفحا جميلا‏,‏ فها أنت قد فهمت مبررات تصرفات أم حبيبك‏,‏ وقرأت وسمعت اعترافها وندمها‏,‏ ألا يكفي هذا لترفقي بها كوالدتك وتفتحي نوافذ السعادة في بيتين أظلمهما إحساس وتفكير خاطئان‏..‏ نتمني أن نسمع اخبارا سعيدة وأن نكون من المدعوين‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

الخيار الثالث .. قصص حقيقيه



أكتب إليك هذه الرسالة وأشعر بأني امرأة مدمرة أو ميتة‏,‏ وأنتظر ردك علي لأتخذ قراري النهائي‏,‏ بعد أن فقدت الثقة في نفسي ولا أحد حولي‏,‏ من أستشيره‏,‏ أمي تري حلا واحدا وأخشي أن أفعله وأندم بعد ذلك‏.‏

أنا سيدة في الخامسة والثلاثين من عمري‏,‏ نشأت بين والدين في غاية الطيبة‏,‏ وكانت حياتنا سعيدة‏,‏ حتي فاجأنا أبي بدون مقدمات بزواجه من أخري‏,‏ ولو كان يعلم ــ هو وغيره من الآباء ــ ماذا يفعل الزواج الثاني بالزوجة وبالأبناء خاصة لو كانوا بنات ــ لما فعل ذلك أبدا‏.‏ لقد هربت السعادة من بيتنا‏,‏ وكنت أفاجيء أمي كثيرا في وحدتها فأجدها غارقة في دموعها‏.‏ انكسرت نفسها أمامنا وأمام أبي‏,‏ وأعرف جيدا أنها تحملت هذا الوضع من أجل الحفاظ علينا‏,‏ وحبا لأبي‏.‏

ورثت من أمي طيبتها‏,‏ ومن أبي قوة الشخصية‏,‏ والتفوق‏.‏ وعندما كنت في الجامعة‏,‏ تعرفت علي شاب عن طريق الأقارب‏,‏ ونشأت بيننا قصة حب سريعة‏,‏ انتهت بخطبة استمرت ثلاث سنوات‏,‏ اكتشفت خلالها أن خطيبي عنيد ومغرور وبخيل في عواطفه‏,‏ ولكنه إنسان طيب متدين‏.‏ فتزوجنا منذ ما يقرب من‏12‏ عاما‏,‏ وبعد التخرج عملت في وظيفة مرموقة واستطعت أن أفرض الاحترام علي كل من تعامل معي‏.‏

بعد مضي عشر سنوات علي زواجنا‏,‏ لم ننجب‏,‏ والحقيقة أن زوجي كان صابرا محتملا‏,‏ ولم يتوان عن البحث عن كل وسائل العلاج ولكنها مشيئة الله‏,‏ كنت أحاول أن أفتش في تفكيره عن مدي إحساسه بالحرمان من الأطفال‏,‏ فكان يغضب مني‏,‏ ويتهمني بالكفر لأني أعترض علي قضاء الله‏,‏ كان يقول لي إن الأطفال رزق يمنحه الله لمن يشاء‏,‏ ثم يهاجمني بأنه لو كان في موضعي ــ بهذا التفكير ــ لتركته لأتزوج بآخر‏,‏ ويقسم لي بأنه لايفكر في الزواج وأني حبه الكبير وأهم لديه من الأطفال فأنام سعيدة راضية بهذا الزوج الرائع‏,‏ موقنة اني أستحق ذلك لأني كنت أراعي الله فيه‏,‏ فلم يرتفع صوتي‏,‏ ولم أغضبه يوما‏,‏ ولم يسمع مني إلا كلمة واحدة طوال فترة زواجنا وهي‏:‏ حاضر‏.‏


ولكن منذ عامين‏,‏ انهارت سعادتي وتبدل حالي‏,‏ وفارق النوم عيني‏,‏ حدث هذا بعد وفاة والد زوجي‏,‏ فحزن حزنا عظيما‏,‏ وبدأ في الانزواء والابتعاد عني بالشهور‏,‏ حاولت أن أفهم السر في ذلك ولم أستطع‏,‏ وبعد ستة أشهر‏,‏ ذهبت لأمه لأسألها لعلني أجد لديها الإجابة‏,‏ فصدمتني بالحقيقة‏,‏ زوجي يريد الزواج بأخري‏,‏ حتي ينجب إبنا يقف علي قبره بعد وفاته‏,‏ سكنه هذا الإحساس وهذا الاحتياج بعد وفاة والده‏,‏ ولكنه لم يواجهني لأنه يعرف أني سأرفض ولايريد أن يفقدني‏.‏

ذهبت إليه وواجهته بما عرفت‏,‏ فبكي أمامي واعترف لي برغبته الجارفة في الانجاب‏,‏ وفي نفس الوقت لايستطيع الابتعاد عني‏.‏ طلبت منه الطلاق وليتزوج كما يشاء‏,‏ ولكنه رفض بحسم‏,‏ بل أصر علي إقناع أهلي بذلك‏,‏ فرفضت والدتي وصرخت في وجهي بألا أقبل الذل‏,‏ لأن في زواجه بأخري ذلا لي‏.‏ وقال له أحد أقاربنا إنه يريد أن يأخذ كل شئ في الدنيا‏,‏ الزوجة الصالحة المحبة والأبناء بدون أن يخسر أي شئ‏.‏

حاول زوجي معي كثيرا‏,‏ ومنحني مهلة للتفكير‏,‏ ولكني واصلت رفضي‏,‏ وإصراري علي الطلاق إذا تزوج بأخري‏,‏ فتقبل الأمر وقال إنه يحبني ولا يستطيع أن يطلقني‏,‏ واكتشفت أني حكمت علي نفسي بالموت البطيء‏,‏ فقد واصل زوجي هجري‏,‏ حتي صرت كأخته‏..‏ وإذا واجهته بذلك وقلت له إنه يخالف شرع الله‏,‏ يقول لي إنك أيضا حرمتني من شرع الله‏.‏ ووصل به الأمر إلي تجريحي واتهامي بأني لست جميلة ولست بالمواصفات التي يريدها‏,‏ علي الرغم من أني جميلة بشهادة الكثيرين‏,‏ شكلا ومضمونا وأتعرض في عملي لمضايقات كثيرة بسبب إعجاب الرجال بي‏,‏ ولكني أعرف جيدا كيف أضع الحدود أمام الآخرين‏.‏

عامان ياسيدي‏,‏ لم يلمس زوجي يدي إلا في الشارع‏,‏ بينما يجلس أمامي بالساعات يشاهد أشياء مخلة علي جهاز الكمبيوتر ولا يغلقه إلا عندما يذهب للصلاة في المسجد‏ أشعر بظلم شديد‏,‏ هل أخطأت لأني رفضت زواجه بأخري‏,‏ وطلبت الطلاق إذا أراد ذلك‏.‏ لقد أقسم لي من قبل أن موضوع الإنجاب لايشغله فما الذي تغير؟‏.‏ هل ما يفعله زوجي معي طبيعي‏,‏ وهل هو مشروع؟

أنا أمام خيارين أحلاهما مر‏,‏ إما أن أقبل هذه الحياة المهينة مع زوج أحبه ولا أتخيل حياتي بدونه‏,‏ وإما أن أصر علي الطلاق ليتزوج كما شاء‏,‏ وأواجه المجتمع بلقب مطلقة لأني لا أنجب بإرادة ومشيئة الله سبحانه وتعالي؟ سيدي‏..‏ كونك رجلا يمكن أن تعرف أكثر‏,‏ هل يمكن لزوج يدعي أنه يحب زوجته‏,‏ أن يتركها عامين‏,‏ وأن يتزوج بأخري من أجل الانجاب فقط؟ وهل أنا علي صواب أم علي خطأ؟ لقد فقدت القدرة علي التفكير والثقة في النفس‏,‏ فهل لك أن تساعدني؟

{‏ سيدتي‏..‏ أقدر ألمك النبيل‏,‏ لأنك أمام أزمة متكررة في حياتك‏,‏ وأزمة أخري تجسد إحساسك بالحرمان من نعمة الأمومة باختبار من الله سبحانه وتعالي لك‏,‏ فكنت بفضله من الصابرين الشاكرين‏.‏ سأعرض عليك رأيي الذي قد يغضبك أو لا يرضيك‏,‏ ولكني في النهاية أقول رأيا قد يتوافق مع تفكيرك ومقدرتك‏,‏ وقد لايناسبك ولا تقدرين عليه‏,‏ ووقتها عليك باتخاذ القرار الذي ترينه حافظا لسلامتك النفسية‏.‏

ولكن قبل ذلك دعينا نعد إلي البدايات‏,‏ عندما تزوج والدك بأخري بدون مقدمات أو مبررات‏,‏ وترك جرحا غائرا في نفسك ونفس والدتك‏,‏ التي جاء موقفها الرافض لاستمرارك مع زوجك إذا تزوج بأخري‏,‏ متوافقا ومعبرا عما عانته بسبب هذا الزواج‏,‏ وإحساسها بالذل‏,‏ لأنها استمرت من أجلكم‏,‏ لذا لاتري مبررا لاستمرارك خاصة مع عدم وجود أبناء سيتعرضون للإيذاء النفسي في حالة الطلاق‏.‏

ودعيني أقل لك إن زوجك ــ المغرور منذ البداية ــ ارتكب أخطاء وإثما كبيرا في التعامل معك‏,‏ فكان عليه أن يمسكك بإحسان أو يسرحك بإحسان‏,‏ أما هذا الوضع المعلق‏,‏ لا أنت زوجة ولا أنت مطلقة‏,‏ فهو وضع خاطئ لاتجيزه الإنسانية ولايقره الشرع‏.‏

إن زوجك يحبك ولايريد أن يطلقك ولا أن يبدو أمام نفسه وأمامك نذلا‏,‏ وفي نفس الوقت كشف له موت والده أنه وحيد‏,‏ وأنه عندما يموت لن يجد من يكفنه أو يقف علي قبره‏,‏ وهذا إحساس طبيعي‏,‏ لايتعارض إطلاقا مع قسمه من قبل لك بأنه يحبك وانك أهم من الأولاد لديه‏,‏ كان صادقا وقتها‏,‏ وهو الآن صادق في احتياجه‏,‏ ويحاول الضغط عليك وتجريحك ــ وهذا تصرف خاطئ ــ لإحساسه بأنك تحرمينه من الولد‏,‏ وسأضع أمامك بعض الأشياء التي تشكل وجداننا وثقافتنا وتري أن الرجل لايكون رجلا إلا إذا أنجب‏,‏ هناك مقولة عربية تقول‏:‏ إذا أنت عشت دون أن تكون أبا‏,‏ فإنك ستقضي دون أن تكون رجلا‏,‏ ويقابل هذه المقولة مثل انجليزي‏:‏ من عاش بلا أولاد لم يعرف الهم‏,‏ ومن مات بلا أولاد لم يعرف السرور‏.‏

نعم ابتلاك الله واختبرك بعدم الإنجاب وله سبحانه وتعالي في ذلك حكمة‏,‏ ولكنه لم يبتله‏,‏ فإذا استطاع الصبر والتحمل كان ذلك نبلا منه‏,‏ وكذلك نفس الحال إذا كان الوضع معكوسا‏,‏ فقبلت امرأة الاستمرار مع زوج لاينجب‏,‏ أو آلمتها غريزة الأمومة ولم تستطع صبرا فاختارت الطلاق‏.‏ فالله هوالقائل في كتابه‏:‏ المال والبنون زينة الحياة الدنيا وزين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث‏,‏ ذلك متاع الحياة الدنيا‏,‏ والله عنده حسن المآب‏.‏

إذن دعينا نتفق علي أن إحساس زوجك بالرغبة في الإنجاب طبيعي‏,‏ والإحساس بأن العمر يتسرب من بين يديه يشعره بالضعف‏,‏ ويدفعه إلي اتباع أساليب خاطئة معك‏.,‏ ولكنه يحبك ولو لم يكن ذلك لترك لك الخيار واستغل إصرارك علي الطلاق‏,‏ وفعلها وذهب ليتزوج بأخري‏.‏ وفي نفس الوقت أنت مازلت تحبينه‏,‏ فلماذا لاتمنحان نفسيكما فرصة جديدة‏,‏ بأن توافقي علي زواجه بأخري وتشترطي عليه إذا لم يعدل بينكما أو شعرت بأنك غير قادرة علي الاستمرار بعد الزواج‏,‏ أن يطلقك بإحسان‏,‏ إنه الخيار الثالث‏,‏ فإن كانت كل الخيارات مرة‏,‏ فلنختر أقلها مرارة‏,‏ ونستثمر الفرصة الأخيرة المتاحة‏,‏ ومن يدري منا أين يختبئ الخير في اختياراتنا‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

الليالي السوداء .. قصص حقيقيه





سيدي‏..‏ اروي لك قصتي بعد تردد طويل فقد ضاقت بي الدنيا واعياني البحث عن شريكه لما تبقي من العمر فلعلني وهذا ما ارجوه ان اجد لديكم حلا لمشكلتي او علي الاقل نصيحه وزادا من الصبر‏.‏

تزوجت عام‏84‏ زواجا تقليديا من انسانه فاضله وكانت تكبرني سنا بعام ونصف العام وسارت بنا الحياه رتيبه وسعيده علي غير ما كنت ارجوه‏.‏

ورزقنا بعد عام ونصف العام بمولودنا الاول واستمر بنا العيش الهنئ الي ان رزقنا بمولودنا الثاني بعد المولوده الاولي بثلاثه اعوام وللاسف كان المولود الثاني غير عادي منذ ولادته وسارت الايام الي ان اكتشفنا انه يعاني من قصور في الفهم والادراك‏,‏ ما يسمي التوافق العضلي الحركي وتاكد لنا بعد رحله طويله مع الاطباء المختلفين كل في مجال تخصصه ان ابننا الثاني من ذوي الاحتياجات الخاصه‏,‏ مما سبب لنا الما شديدا‏.‏ وكانت زوجتي ترفض من داخلها تقبل الامر وتتعامل معه من داخلها علي انه طفل عادي لدرجه انه عندما بلغ طفلنا عامه الخامس قدمت له في احدي مدارس التعليم الخاص باللغه الانجليزيه متعلله بان ابننا الثاني يجب ان يكون مثل اخته الكبيره والتي كانت في احدي مدارس اللغات الخاصه بالمهندسين‏.‏


ولم يستمر ابننا هذا في المدرسه سوي اليوم الاول للدراسه فقط اذ ارسلت لنا المدرسه لناخذه واعادوا لنا المصروفات واستمر رفض زوجتي لتصديق ان هناك قصورا ذهنيا يعاني منه ولدنا‏,‏ واستمرت رحله التردد علي الاطباء حيث كان التشخيص ان عمره العقلي يقل عن عمره الزمني وانه يندرج تحت ما يسمي بطء التعلم‏slowlerner

‏ وان كان يقوم بخدمه نفسه ويتحدث في كل الامور ونسبه ذكائه‏65%‏ وبرغم محاولاتي الفاشله لاقناع زوجتي بتقبل الامر الا انها استمرت في رحله البحث عن مدارس عاديه دون جدوي‏.‏
ولان حظي عاثر عاثر فبالاضافه الي مصيبتي في ابني بدات زوجتي تشكو من الام في ثديها وبعد تردد طويل علي الاطباء وانا احكي باختصار شديد لما قبل ولما بعد اكتشفنا ان زوجتي مصابه بسرطان الثدي‏.‏ وباختصار تم استئصال الثدي‏.‏ واعقب هذا حاله من النكد والحزن والاحباط والخوف مما هو ات وتخيل السيناريو الاسود المعروف ودخلت في دوامه في العلاج الكيميائي والتحاليل والاشعات لمده‏5‏ سنوات وللاسف تزداد الحاله سوءا الي ان انتشر المرض في باقي الجسد وجاء يوم لا يمكن ان انساه

اذ توجهت بالتحاليل الي الطبيب الكبير المعالج فظهرت علي وجهه علامات الحزن فقلت له‏:‏ انا رجل قوي وارجوك ان تخبرني كم تبقي لها من العمر؟ فقال امامها‏4‏ اشهر فخرجت من عنده وانا اترنح ولم ادر كيف عرفت الطريق الي بيتي الذي دخلته وكان الكل زوجتي وابني وابنتي نياما وزوجتي في نصف السرير تحتضنهما‏.‏ فوقفت انظر اليهم ودموعي تنهمر وانا اقول لنفسي‏:‏ يا اولادي امامكم‏4‏ اشهر وتصبحون يتامي ويا زوجتي امامك‏4‏ شهور وتودعين اولادك وزوجك والدنيا وتتركينهم يتامي وتتركيني وحيدا‏,‏ ولك ان تتخيل مشاعري هذه الليله‏.‏

وبالفعل رحلت زوجتي عن الدنيا في حدود ما قاله الطبيب‏.‏


زوجتي كانت تعمل مهندسه في شركه كبري وكانت لها زميله وصديقه تسال عنا تليفونيا وتهتم بامرنا بعد رحيل زوجتي وعلي مدي ثلاث سنوات‏,‏ ومره ذهبت لابنتي الكبري بالمدرسه واخذت لها بعض البسكويت والشيكولاته وعندما اخبرت اخوتي بسوال هذه الانسانه علينا قالوا لي لماذا لا تتزوجها؟ ولما كانت اعباء تربيه ابني وابنتي اكبر من طاقتي قررت الزواج منها وعرضت عليها الامر فوافقت فورا وبالفعل تزوجنا واكتشفت بعد‏3‏ اسابيع واحبطني ما اكتشفت ان زوجتي من النوع القاسي وليست علي علاقه طيبه مع ابني بعكس ما كانت تدعيه قبل الزواج فكان الطلاق بعد نحو شهرين ونصف الشهر بعد الزواج‏.‏

وعادت حياتي لسابق عهدها‏:‏ خدمه الابناء ونفسي والوحده‏..‏ واجترار الذكريات‏.‏

وانقضي عامان الي ان ظهرت في حياتي الزوجه الثانيه مطلقه ولديها ولد يكبر ابنتي الكبري بعامين‏.‏

وللتغلب علي مشكله ابنها وابنتي اتفقنا علي انها ستترك ابنها مع امها اذ لا يصح الجمع بين الثلاثه‏.‏
وبالفعل تم الزواج الثاني وللحقيقه كانت زوجه رائعه معي ومع بناتي الا ان جمال الحياه لا يدوم ولا السعاه اذ كانت لزوجتي ام محبه للخراب هادمه للسعاده كارهه لي من اليوم الاول لزواجي من ابنتها اذ خيرت زوجتي بين امرين احلاهما مر وهما اما ان تاخذ زوجتي ابنها ليعيش معنا وما ان تذهب زوجتي لخدمه ابنها اثناء اقامته مع والدتها‏.‏
ولرفضي طبقا للاتفاق ان يقيم ابنها معنا في البيت في وجود ابنتي كانت زوجتي تذهب لخدمه ابنها عند امها بما فيه استقبال مدرسي الدروس الخصوصيه الذين ينهون دروسهم لابن زوجتي في وقت متاخر من الليل وكانت زوجتي تطلبني تليفونيا للاستئذان في المبيت عند امها لتعذر العوده وليوم واثنين واربعه وحتي انتهاء الامتحانات وبعدها كانت زوجتي شبه مقيمه مع ابنها بعيدا عنا فكنت برغم كوني متزوجا الا اني اقوم بخدمه نفسي وابني من كل امور المنزل كامله اي عدت ثانيه رجل عازب‏.‏

فان لهذا الامر ان ينتهي‏,‏ اتصلت بزوجتي لاخيرها بين امرين زوجك او ابنك فاختارت ابنها وكان الطلاق والحسره والندم‏..‏ واجترار الذكريات‏..‏ مضي عام تقريبا وانا اجمع ما بين كل الحالات الاجتماعيه وحيد‏..‏ ارمل‏..‏ اعزب‏..‏ مطلق مع ابن ذي احتياجات خاصه‏..‏ وابنه اخري علي عكس اخيها شخصيه جدليه متفتحه‏..‏ منطلقه‏..‏ متعبه‏.‏ وانا متعب وتقتلني الوحده‏..‏ ودارت الايام‏..‏ ومرت‏..‏ الي ان القت الحياه في طريقي بالزوجه الثالثه فكانت الطامه الكبري والمصيبه التي قصمت ظهر حمال المصائب وكان زواجي منها هو بحق غلطه عمري اذ كانت تحمل كل انواع الشر طماعه ونكديه وقاسيه علي ابني خاصه الكبري ولم تاخذها رحمه بالطفل الصغير احالت بيتي وحياتي الي جحيم لدرجه ان ابنتي الكبري هددت بترك البيت والهروب منه‏,‏ فكان قرار الطلاق بعد‏4‏ اشهر من الزواج‏.‏
والان بقي لي نحو‏4‏ سنوات ارمل‏/‏ مطلق‏/‏ عازب‏/‏ وحيد وتفاقمت معاناتي‏:‏ اذ اصيبت ابنتي الكبري بمرض مزمن اكليل علي راس الليالي السوداء‏.‏
زوجه توفيت بعد مرض عضال‏,‏ و‏3‏ زيجات فاشلات‏.‏

ما اطلبه وانت نقطه الضوء الوحيده والامل الباقي هل تبتسم لي الحياه واجد زوجه ترعي في الله وفي ولدي؟ وتقبل ظروفي وتقاسمني ما تبقي من العمر؟‏.‏

علما باني رقيق المشاعر محب للحياه لدي رغبه كبيره في ان اجد من اسمو معها فوق الامي‏,‏ خاصه اني في وظيفه جيده ودخلي يسمح بحياه كريمه‏..‏ ارجو مساعدتكم لي سواء بنشر رسالتي او بايجاد حل او حتي باعطائي جرعه من الصبر هو الامل الوحيد اليتيم الباقي والا فعلي ان اردد‏:‏ انا من ضيع في الاوهام عمره‏!.‏

{{‏ سيدي‏..‏ من حقك ان تحب الحياه وتكون لديك رغبه واراده لتجد من تسمو معها فوق الامك‏.‏ وهذا الاختيار افضل من الاحساس بالهزيمه او الاستسلام للاكتئاب بوضع اكليل الياس علي راس الليالي السوداء كما وصفتها في رسالتك‏.‏

ولكن دعني افكر معك بصوت مرتفع‏,‏ وانظر الي حياتك وحياه ابنيك‏,‏ الماضيه والمقبله باذن الله من زاويه مختلفه‏,‏ غير التي حصرت نفسك فيها‏,‏ ولم تجد حلا سواها‏.‏ فانت يا صديقي تصر علي السمو فوق الامك من باب واحد لا تري غيره‏,‏ وهو باب الزواج‏,‏ طرقته ثلاث مرات بعد وفاه زوجتك ام ابنيك‏,‏ الاولي والاخيره تكشفان عن سوء اختيار وعدم التمهل والتاكد من انهما قبلتا الزواج بك بحثا عن الاستقرار ومحبه في العطاء املا في كرم الله وارضاء له برعايه يتيمين احدهما مريض ويحتاج الي رعايه خاصه‏.‏

وحتي عندما انعم عليك القدر بسيده رائعه علي الرغم من سوء والدتها كما ذكرت لم تلتمس لها الاعذار‏,‏ ولم تعنها علي ظروفها الصعبه حتي يجتاز ابنها الامتحانات‏,‏ بتوفير مرافقه لابنك المريض‏,‏ وكنت قاسيا عندما خيرتها بينك وابنيك وبين ابنها‏,‏ وكانك تتوقع منها وهي الام ان تضحي بابنها وتفعل ما لم تفعله انت‏.‏
سيدي‏..‏ انت تعيش ظرفا خاصا جدا‏,‏ مولما‏,‏ ولكنه لا يمنحك حق وضع شروطك بل كان عليك ان توقن وترضي بتقديم العديد من التنازلات‏,‏ ولكنك لم تفعل‏.‏

وها انت مره اخري تفكر بنفس الطريقه‏,‏ وتري ان حلك الوحيد في الزواج‏,‏ علي الرغم من التجارب الاربع الصعبه والقاسيه‏,‏ وتقدم ابنك وابنتك في العمر‏,‏ مما يرفع عنك بعض العبء وبعض ما عانيته عبر سنوات طويله اتفهم جيدا كم قاسيت فيها‏.‏ اليس من الاجدي الان البحث عن مديره للمنزل‏,‏ سيده تحتاج الي عمل حتي لو لم تقم معك في المنزل‏,‏ تتولي امر ابنك‏,‏ اما ابنتك فيمكنها الاعتماد علي نفسها‏,‏ ولا تدخل نفسك في تحد مع القدر‏,‏ حتي تاتيك الفرصه المناسبه بمن تطرق قلبك او عقلك وترضي ظروفك وتتفهما وتعرف انها ستضحي من اجلك‏.‏
سيدي‏..‏ انا لا اصادر علي حقك‏,‏ وها هي رسالتك امام قارئات بريد الجمعه واعرف ان كثيرات سيعرضن الزواج بك‏,‏ ولكن التجربه علمتني ان من يقبلن الزواج بهذا الاسلوب يكن في ظروف قاسيه يحاولن الهروب منها او يبحثن عن فرصه زواج حتي لو موقته‏.‏

ومع ذلك يبقي الامل في سيده فاضله‏,‏ تتلاءم ظروفها مع ظروفك‏,‏ وتكون لديها الرغبه في مواصله الحياه مع انيس اضنته الايام وقست عليه الظروف‏,‏ وتكون ايضا حريصه علي ارضاء الله برعايه يتيمين وسيكون لها في ذلك ثواب كبير‏.‏ والي لقاء قريب باذن الله‏.‏

جروح الروح ... قصص حقيقيه


بـريــد الأهــرام


تزوجت منذ‏19‏ عاما‏,‏ من شاب متواضع في كل شئ‏,‏ شكلا‏,‏ وعائلة‏,‏ ووظيفة‏,‏ قبلت به لأنه كان علي خلق ودين‏.‏ ضحيت من أجله‏,‏ فساعدته في كل شئ منذ بداية زواجنا‏.‏ وافقت علي الشقة الصغيرة‏,‏ وعلي الأثاث البسيط‏,‏ وعلي الراتب القليل‏,‏ وقلت له راتبي مع ما تتقاضاه سيوفران لنا حياة كريمة‏.‏

الحقيقة عشنا سنواتنا الأولي في سعادة وهناء‏,‏ ورزقنا الله طفلتين خلال أربع سنوات‏,‏ وكانتا وش السعد علينا‏,‏ فقد تلقي زوجي عقد عمل بالخارج براتب رائع‏.‏ وسافر شهورا وتركنا وحدنا‏,‏ حتي هيأ المسكن المناسب لنا ولحقنا به‏.‏

استمرت سعادتنا في الغربة‏,‏ كان زوجي حنونا‏,‏ رائعا‏,‏ يراعي الله في كل تصرفاته‏.‏ خمس سنوات قضيناها هناك‏,‏ وبعد أن أصبح لدينا رصيد طيب في البنوك‏,‏ عدنا إلي أحضان مدينتنا لنبدأ من جديد‏.‏

افتتح زوجي مشروعا يديره‏,‏ وطلب مني الجلوس في البيت لأتفرغ له وللأبناء‏,‏ فقبلت عن طيب خاطر‏,‏ وكان الله كريما معنا إلي أقصي حد‏.‏ تزايد نشاطه التجاري‏,‏ وزادت الأموال‏,‏ فاشترينا شقة جديدة واسعة في مكان راق‏,‏ وسيارتين واحدة له‏,‏ وواحدة بسائق لنا‏.‏ وبالتالي اختلف مستوي الملابس والعطور وكل ما يمكن تخيله‏.‏

كنت أسجد في كل صلاة شاكرة لله نعمه‏,‏ وإكرامه لي بهذا الزوج الرائع وهاتين البنتين‏.‏ لم أكن أدري أن القدر اختزن لي الكثير من الأحزان والابتلاء‏.‏

منذ ثلاث سنوات تقريبا تغيرت حياتي تماما‏,‏ في تلك اللحظة التي تسرب إلي الشك في زوجي‏,‏ بل قل اليقين في أنه يعرف امرأة أخري‏.‏ لاحظت في البداية أنه بدأ يهمل في أداء الصلوات‏,‏ وأنه يغيب عن البيت طويلا‏.‏ وإذا عاد‏,‏ يكون عصبيا‏,‏ حاد المزاج‏,‏ يغلق صوت هاتفه‏,‏ ويجعله ملاصقا له‏,‏ ثم يلتفت إليه كل فترة‏,‏ وفجأة يمسك به‏,‏ تتراقص عيناه وهو يقرأ رسالة‏,‏ ثم يمحوها في لحظة‏,‏ وينقلب حاله‏,‏ إما أن يصبح أكثر غضبا‏,‏ أو يتحول إلي عادته مبتسما ودودا‏.‏

ارتبت في الأمر‏,‏ وإن لم يكن بين يدي دليل‏,‏ حتي عندما انتهزت فرصة نومه وفتشت في هاتفه‏,‏ لم أجد شيئا‏,‏ فقد كان شديد الحرص والذكاء‏.‏

انتفضت حاسة الأنثي بداخلي‏,‏ خاصة بعد مبالغته في الاهتمام بملابسه‏,‏ وخروجه المتكرر في المساء‏,‏ ومبيته في الخارج بزعم أن لديه أعمالا في محافظات أخري‏,‏ وهذا كله لم يكن يحدث في السابق‏.‏

بدأ القلق يتسرب إلي‏,‏ فهرب النوم من عيني‏,‏ وعرف الشحوب والذبول طريقهما إلي وجهي وجسدي‏,‏ وهو غافل لايري أي تغير حدث لي‏.‏ وكان قلقي هذا وسهري الليل طريقي الأول في اكتشاف علاقته بأخري‏,‏ عندما غادر الفراش معتقدا أني غارقة في النوم‏,‏ وتسلل إلي دورة المياه ومعه هاتفه‏,‏ فتسللت خلفه‏,‏ وتسمعت صوته يهمس بكلمات‏.‏ فأسرعت إلي فراشي‏,‏ وعندما عاد‏,‏ ادعيت أني استيقظت وسألته‏:‏ هل كنت تحدث أحدا‏,‏ فقال لي ضاحكا‏:‏ واضح إنك بتحلمي‏.‏

كنت أتمني أن يقول لي إنه تحدث إلي أحد أصدقائه‏,‏ ولكن إنكاره أكد لي صدق إحساسي‏.‏

لن أقول لك إني بدأت أشتم من ملابسه بعد عودته رائحة عطور نسائية‏,‏ وأنه بدأ يهجرني في الفراش طويلا‏.‏ فهذه أشياء بسيطة يمكن التشكيك فيها‏.‏ ولكن ما اكتشفته بعد ذلك أكد لي خيانته الكاملة‏.‏

فكرت أن أواجهه‏,‏ ولكني خشيت من الصدمة‏,‏ أصابني الفزع أن يقول لي إنه تزوج بأخري‏,‏ أو أن ينكر تماما‏.‏ كان علي التأكد أولا‏.‏

لجأت إلي تجنيد سائقه بالأموال‏,‏ فاعترف لي بأن الأستاذ لديه شقة أخري‏,‏ لا أعلم عنها شيئا‏.‏ وأنه يلتقي فيها بامرأة‏,‏ لايعرف السائق مدي علاقته بها‏.‏ عرفت العنوان‏,‏ وذهبت أنتظر بعيدا في ليلة أخبرني أنه سيبيت في الخارج‏,‏ وبعد أن اطمأننت لخروجه من العمل‏,‏ ذهبت لأراه بنفسي‏,‏ برفقة فتاة صغيرة تزيد قليلا في عمرها عن عمر ابنتي‏.‏

كدت أجن‏,‏ هل أصعد إليه وأفجر له فضيحة‏,‏ فتذكرت ابنتي‏,‏ وأيامنا الجميلة‏,‏ كما أن أخلاقي وتربيتي لاتسمحان بهذا‏,‏ فانسحبت بهدوء ألملم بعضي‏.‏

انهرت ــ ياسيدي ــ أياما لا أقدر علي الكلام‏.‏ لم يفكر لحظة واحدة في أني اكتشفت أمره‏.‏ فكرت ألف مرة في مواجهته‏,‏ ولكن ماذا تجدي المواجهة‏,‏ هل سيعترف؟ وإذا اعترف فهل سأوافق علي الحياة معه بعد ذلك؟ وأين أذهب بابنتي؟ لقد تزوج أشقائي‏,‏ ورحل والداي‏,‏ وضاع عملي‏,‏ فهل بعد كل ما بنيته أتركه له لأواجه مصيرا مجهولا؟

قد تلومني علي موقفي هذا‏,‏ ولكن تخيل فتاتين في عمر ابنتي‏,‏ ماذا يمكن أن يحدث لهما عندما يعرفان أن أمهما تركت أباهما لأنه خائن؟

هل يمكن أن تفهم إحساس امرأة تجاوزت الأربعين‏,‏ مطعونة في أنوثتها من رجل أحبته ومنحته كل شئ؟

لم يتغير شئ منذ هذه الواقعة‏,‏ سوي أن زوجي استبدل بتلك المرأة الصغيرة بأخري‏.‏ وأنا لا أحرك ساكنا‏,‏ انفصلت عنه جسديا‏,‏ فأنا لا أطيق أن يقترب مني‏,‏ وكأنه استراح إلي هذا الحل‏,‏ فلم يناقشني فيه‏.‏ اخترت أن أعيش بلا روح من أجل ابنتي‏,‏ وكل ما أخشاه أن تصدما في أبيهما‏.‏ أحافظ علي صورته قدر استطاعتي‏.‏ ولكني أدعو عليه في كل صلاة أن ينتقم الله لي ويجعلني أري عدالته في حياتي‏.‏

تمنيت بعد قراءتي قصة الشبح أن يظهر له مثله‏,‏ فيسرق النوم من عينيه ويعذبه بقدر عذابي الذي أحس به كل لحظة‏.‏ وأحتسب صبري وتحملي عند الله سبحانه وتعالي‏,‏ فهو المنتقم الجبار‏.‏

*‏ سيدتي‏..‏ أقدر ألمك واحترمه‏,‏ وأشعر بالعجز لأن الكلمات مهما عبرت لا يمكن لها ان تداوي جروح الروح‏.‏ ولا يوجد ألم أقسي من ألم الخيانة‏,‏ وتزاد القسوة عندما تأتي الخيانة ممن أحببناهم ووهبناهم أجسادنا وأرواحنا‏.‏

وإذا كانت الحكمة تقول من الافضل أن يكون امامك أسد مفترس‏,‏ علي ان يكون خلفك كلب خائن‏,‏ فما بالنا والذي بجوارنا في الفراش‏,‏ الذي يسكن بيتنا ويأكل طعامنا‏,‏ وأب لبناتنا هو الخائن‏!‏

ألم فوق ألم يجتاحك‏,‏ ولكن ليس امامك إلا مواجهة هذا الالم مهما تكن قسوته‏,‏ لأن كل شئ في الدنيا يئول الي انقضاء‏.‏ واسمحي لي ان ابدأ كلامي معك انت الضحية‏,‏ واسمحي لي ايضا بأن ألومك لانك قبلت هذا الوضع وتحاملت علي نفسك‏,‏ وتأخرت في مواجهة الداء حتي استفحل‏,‏ فانا في العلاقات الزوجية‏,‏ أفضل المواجهة منذ البداية‏,‏

فمن كان يدريك‏,‏ ربما لو واجهته بما تحسين وتلمسين‏,‏ لعاد الي رشده وأقلع عن خطاياه‏,‏ فلشريكنا في الحياة حق علينا أن نرده عن معصيته‏,‏ إن لم يكن من باب الحفاظ علي هذا الكيان‏,‏ فمن باب المحبة والخوف عليه من انتقام الله سبحانه وتعالي‏.‏ وإن كنت لم تفعلي هذا منذ البداية‏,‏ فعليك أن تخففي من اثقالك الآن وتواجهيه بكل مالديك‏,‏ دون ان تشركي الإبنتين في هذه المواجهة‏.‏

قد أبدو مثاليا في رأيي هذا‏,‏ ولكني استند الي فقه بعض المتصوفة‏,‏ في انك عندما تثق في عدل الله وتدعوه أن ينتقم لك ممن آذاك‏,‏ فالأولي أن تدعو له بالهداية‏,‏ فالقادر علي الانتقام قادر علي الهداية‏,‏ إذا كنت قد ارتضيتي العيش معه من أجل طفلتيك‏,‏ فالأولي أن تفعلي ذلك وهو يعرف انه عار امامك‏,‏ معروف بجرائمه وخطاياه‏.‏

وأقول لزوجك وأمثاله‏:‏ لماذا عندما تغرك الدنيا بمباهجها‏,‏ ويفيض الله عليك بخيره‏,‏ تسارع إلي معصيته‏,‏ بدلا من الاكثار من طاعته‏.‏

هل تعرف أن الله لا يحبك؟ أليس هو القائل في كتابه الحكيم إن الله لا يحب الخائنين‏.‏ وهل تعرف معني ألا يحبك الله‏,‏ وأن تخرج من رحمته؟‏!.‏

إن كل متع الدنيا زائلة‏,‏ وما تعرض له وما يعانيه صاحب قصة الأسبوع الماضي الشبح معرض له كل خائن‏,‏ فـ من خان الله في السر‏,‏ هتك الله سره في العلانية‏..‏ فهل تحب أن تصل إلي هذه المرحلة‏.‏

لو كنت تزوجت من تلك الفتيات‏,‏ لهانت الخيانة‏,‏ وأصبحت في حق الزوجة فقط‏,‏ ولكني أشك في هذا ـ علي الرغم من حسن نية زوجتك ـ فمن يتزوج سرا خشية الله‏,‏ لن ينقطع عن عبادته ويتوقف عن صلاته‏.‏ فالمعصية لا تأتي إلا بمعصية‏,‏ حتي تكتمل دائرة المعاصي حول مرتكبها فتدميه‏.‏

سيدي‏..‏ لم يفت الوقت بعد‏,‏ مثل تلك الزوجة العاقلة‏,‏ ستغفر وتسامح‏,‏ وأبواب السماء لا تغلق أبدا في وجه التائبين‏,‏ فهل تسارع قبل فوات الفرصة‏,‏ وتجد نفسك ملوما محسورا‏..‏ أتمني ان تفعل ذلك‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

السعادة الهاربة ... قصص حقيقيه


بـريــد الأهــرام


لا أدري من أين أبدا قصتي ولكن سأرويها بكل تفاصيلها بعد ان أهدرت سعادتي بمنتهي البساطة‏,‏ بعد ان كنت في أمان الزوج والأولاد والجو الأسري الجميل الذي افتقدته الآن‏,‏ ولا اعرف كيف استعيده‏.‏ انا يا سيدي زوجة في الخمسين من عمري نشأت في اسرة كريمة بين اب مكافح وام طيبة جدا هي كل أملنا في الحياة قبل وفاتها‏.‏ أنا وأشقائي الثلاثة هم ثمرة كفاح أمنا مع ابينا ربتنا أمنا علي الحب وعلي الاخلاق الطيبة وعلي العفة وعلي الدين القويم‏.‏ أهلي جميعا أناس محترمون جدا‏.‏ اشقائي الثلاثة في مراكز مرموقة وكان لي جار صديق لأخي الأكبر يتردد علينا فأحببته‏,‏ وأحبني‏.‏ أحببته حبا كثيرا وكان كل شيء في حياتي وكنت انا ايضا كل شيء في حياته‏,‏ وتقدم لخطبتي‏,‏ وافق عليه الأهل جميعا لأن اخلاقه طيبة جدا‏.‏ وجدت فيه كل مميزات الزوج الطيب الطموح‏,‏ تزوجنا سريعا وكنا ننهل من بحر حبنا أنا وهو‏,‏ وكان حبنا هو السعادة وكان منزلنا هو محراب الحب والسعادة حديث العائلة كلها وعشنا معا حياة لم يعشها أحد قبلنا أو مثلنا‏.‏ وعشنا معا اسعد ايام عمرنا بل أسعد لحظات الحب بكل معانيه‏,‏ وللحق فإن زوجي كان كريما جدا معي ولم يبخل باي شيء ابدا علي‏.‏ وليس ذلك عليه بب
عيد لان الكرم من صفاته التي يتميز بها وكم ذقت معه اسعد لحظات العمر وكنت اتشوق لرؤياه عند غيابه‏.‏ ولم نفترق طيلة حياتنا عن بعضنا وقد كان رجلا كريما ووقورا وملتزما في صلاته ودينه‏.‏ مرت الأيام والسنون ونحن نتجرع من كأس حبنا وسعادتنا وأثمر هذا الحب الجميل ولدا وبنتين هم كل حياتنا وفي لحظة من لحظات العمر بدأت المشاكل تعرف طريقها إلي منزلنا الذي نعيش فيه سعادة بالغة‏,‏ وانهالت علينا المشكلات من كل جانب‏.‏ بدأت أشك في سلوكياته‏.‏ وأصبح الناس يتحدثون عنه في كل مكان بأن له مغامرات عاطفية‏.‏ وللحق أقول إني لم ألمس عليه اي تغيير‏.‏ ومع ذلك لم أقف بجواره في تلك المحنة التي يمر بها لم أدافع عنه او اقترب منه اكثر بل أصبحت أنا أقول عنه أكثر من هذا الكلام الذي يسيء إليه بدون ان أعي او افهم ان هذا الكلام يسيء إلي نفسي ويسيء الي اولادي في نفس الوقت‏.‏ ولم يواجهني يوما من الأيام‏,‏ ولم يسألني لم قلت هذا الكلام عنه أو يفاتحني فيه‏.‏ حقيقة لا أدري لماذا فعلت ذلك في زوجي وحبيبي وأبو أولادي‏.‏ ولماذا قلت في حقه أكثر مما قاله الناس عنه‏.‏ واصبحت أقلل من شأنه امام كل الناس حتي امام ابنائي ولم اهتم بما سيحدث بعد ذلك‏.‏

سيدي‏:‏ لا أستطيع أن اصف لك ما فعلته مع زوجي ـ والله يا سيدي أنا غير ذلك تماما فأنا قمت باداء فريضة الحج مع أبي الذي يمدني بالمال في أي وقت ولا يبخل علي بشيء حيث إني الابنة الوحيدة بين أشقائي وخصوصا بعد وفاة والدتي رحمها الله‏.‏ حولت حياتي الي جحيم وكنت أحكي لصديقتي كلاما سيئا عنه يشوه صورته‏,‏ يصفه بما ليس فيه فأشارت علي ان اطلب الطلاق فرفض زوجي الذي أعلم انه يحبني حبا كثيرا من كل قلبه‏.‏ أعلم ان ابنائي غير راضين عما يدور بيني وبين أبيهم فهم كما يحبونني يحبونه ولكن ما فعلته معه جعل بينهم وبينه شيئا من الجفاء فتباعدت المسافات وأصبح كالغريب بيننا‏,‏ وحيدا‏,‏ صامتا‏.‏ لا أدري لماذا حدث كل ذلك ولم فعلت أنا ذلك‏.‏ أهي الغيرة وعدم الثقة في النفس وسماع كلام الناس الذي يدمر ويحطم كل شيء أمامه؟ أم حالة نفسية طرأت علي فجأة جعلتني أكره زوجي؟ أم هناك شيطان يريد ان يدمر حياتنا السعيدة لا أدري؟ أشعر أن الله سبحانه وتعالي غير راض عني فكان بالإمكان أن اجلس مع زوجي وأتحدث معه في كل ما قيل ويقال عنه وأناقشه فيما حدث بيني وبينه‏.‏ وللأسف الشديد لم أفعل‏,‏ ربما انتظرت أن يفاتحني هو‏.‏ أشعر بأني زوجة فشلت في الحفاظ علي بيتها الس
عيد مثل كل الزوجات الأخريات‏.‏ زوجة لم تقدر النعمة التي أكرمها بها الله‏.‏ الأسئلة تقتلني كل يوم أشعر بأن زوجي وأولادي يتحطمون أمام عيني‏.‏ زوجي من شدة يأسه‏,‏ أصبح هاربا اغلب الوقت خارج البيت‏,‏ عيناه انطفأ بريقهما‏.‏ أنظر الي ابنائي وألمح في وجوههم سؤالا محيرا‏:‏ لماذا فعلت بنا كل هذا يا ماما؟ وأنظر إلي وجه زوجي وأري في وجهه سؤالا لماذا فعلت بي كل ذلك يا زوجتي الحبيبة؟

وأسأل نفسي نفس السؤال لماذا فعلت كل ذلك في زوجك وأولادك وبيتك بل وفي نفسك؟ لم أجد ردا علي اسئلتي‏.‏

والان يا سيدي منذ فترة لاحظت تغيرا طرأ علي زوجي‏,‏ فأصبح لا يبالي بأي شيء‏,‏ اصبح يدخن السجائر التي كان يكره رائحتها‏.‏ أخرج من المنزل دون استئذانه فلا يعاتبني ولا يبالي متي ذهبت او متي عدت‏.‏ وأصبح يهتم بنفسه‏,‏ وبمظره ويشتري أفخم انواع البرفانات ويذهب الي عمله في الصباح حيث وظيفته الحكومية التي يعمل فيها مديرا عاما ولا يعود الي المنزل إلا مع نسمات الفجر‏.‏ لا يبالي بأي شيء حتي الولد أراد أن يتزوج وعندما سأله عن رأيه قال له‏:‏ خذ رأي والدتك‏,‏ أنا يا ابني لا رأي لي بينكم‏.‏ يرفض الحديث معهم علي الرغم من معرفتي بمدي تعلقه بهم‏,‏ ألا يكفي حرصه علي البقاء بيننا مع كل ما عاناه منا‏.‏

وفي ليلة ويا لها من ليلة قاسية لم أهنأ بطعم النوم أنا وابنائي اما زوجي فدخل حجرة نومه‏.‏

في هذه الليلة عاد زوجي متأخرا كعاداته مع نسمات الصباح فشممت بحاسة الزوجة رائحة الخيانة فصارحته بظني فانفجر في وجهي وظل يشتمني ويقول أنت سبب ما أنا فيه‏.‏ وصارحني بأنه تزوج من سيدة مطلقة ولديها بنت صغيرة‏.‏ سقطت علي تلك الكلمات كالصاعقة أو كطلقات البارود ولم أدر ماذا أفعل في تلك الليلة القاسية‏.‏ ليلة مهما وصفتها فلن أستطيع التعبير عن المرارة والألم والحسرة التي شعرت بها‏,‏ وأصبحت مهملة في عملي وحصلت علي إجازة وأهملت في بيتي وأولادي‏.‏ صدقني إن قلت لك إني لا أعرف شيئا عن الأولاد وما هي أحوالهم مع أننا جميعا نعيش في شقة واحدة‏,‏ أنام بجوارهم ولا أدري أي شيء عنهم‏.‏ ماذا أفعل ياسيدي حتي اعيد زوجي الي والي اولاده وبيته مع انه لم يفارقنا حتي الآن ولكني احس انه غير موجود بحسه وروحه‏.‏

سيدي بعد أن عرضت عليك جزءا من قصتي أرجو منك بالله عليك ان ترشدني وتواجهني بحقيقة موقفي‏,‏ فسره لي؟ هل أنا بما فعلته أرضيت غروري؟ وهل يرضي الله ورسوله عما فعلته؟ أرجوك انا في عذاب‏,‏ بيتي يتهدم ماذا افعل؟ هل اجلس مع زوجي واتحدث معه في حياتنا وهو الذي كان يوما من الايام حبيب قلبي وكل فؤادي‏.‏ أشيروا علي ماذا افعل هل أسامح زوجي علي ما سمعت عنه وخصوصا بعد ما صرح لي بأنه تزوج علي؟ أم اطلب منه ان يسامحني علي ما فعلته معه؟ ام اطلب من اولادي أن يسامحوني علي ما فعلته مع أبيهم ومعهم طيلة خمس سنوات هي زمن المشكلة‏.‏

*‏ سيدتي‏..‏ لا أعرف أين كانت هذه الأسئلة التي تحاصرك طوال السنوات الخمس التي كنت تغتالين فيها سعادتك‏,‏ وتهدمين بيتك الهانئ الآمن‏..‏ لماذا لم تطرحيها علي نفسك‏,‏ وتقدمي علي الحلول البسيطة التي تقترحينها الآن ولو فعلت لأرحت واسترحت‏,‏ ولكنك فعلت كما قال المفكر قاسم أمين السعادة كرة نركلها بأقدامنا عندما تقترب منا‏,‏ ونعدو وراءها عندما تبتعد عنا‏..‏ فها أنت تهرولين خلفها‏,‏ بعد ان كانت نائمة في احضانك‏,‏ استيقظت فقط عندما أيقنت بأن طائرك المغرد استقر في عش آخر‏.‏

سيدتي‏..‏ لا يفرط في السعادة من ذاق حلاوتها‏,‏ ولم أفهم لماذا فرطت في مثل هذا الزوج بكل هذا اليسر؟‏..‏ لماذا تجاهلت قول الله سبحانه وتعالي‏:‏ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها‏,‏ وحولت هذه السكينة الي عاصفة بيتية مستمرة‏.‏

اسئلتك المستحيلة تطرح أسئلة أكثر صعوبة‏.‏ تحدث الناس عن زوجك وقالوا إنه يخونك علي الرغم من أنك لم تلمسي شيـئا من هذا‏,‏ وبدلا من رد الناس او تجاهل كلامهم‏,‏ اندفعت بغيرة أنثوية عمياء‏,‏ لتلوثي سمعته وتخوضي فيها وتحطمي صورته أمام ابنائه‏,‏ ولو كان يفعل ذلك‏,‏ فليس ما فعلته حلا‏,‏ فالخراب يبدأ عندما تخرج الأسرار من البيت‏,‏ فسرك من دمك ولكنك لم تنظري أين تريقينه‏.‏ تأملي معي قول الشاعر القروي‏:‏

ما صرح الحوض عما في قرارته
من راسب الطين إلا وهو مضطرب

كنت مضطربة ـ سيدتي ـ فسمحت للآخرين باستغلال اهتزازك النفسي‏,‏ وفقدانك الثقة في نفسك‏,‏ ليحرضوك علي الاستمرار في الضلال وعدم الالتفات إلي أن السعادة تتسرب من حياتك‏,‏ وأن الرجل الذي أحبك ورفض تطليقك‏,‏ تحمل الكثير منك ومن أبنائه‏,‏ خمس سنوات وهو يعاني‏,‏ منطفئ الروح والعينين‏,‏ وحيدا معزولا من أقرب الناس إليه‏.‏ لم يتحدث لعلك تفيقين وتتذكرين أنك تعصين الله ورسوله فيه‏.‏ وعندما فقد الأمل فيك وفي أولاده‏,‏ لم يهدم البيت علي رؤوسكم‏,‏ ولم يختر طريق الخطيئة الذي اتهمته ظلما به‏.‏ احتمي بشرع الله‏,‏ تزوج ممن تقدره وتعوضه عما فقده في مشروعه الكبير في البيت الذي استثمر فيه عمره حبا وعطفا وحنانا‏.‏

سيدتي‏..‏ أراك الآن قد عرفت أخطاءك‏,‏ وعليك قبول دفع ثمنها‏.‏ لذا عليك أن تجلسي أولا مع أولادك لتعترفي لهم بكل ما فعلته مع ابيهم‏,‏ وبعد ذلك تجلسون جميعا معه‏,‏ تطلبون صفحه وعفوه‏..‏ قولي له كل ما حدث داخل نفسك ولماذا تصرفت بهذا الأسلوب‏..‏ عبري له عن ندمك ولا تطلبي منه ان يطلق الأخري‏,‏ فليس من العدل أن يتركها لأنك عدت الي رشدك‏.‏ حاولي أن تعيدي السعادة الي بيتكم‏,‏ بدون التفكير في سرقة سعادة امرأة اخري‏..‏ اقبلي ـ سيدتي ـ الواقع الجديد‏,‏ ولا تجعلي أنانيتك تسيطر علي تفكيرك‏.‏ سعادة أسرتك في يديك‏,‏ فلا تضيعي الفرصة الأخيرة‏:‏ أعانك الله علي اتخاذ القرار الصائب‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

عيون المعصية ... قصص حقيقيه


بـريــد الأهــرام


أنا دكتور مهندس في منتصف الثلاثينيات من عمري‏,‏ أعمل في وظيفة مرموقة‏,‏ متزوج من سيدة غاية في الاحترام والجمال والاخلاق‏,‏ عندي ابنتان هما قرة عيني وفرحتي‏,‏ ــ نعيش في إحدي المحافظات الساحلية‏,‏ حياة سعيدة هانئة‏,‏ أنعم باحترام الجميع وتقديرهم‏,‏ إلي الحد الذي يراني فيه الكثيرون قدوة لأبنائهم‏,‏

المشكلة أني علي الرغم من كل هذا‏,‏ لا أحترم نفسي‏,‏ ولا أطيق رؤية وجهي في المرأة‏,‏ وأحس أن الله ينتقم مني بهذا الإحساس‏,‏ لأني أكذب عليه‏,‏ ولا أراعي ولا أشكر النعم التي من بها علي‏.‏

سيدي‏....‏ قبل أن أقول لك أصل المشكلة‏,‏ دعني أكشف لك أني تربيت في بيت متدين‏,‏ أصلي وأصوم‏,‏ ألتزم بكل أوامر ونواهي الدين الحنيف إلا عند لحظة محددة يسقط كل هذا عني‏,‏ وكأنني شخص آخر‏.‏

كنت في الجامعة طالبا رومانسيا جدا‏,‏ وعلاقاتي مع زميلاتي حالمة‏,‏ أغلبها يقع في الخيال‏,‏ لا علي أرض الواقع‏...‏ لم ألمس فتاة اثناء الدراسة‏,‏ حتي التقيت بزميلتي في نفس الكلية فنشأت بيننا قصة حب رائعة‏,‏ توجناها بالزواج بعد التخرج بسنوات‏,‏ واستمرت حياتنا سعيدة‏,‏ حتي بدأت تظهر أعراض المرض علي‏,‏ لا أعرف إذا كان مرضا نفسيا أو عضويا أو أن ما افعله شيئا طبيعيا‏.‏

مرضي ومشكلتي يا سيدي‏,‏ أني لا أستطيع مقاومة أي فتاة أو امرأة‏,‏ أراها في الشارع أو في العمل‏,‏ أو حتي في التليفزيون‏...‏ تثيرني وتسلب مشاعري‏,‏ فأشتهيها وأظل مسلوب الإرادة‏,‏ فاقدا للسيطرة علي نفسي‏,‏ كنت أقف حتي وقت عند حد النظر والاشتهاء‏,‏ أو المطاردة الصامتة‏,‏ حتي بدأت أصادق فتيات سيئات‏,‏ وبالتالي بدأت علاقاتي تنحدر إلي مستوي هابط‏

‏ نعم‏,‏ بفضل حماية الله سبحانه وتعالي لم أنجرف إلي ارتكاب الكبائر‏,‏ وهذا ما يطمئنني قليلا‏,‏ ولكني لا اسامح نفسي علي الحماقات الصغري التي أفعلها‏,‏ أكاد اتمزق بعدها‏,‏ أغضب ربي‏..‏ أخون زوجتي‏,‏ ولا أحافظ علي ابنتي‏,‏ ألعن نفسي ألف مرة‏,‏ خاصة إذا أشاد أحد بأخلاقي‏,‏ أو تحدثت زوجتي أمام اقاربنا علي الهدية التي منحها الله إياها‏,‏ تقصدني أنا طبعا‏,‏ وهي لا تعرف حجم الانحطاط الذي أمارسه‏.‏

ألعن نفسي ألف مرة‏,‏ وأعاهد ربي علي ألا أعود إلي تلك التصرفات‏,‏ اصمد ساعات وأياما‏,‏ ثم أنسي أو أتناسي لأبدأ من جديد‏.‏

كنت أخجل أحيانا من مواجهة الله في الصلاة‏,‏ فلا أصلي‏,‏ حتي سمعت أحد العلماء ينصح بعدم ترك الصلاة مهما كانت المبررات والمعاصي‏,‏ فعدت لأصلي مرة أخري وأنا أذوب خجلا بين يدي الرحمن‏.‏

أصبحت أتمزق من هذا التناقض‏,‏ يكاد رأسي ينفجر من التفكير‏,‏ تسألني عن سبب استمراري في هذه التصرفات مع كل هذه المشاعر المؤلمة‏,‏ أجيبك بأني لا اعرف ولا افهم نفسي‏.‏

سيدي‏....‏ كل ما يجول بخاطرك الآن‏,‏ يجول بخاطري‏,‏ فأنا لا أتخيل ماذا سأفعل بمن ينظر فقط إلي زوجتي أو يطاردها مثلما أفعل مع الأخريات‏.‏

وأعرف أنه كما تدين تدان وأن ابنتي قد تدفعان ثمن تصرفاتي‏,‏ وأحتقر كل رجل يخون زوجته لأني أعلم أن عقاب الله شديد‏.‏

ولكن عند أول فرصة للانحطاط‏,‏ يغيب عقلي تماما‏,‏ وأفقد السيطرة علي نفسي‏.‏

سيدي‏....‏ أصابني الاكتئاب‏,‏ تطاردني الهواجس‏,‏ يحاصرني الاحساس بالموت والوقوف بين يدي الله وأنا علي هذه الحالة المقرفة من المعاصي‏,‏ وأخشي اليوم الذي تكتشف فيه زوجتي هذا الوجه القبيح‏,‏ وأني مخادع‏,‏ ولست هذا الرجل المثالي الذي تعتقده هي والآخرون‏,‏ ولكني لا أعرف وسيلة لإنقاذ نفسي‏...‏ فأنا أحب كل النساء‏,‏ وأشتهيها وأتمناها‏...‏ ولا استطع مقاومة رغباتي وضعفي‏...‏ فبماذا تنصحني؟‏!‏
*‏ سيدي‏...‏ لقد سقطت فيما يسقط فيه بعض الرجال‏,‏ من الجري خلف الشهوات‏,‏ مطلقين العنان لعيونهم‏,‏ لتقتنص ما ليس من حقها‏,‏ منتهكة الأعراض‏,‏ مستمتعة بالمعصية‏,‏ تحت زعم الضعف‏,‏ وعدم القدرة علي المقاومة‏,‏ علما بأن ترويض النفوس وتهذيبها ليس بالأمر الهين‏,‏ ولا مقاومة إغراء الشياطين أمر يسير‏.‏

لقد تعلمت أن كل نتيجة تسبقها مقدمات‏,‏ وأنت اغلقت كل نوافذ المقدمات التي يمكنني من خلالها التوصل معك إلي أسباب ما وصلت إليه‏.‏

فقد اعطاك الله كل ما يتمني العبد الصالح‏,‏ زوجة صالحة‏,‏ وابنتين قرت بهما عيناك‏,‏ ووظيفة مرموقة‏,‏ واحترام ومحبة الناس‏,‏ وسترك الله طويلا ومنحك الفرصة تلو الأخري حتي تتوب عن تصرفاتك‏,‏ ولكنك تصر علي معصيتك‏,‏ في اتجاه فضيحة تسرق منك كل السعادة التي تنعم بها‏,‏ وتركلها بشهوتك‏,‏ بحثا عن متعة وقتية زائلة‏.‏

قلت في رسالتك إنك من أسرة متدينة‏,‏ وربيت تربية دينية‏,‏ وإن سمحت لي بمكاشفتك‏,‏ أقول لك إن ما تفعله لا يدل علي ذلك‏,‏ وكذلك ما تقوله‏,‏ فدلائل هذه التربية لابد أن تتجلي في سلوكك‏,‏ فتغض بصرك‏,‏ حتي لا تري ما يغويك‏,‏ وهنا قال العلماء أفضل الناس من لم تفسد الشهوة دينه‏,‏ ولم تزل الشبهة يقينه كما أنك تري ما تفعله من الصغائر‏,‏ وأن الله أنجاك من الوقوع في شرك الكبائر‏,‏ أو لم تعلم ــ يا سيدي ــ أن الإصرار علي الصغائر من الكبائر‏.‏

يقول الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه البديع بداية النهاية‏:‏ الكف عن المعاصي ترك‏,‏ وهو أسهل‏,‏ وعمل الطاعات فعل‏,‏ وهو أثقل‏,‏ ولذلك لم يبح الله تعالي ارتكاب المعصية بعذر‏,‏ ولا بغير عذر‏,‏ لأنه ترك‏,‏ والترك لا يعجز المعذور عنه‏,‏ وإنما أباح ترك الأعمال بالأعذار‏,‏ لأن العمل قد يعجز المعذور عنه‏.‏

أرأيت كيف تقوم بالأصعب وهو عمل الطاعات‏,‏ وتفرط في السهل والمتاح‏,‏ وهو ترك المعاصي‏.‏

سيدي‏...‏ لا أريد أن أفيض في ذكر ضعفك أمام شهواتك‏,‏ ولا في التحدث بلغة وكلام أهل العلم ــ فأنا لست منهم ــ ولكني أذكرك فقط بما قد ننساه ونسقطه من قلوبنا وعقولنا أمام ضعفنا وشهواتنا‏.‏

فلو جمعت كل النساء في بيتك ما اكتفيت‏,‏ لكن لو نظرت حولك‏,‏ لامرأتك وإبنتيك‏,‏ لحمدت الله كثيرا ورضيت بما قسمه لك وحرم غيرك منه‏.‏

جدد عهدك مع الله‏,‏ أخلص النية للإقلاع عما تقوم به‏,‏ وقر في بيتك مع زوجتك‏,‏ وابنتيك وقتا أطول‏,‏ وعندما يسكن الشيطان عينيك أغلقهما‏,‏ وتوضأ وصل ركعتين لله‏,‏ فإذا فشلت وأمرتك نفسك بالسوء فليس أمامك إلا التوجه إلي طبيب نفسي‏,‏ لعله يضع يده علي ما قد خفي في رسالتك‏,‏ أعانك الله ونجاك من نفسك وهداك وحفظك لبيتك وصحبتك‏...‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

نزوة الخمسين ... قصص حقيقيه



بريد الاهرام

هذه القصة خاصة بصديق لي تزاملنا في كل مراحل التعليم وما بعد ذلك في العمل انه طبيب مثلي متزوج وله اربع بنات‏.‏

البنت الكبري متزوجة ولها ولد وبنت والاصغر منها مخطوبة الي نجلي الطبيب المتخرج حديثا‏ اما زوجته فهي من عائلة عريقة ذات حسب ونسب طيب‏ والمشكلة هي اننا عندما عدنا الي ارض الوطن بعد غربة طويلة في الدول العربية ومنذ حوالي سنة لاحظت علي زميلي هذا تغيرا شديدا في ملبسه وطريقة حياته واهتمامه الزائد بنفسه وكأنه شاب مراهق في العقد الثاني من عمره بالرغم من تخطيه سن الخمسين عاما‏,‏ حيث انه وقع في شباك سيدة تعمل بمؤهل متوسط في نفس مكان العمل الذي نعمل به حيث تصغره هذه السيدة باكثر من عشرين عاما وهي سمعتها غير طيبة ومن بيئة ليست علي ما يرام حيث انها تزوجت من قبل ولمدة اسبوع واحد وطلقت لسبب غير معلوم لدينا‏.‏

وان صديقي هذا متيم بها ومعجب بها ولايستطيع البعد عنها وأهمل في عمله ويريد الزواج منها ودائما معها وعلي الهاتف حتي ادي الامر الي اطلاق الشائعات الكثيرة التي تضر بسمعته واصبحت اخطاؤه كثيرة جدا‏..‏

واصبح دائم الشرود والاجهاد واصبح غير متوازن مما ادي الي ان عيادته شبه خاوية نظرا لسمعته واخطائه وهذا حتي الان‏.‏

وكان وقع ذلك علي افراد اسرته كأنه زلزال‏,‏ فزوجته اصبحت مريضة‏(‏ زيادة الضغط والسكر‏)‏ وهذا الي جانب الانكسار وكل من يراها تبدو له وكأنها مريضة بمرض خبيث وكأنها فوق الستين وهذا بالرغم من عدم تجاوزها سن الخمسين‏,‏ واما بناته الاخريات فقد اهملن دراستهن وعندما واجهته اخبرني انه يريد ان يتزوج من هذه الفتاة لينجب منها الولد الذي يريده لكي يحمل اسمه ولم يكفه او يشبعه انه اصبح جدا لطفل وطفلة في غاية الجمال من ابنته المتزوجة‏.‏

ولاعجب في انه طبيب ويعلم تماما ان الرجل هو المسئول عن نوع الجنين وليس الانثي فهو يتناسي هذه الحقيقة العلمية‏,‏ كما يتناسي ايضا شيئا مهما وهو انه مريض بامراض كثيرة في الامعاء وفي الكبد من اثر البلهارسيا اللعينة والتي تركت أثرا في المرئ بالاضافة لضعف عضلة القلب وانه تحت العلاج المكثف‏.‏

لقد هددته بقطع علاقتي به وفسح خطبة ابني لابنته اذا لم يرجع الي عقله‏,‏ حيث وضحت له الاثار الجانبية السيئة التي سوف تعود عليه من هذه الزيجة سواء الصحية او النفسية‏.‏

بالاضافة الي سمعة الزوجة الجديدة‏,‏ واخيرا توصلت معه الي اتفاق وهو ان نحتكم الي رأيك فماذا تقول له؟

سيدي‏:‏ يبدو ان صديقك يمر بمحنة منتصف العمر والتي تصيب بعض الرجال عندما يشعرون بأن الشباب يولي ويتسرب من بين ايديهم‏.‏

فالقضية ليست هي رغبته في انجاب الولد كما يدعي‏,‏ وانما هي مبرر يتكئ عليه ليبرر ارتباطه بفتاة صغيرة حتي ولو كانت سيئة السمعة‏.‏

والرجال عندما تهتز ثقتهم بانفسهم ويصابون باعراض هذه المرحلة السنية نفسيا وجسمانيا يهربون من علاقتهم الحميمية مع زوجاتهم ويبحثون عن اي كلمة اطراء تعيد اليهم إحساسهم بالشباب والرغبة‏.‏

طبعا هذا لايصيب كل الرجال‏,‏ فكثيرون يعرفون ان لكل عمر ملامحه وجماله وعيوبه وانه عليهم ان يستمتعوا بهذه المرحلة بما كافحوا من اجله طويلا بالاقتراب اكثر من اولادهم وزوجاتهم‏.‏

ولكن صديقك ضحي بكل شئ بزوجته وبناته الاربع واستكان الي انانيته ورغباته‏.‏
سيدي‏:‏
اقول لك بعيدا عن صلة المصاهرة التي تتجه اليها من صديقك فان الصداقة تفرض عليك ان تقف بجانبه حتي ينجو من هذه المحنة‏,‏ فما تفعله من تهديد بفسخ خطبة ابنك لابنته لن يزيده الا عندا وستكون أنت احد اسباب استمرار هدم هذا البيت‏,‏ فلا ذنب لابنته فيما اقترفه وحتي لو استمر في غيه لاتجعل غضبك يفقدك موضوعيتك وعدلك‏.‏

وليت زوجة هذا الرجل تلتفت اليه قليلا فربما اهملته وأشعرته بانه لم يعد ذلك الشاب الذي كان‏.‏

فالرجل في مثل هذه المرحلة العمرية يحتاج الي مزيد من الاهتمام والتدليل من الزوجة والابناء معا‏.‏

أما لهذا الرجل الذي قلت عنه انه مراهق فأقول له‏:‏ كيف لك ان تهدم بيتا بنيته بعمرك الجميل‏..‏ كيف تجرح بناتك وتدمر مستقبلهن من اجل الزواج من فتاة قد تقاربهم في العمر وسيئة السمعة‏.‏

ان هذا سيضر بابنتك الكبري وزوجها واحفادك‏..‏ وهل من تفكر في الزواج منها تستحق مثل هذه التضحية‏.‏

ان هذه النزوات التي قد تبدو لك مصيرية قد تغتال كل ما بنيته وتهدم جدران المحبة بينك وبين عائلتك خاصة بعد ان تدهور ايضا حالك في عيادتك‏,‏ ثق بان تلك الفتاة التي تتدله فيك شوقا هي اول من يعايرك بضعفك وعمرك فتفر منك في اول فرصة‏.‏

لاتجعل أنانيتك تسيطر عليك وتدفعك الي طريق اذا ذهبت فيه بعيدا ستعود وتبقي وحيدا مهزوما ولن تجد من أحبوك أو من خدعوك باسم الحب‏.‏

فهل تفيق قبل ان تسرقك الايام

معصية الدش .. قصص حقيقيه



بريد الاهرام

*‏ أنا سيدة متزوجة ولدي ثلاثة أبناء أكبرهم‏14‏ عاما‏,‏ وزوجي موظف بسيط‏,‏ ولكن الحمد لله نعيش حياتنا مثل كثيرين حولنا‏.‏

كانت حياتنا طبيعية‏,‏ مشاكلها نتيجة الضغوط وعجز الدخل عن تلبية الاحتياجات الأساسية‏,‏ وكنت كأي امرأة مصرية‏,‏ أحاول بكل الطرق التعايش مع إمكاناتنا المحدودة‏.‏ لذلك لم تأت أزمتي ومشكلتي الكبيرة من ضيق ذات اليد‏,‏ ولكنها جاءتني من حيث لم أحتسب‏.‏

في شهر رمضان الماضي‏,‏ اشتري زوجي دشا‏,‏ ففرحنا جميعا به‏,‏ لأننا أصبحنا نشاهد قنوات كنا نسمع عنها فقط‏,‏ واستمتعنا ببرامج ومسلسلات الشهر الكريم‏.‏ ولم تستمر سعادتي طويلا‏,‏ فقد اكتشفت أن زوجي بعد اسبوع واحد فقط‏,‏ يشاهد القنوات الأوروبية وما بها من فساد وخلاعة وعري‏.‏

أصابتني صدمة عنيفة‏,‏ كيف يسمح بدخول مثل هذه الأشياء بيتنا‏,‏ والكارثة انه حاول إجباري علي مشاهدة هذه الأفلام معه‏,‏ فرفضت‏,‏ وقلت له إني أخاف الله‏.‏ حاولت كثيرا إبعاده عن مشاهدة هذه القنوات‏,‏ وتذكيره بعقاب الله‏,‏ وبأنه يرتكب معصية كبيرة‏,‏ حتي إنه اصبح لا يصلي‏,‏ ولكنه لم يستجب لي‏,‏ بل بدأ يثور في وجهي‏,‏ ويقول إنه لا يؤذي أحدا‏..‏ وصل الحوار بيننا إلي طريق مسدود‏,‏ حتي انقطع تماما‏.‏ وانفصلنا كل واحد في حجرة‏..‏ وتطور الأمر إلي أن ضربني‏,‏ فأخبرته بأني سأذهب إلي أهلي‏,‏ فقال لي مع ألف سلامة‏,‏ فتحاملت علي كرامتي‏,‏ وقررت الاستمرار مؤقتا حتي لا يتأثر الأولاد وهم يستعدون للامتحانات‏.‏

سيدي‏..‏ أخشي علي أبنائي‏,‏ وأربيهم علي طاعة الله‏,‏ فماذا سيكون الحال لو استيقظ ابني وشاهد أباه أمام هذه القنوات؟‏..‏ لقد اتخذت قرارا بالذهاب إلي بيت أهلي بعد الامتحانات‏,‏ فهل أنا مخطئة ومتعسفة وعنيدة كما يصفني زوجي‏,‏ أم أنا علي صواب؟

*‏ سيدتي‏..‏ لو وضعنا معايير الصواب والخطأ في الحياة الزوجية‏,‏ لما هنأت أو استمرت حياة أي زوجين‏,‏ فالحياة تستمر عندما نتجاوز عن أخطاء الطرف الآخر ومواجهتها باللين والتحايل أحيانا‏,‏ علي أمل أن يلتفت تدريجيا إلي خطئه ويتراجع عنه بكامل إرادته‏,‏ لا رضوخا أو خوفا من شريك الحياة‏.‏

ما يفعله زوجك خطأ‏,‏ وما تطالبينه به هو الصواب‏,‏ ولكن أسلوبك أيضا في مواجهة الأزمة لم يكن ملائما‏.‏ كان عليك أولا أن تسألي نفسك لماذا انبهر زوجك بهذه القنوات وجلس أمامها ساعات الليل ونسي الصلاة وأغضب ربه؟‏..‏ لقد اكتشف عالما آخر‏,‏ ونساء لم يكن يراهن أو يعرفهن‏,‏ فحركت فيه رغبات واحتياجات‏,‏ منحته سعادة مؤقتة لم يشعر بها من قبل‏,‏ ولا يراها في شريكة حياته‏.‏ هذه المقارنة الظالمة ستدفعه إلي افتعال المشاجرات معك‏,‏ خاصة بعد رفضك مشاركته اكتشافه ومعصيته‏.‏

سيدتي‏..‏ إن هدفك الأسمي هو الحفاظ علي بيتك‏,‏ واستعادة زوجك‏,‏ وإبعاده عن المعصية‏,‏ وهذا كان يستدعي منك التقرب أكثر‏,‏ محاولة معرفة ما يتمناه ـ فزوجك لم يعد هو الذي كنت تعرفينه ـ اعتذارك عن مشاهدة هذه القنوات لأنك تخشين الله‏,‏ وتخيري الوقت الذي تقولين له إنك تخافين عليه من ارتكاب هذه المعاصي التي ستجلب عليه غضب الله وسخطه‏.‏

ثم أبدي له مخاوفك من أن يشاهدها أطفالك دون وجودكما‏,‏ أو أثناء مشاهدته لها‏.‏ أقصد أن تسربي إليه الإحساس بالذنب وخطورة ما يفعل‏.‏

لا تجعلي خيارك هو ترك البيت‏,‏ بل اجعلي هدفك الأول هو استعادة زوجك‏,‏ وثقي بأنه مع الوقت سيمل من مشاهدة هذه القنوات‏,‏ بعد أن يفهم أن كل ما يراه تمثيل وكذب لا يجلب عليه إلا السيئات والمعاصي‏.‏

وأتمني أن يفهم زوجك قيمة زوجة مثلك فيراعي الله فيها ويدعوه أن يبقيها كما هي‏,‏ وأن يبعده عن هذا الطريق المؤذي للروح والنفس والجسد‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

فعلا‏..‏ إنها مافيا.. هذا أبي ... قصص حقيقيه


بريد الاهرام

اسمح لي أن أطرح عليك سؤالا؟ هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟
كل الخيانات والشكاوي والطمع ونكران الجميل هو السائد الآن‏.‏ ولانجد غيره‏.‏
لعلي أختلف مع كل من يرون الجانب الفارغ من الكوب‏,‏ وأقدم لكم شخصية هي روح حياتنا‏,‏ نراها يوميا ولانلتفت لها‏.‏ تفعل الكثير ولانفكر حتي في شكرها وكأنه فرض عليها‏.‏


دعني أعرض عليكم بعض المواقف لعلها توضح القليل‏.‏

اسمح لي أن أطرح عليك سؤالا؟ هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟

كل الخيانات والشكاوي والطمع ونكران الجميل هو السائد الآن‏.‏ ولانجد غيره‏.‏

لعلي أختلف مع كل من يرون الجانب الفارغ من الكوب‏,‏ وأقدم لكم شخصية هي روح حياتنا‏,‏ نراها يوميا ولانلتفت لها‏.‏ تفعل الكثير ولانفكر حتي في شكرها وكأنه فرض عليها‏ دعني أعرض عليكم بعض المواقف لعلها توضح القليل‏.‏

*‏ هذا الشخص كان يجري ورائي في المنزل أو عند الاقارب فقط ليحاول إطعامي‏,‏ فكنت أسكب الطعام في وجهه‏.‏

*‏ أحضر لي أجمل الألعاب رغم قلة الموارد وقتها فكسرتها أمامه فأحضر غيرها‏.‏

*‏ دفع الكثير والكثير علي الإشاعات والتحاليل لوجود اشتباه غير أكيد لمرض عندي‏,‏ رغم تأكيد بعض الأطباء بأنه شيء بسيط‏,‏ ولكنني أراه يرفض استعمال أدوية السكر الخاصة به توفيرا للمال‏.‏

*‏ أحضر لي أجمل الأدوات المدرسية وأغلاها‏,‏ فصرخت في وجهه ليبدلها لأنها لاتعجبني‏.‏

*‏ كان يومه كالتالي‏:‏ يستيقظ معنا مبكرا‏,‏ يوصلنا إلي المدرسة‏,‏ يذهب لعمله الممل الذي يكرهه‏,‏ يعود لاصطحابنا من المدرسة فلا يصعد الي المنزل حتي لايتأخر‏,‏ يذهب لعمله الآخر المرهق جدا‏,‏ يعود إلي المنزل بعد منتصف الليل‏,‏ ليجدني تركت له كتبا وكراسات ليقوم بتجليدها‏,‏ أو واجبي المدرسي ليقوم بتصحيحه ومناقشتي فيه صباحا‏.‏

*‏ كلما سمحت له الفرصة بساعة راحة أو يوم إجازة‏,‏ كان يخرج معنا أو يلعب معنا كأنه طفل مثلنا‏,‏ ومع ذلك كنت أقول له انت لاتحبنا لأنك لاتجعلنا نخرج أو تلعب معنا‏.‏

*‏ مازال حتي الان يعمل في وظيفتين‏,‏ وفي أيام العطلات ولايستريح رغم مرضه ليوفر لنا مستوي معيشة مرتفعا‏.‏

*‏ يبخل علي نفسه بالطعام والملابس والدواء ليوفر المال الذي اشتري به كروت الموبايل والملابس الغالية والأشياء التافهة‏,‏ لم أره يعترض يوما بل هو من يطلب مني شراء ملابس غالية لأكون في مستوي زملائي‏,‏ ابدل هاتفي بآخر حديث‏,‏ ومازال يصر علي ملابس العيد الجديدة لنا‏,‏ ولايشتري لنفسه منديلا جديدا‏.‏

*‏ أصر علي تعليمي في أرقي وأغلي المدارس‏,‏ وكان يتابعني دائما‏,‏ ويهتم بتفوقي‏,‏ ويتابع المدرسين ويعنفهم بشدة اذا رفع أحدهم صوته علي أو ضربني‏,‏ فلم يجرؤ أحد طوال فترة دراستي علي مجرد جرح شعوري‏,‏ فكنت دائما أتهمه بقسوته علي ومبالغته في ذلك واحراجي مع المدرسين‏.‏

*‏ لم أذكر يوما ضربني فيه إلا لشيء قهري‏,‏ وتحمل سوء تعبيري وصوتي العالي أثناء مراهقتي وكان يقول لي تعلمي التحضر فكل المشكلات مهما كبرت تحل بالنقاش‏,‏ فكان دائما كلامي مهما صغر عمري أو مهما كان تافها محلا للنقاش‏.‏

*‏ هو صديقي الذي أحكي له كل شيء‏,‏ وكان دائما ينصحني فأتهمه في سري بالرجعية وعدم مسايرة الحياة‏,‏ فأعود لأكتشف صحة رأيه بعد ذلك‏.‏

*‏ دفع مبالغ طائلة لأفضل المدرسين‏,‏ ورفض تماما المجاملات منهم باعطائي مجانا حتي لايجرح مشاعري‏,‏ ولكني لم أهتم وأضعت الوقت‏,‏ ولم أذاكر ولم أكن مصدر فخره‏,‏ ولكن الله لم يخذله وحصلت علي مجموع كبير أهلني لدخول كل كليات القمة‏.‏

*‏ هو الوحيد الذي أيد قراري في اختيار الكلية التي أريدها وقال لي المهم أن تتفوقي في مجال تحبينه وليس كلية ذات مجموع كبير‏.‏

*‏ يرفض الامتناع عن العمل أو الاستقالة من وظيفته الصباحية ليرتاح قليلا رغم مرضه‏,‏ ويمنعني من الخروج من المنزل إذا لم يكن الجو مناسبا أو شعرت بالصداع أو أي آلام بسيطة‏.‏

*‏ لا أذكر يوما طلبت منه شيئا مهما كان غاليا أو رخيصا‏,‏ مهما أو تافها‏,‏ وتأخر يوما في إحضاره‏.‏ بل انه هو من يسألني يوميا ان كنت أحتاج شيئا‏.‏

*‏ بعد أن انهيت دراستي وبدأت أعمل‏,‏ يرفض بشدة أن أنفق شيئا من مالي في المنزل‏,‏ حتي ان صادف ودفعت جنيها يصر علي أن آخذه منه‏,‏ ومازال يعطيني مصروفي ويزيده بصفة مستمرة‏.‏

*‏ هو من علمني ان الانسان القوي هو المتعلم والمثقف‏,‏ يعطيني الكتب المتنوعة ويناقشني فيها‏,‏ يطلب مني اخذ دروس في الكمبيوتر لأواكب العصر‏,‏ يحكي لي أيامه في الجيش وكيف ضحي زملاؤه بحياتهم في سبيل ان أعيش أنا واخوتي‏,‏ يعلمني التدين السليم وحب كل الناس‏,‏ يطلب مني أن أكون إيجابية في حياتي وأن يكون لي دور علي الأقل في الحي الذي اسكنه‏.‏

*‏ أهم شيء أنه كاتب مبدع وشاعر موهوب وخطيب بارع‏,‏ وقد عرفت ذلك من كتاباته القديمة‏,‏ وقد تناسي هذا الأمر لعدم توافر الوقت لديه لكتابة أي شيء أو حتي قراءة أي كتاب جديد‏.‏

*‏ لا أجد الكلمات التي تصف ذوقه مع الناس‏,‏ وحب الجميع له واحترامهم‏,‏ المواقب كثيرة تملأ مجلدات ولكني لا أريد أن أطيل عليكم أكثر‏.‏

إنه أبي‏,‏ الذي أحبه كثيرا‏,‏ أكثر من أي شخص في الكون وأشعر بتأنيب الضمير تجاهه بسبب مرضه‏,‏ أقول له أرجوك اترك عملك الصباحي الذي تكرهه ويرهقك كثيرا واكتفي بالاخر‏,‏ انت أهم عندنا من كل أموال الدنيا‏.‏

أقول له أتمني أن تكون سعيدا وفخورا بنا فعلا كما تردد لكل الناس‏,‏ وأعدك بأن أواصل تقدمي أنا واخوتي‏.‏

شكرا‏.‏ لتعبك معنا وتربيتك لنا‏,‏ شكرا لشدتك ولينك‏,‏ شكرا لقسوتك ورقتك‏,‏ شكرا للثقة التي منحتني اياها وأعدك بأني لن أخذلك بإذن الله‏.‏

وأقول لأمي اني احبك جدا ولا أنسي كل تضحياتك وعطائك لنا‏,‏ لا أنسي كل سهرك معي في المرض‏,‏ وكل ما قمت به ولاتزالين من أجلنا‏,‏ ولكني أحببت أن أعطي أبي جزءا صغيرا جدا من حقه الذي غفلت عنه‏23‏ عاما ولم أفكر أن أشكره يوما‏.‏

أبقاكما الله لنا‏,‏ لنتعلم منكما أكثر‏,‏ ونحبكما أكثر‏.‏


*‏ عزيزتي‏..‏ أصابتني رسالتك بأنهار من البهجة‏..‏ فقليلة هي الرسائل التي تأخذنا من همومنا وأحزاننا‏,‏ وتلقي بنا إلي الجانب الآخر من الحياة‏..‏ فليست كل أيامنا كئيبة وموحشة‏,‏ وحتي لو كانت هكذا‏,‏ يمكننا بتغيير زاوية الرؤية‏,‏ التقاط أشخاص وأحداث مضيئة تمنحنا لحظات من الفرح‏,‏ نلتقط فيها أنفاسنا من كبد الحياة‏.‏

لقطاتك البسيطة‏,‏ الساذجة‏,‏ البريئة‏,‏ أعادتني الي أبي‏,‏ إلي بيتنا القديم‏,‏ وأعتقد أنها ستعيد الكثير من القراء إلي منطقة حميمة في حياتنا‏,‏ إلي حضن الأسرة‏,‏ إلي حب حقيقي بدون تكلف أو ادعاء‏.‏

تفاصيل عمرك القصير‏,‏ هي تفاصيل كل انسان عاش حياة تبدو طبيعية مع قسوتها‏,‏ استطعت بعينيك ولغتك أن تنتزعي منها القسوة‏,‏ وتضفي عليها دفئا انسانيا رائعا‏,‏ مثل والدك‏,‏ هذا النموذج الرائع للإنسان المصري‏,‏ المكافح‏,‏ الواعي‏,‏ الذي لم تفقده قسوة الأيام المقدرة علي العطاء وعلي التربية الصحيحة‏.‏

عزيزتي إيمان‏..‏ قد يري البعض في والدك صورة مثالية للأب‏,‏ في حين ان الحقيقة هي أنه صورة للأب المصري‏,‏ مع بعض الاختلافات التي قد تعود الي المستوي الثقافي أو المادي‏,‏ ولكن كل أب يعبر بطريقته عن حبه لأبنائه وعن رغبته في أن يكونوا أفضل منه‏.‏


هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟ هذا هو سؤالك‏,‏ واجابتي لا‏,‏ الدنيا جميلة‏,‏ تقسو كثيرا‏,‏ تعطف أحيانا‏,‏ ولكن علينا ـ شئنا أم أبينا ـ أن نحياها‏,‏ والإنسان الذكي هو الذي ينظر إلي الجميل فيها‏,‏ ويفر فرا أمام قسوتها وبطشها‏.‏

الدنيا لن تكون سوداء‏,‏ إذا نظرنا بحب لمن حولنا‏,‏ لمن أحبونا ومنحونا من أيامهم ومن أحزانهم‏,‏ أياما وأفراحا‏..‏ الدنيا لن تكون سوداء بمثل والدك وبمثلك‏,‏ ممن يبعثون فينا البهجة‏,‏ ويضيئون في قلوبنا التي كادت أن تظلم أملا وفرحا وامتنانا لمن أسعدونا وهم يتعذبون‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏

الغفــلة ... قصص حقيقيه


بريد الاهرام


‏أنا سيدة أبلغ من العمر‏59‏ عاما نشأت في أسرة ريفية بسيطة مكونة من أب وأم وثمانية من الأولاد والبنات‏,‏ كنت أنا السابعة في ترتيبهم‏,‏ خمسة من الذكور وثلاث من الاناث‏,‏ توفي الأب وأنا صغيرة‏,‏ وقامت أمي بتربيتنا علي القيم والأخلاق واحترام الصغير والكبير‏,‏ وكيف أكون ربة بيت جيدة‏,‏ تبدأ مشكلتي عندما نزح اخوتي الكبار إلي القاهرة للعمل والإقامة‏,‏ وكذلك الزواج‏,‏ وفي احدي زياراتي لهم تقدم لي أحد جيرانهم الذي اعجب بي‏,‏ لجمالي وأخلاقي‏

ولا أخفي عليك ياسيدي انني لم أرتح لهذا الرجل من أول مرة رأيته فيها‏,‏ لكن اخوتي اصروا علي قبوله لصغر سني وقتها ولأن اخي الأكبر قال إنه سيتحسن بعد الزواج‏.‏ وبرغم احساسي بأنني سأري معه أسود أيام حياتي وافقت واقتنعت بكلامهم برغبة أمي ونصيحتها القائلة إن الله في السماء وزوجك في الأرض من بعده‏.‏ وتم الزواج ياسيدي ومن أول ليلة اكتشفت أنه من النوع السادي الذي يرغب دائما في تعذيب الآخرين‏


فلم يكن يأخذ حقه الشرعي مني إلا بعد أن يقوم بضربي حتي تسيل الدماء مني‏,‏ ويتلذذ بذلك دائما‏,‏ وبرغم الشكوي الدائمة خلال رحلة عذابي معه ـ التي استمرت لمدة‏14‏ سنة‏,‏ انجبت فيها ولدين وبنتا ـ اجبرت علي العمل في وظيفة حكومية بسيطة جدا‏,‏ وحاولت ان اتعايش مع واقعي المؤلم‏,‏ خلالها قمت بتربية ابنائي وتعليمهم في الوقت الذي لم يهتم هو بهم أبدا‏,‏ ولم يهتم إلا بحياته من مأكل وملبس ونزوات سمع بها القريب والغريب‏,‏ بعد أن وصلت علاقتنا إلي طريق مسدود تدخل أهل الخير وتم الطلاق بعد عذاب‏14‏ عاما‏,‏ وبعد أن فقدت النطق لمدة شهرين كاملين وتم علاجي بمساعدة أمي هذا فقط ما استطيع أن اذكره حرصا علي مشاعر اصدقاء البريد الاعزاء‏.‏

المهم أن الطلاق تم برغم أن أولادي جميعا كانوا في سن الحضانة إلا انه قام بعمل غسيل مخ لهم حتي يختاروا العيش معه‏,‏ وبالفعل اختاروا أن يعيشوا معه لأنه يوما لم يطلب منهم المذاكرة أوالاهتمام بشيء من هذا القبيل‏,‏ وعذرت الاولاد وقتها لكني اكتشفت انهم سيضيعون بابتعادي عنهم‏,‏ وبرغم أن أهلي وأهله علي السواء حاولوا اقناعي بابتعادي عنهم حتي يتحملوا مصيرهم باختيارهم العيش معه‏,‏ إلا أنني لم استطع ذلك وقمت بما يمليه علي ضميري وحبي لهم‏,‏ وتابعت دراستهم وإمدادهم بالمال دائما حتي احسوا بأنهم خذلوني وظلموني باختيارهم لأبيهم‏,‏ والحمد لله شق كل منهم طريقه في الحياة بعون الله ومعاونتي وسهلت لهم البدايات حتي تزوج كل منهم‏.‏

والآن ياسيدي ماهي المشكلة؟ لقد قرأت تعليق الدكتور صلاح احمد حسن علي رسالة الرحيل وفيها مقولة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما‏,‏ وفيها تحذير الأبناء من أن يكونوا سببا في بكاء الأمهات‏,‏ وانا مادمت بكيت منهم وبسببهم‏,‏ ومن العذاب الذي عانيته من اجلهم والجفاء الذي رأيته منهم كبارا وصغارا‏,‏ فابنتي الوحيدة متزوجة في محافظة اخري ولاتأتي لزيارتي الا كل عامين تقريبا‏,‏ إن لم ازرها‏,‏ أنا‏,‏ وابني الأكبر قام بافتتاح مشروع بجانب وظيفته ولم أعد أراه بعد ان اخذ كل وقته‏,‏ ولم يعد يذكرني الا في المناسبات وكأنه يزور القبور اما ابني الأصغر فأعتبره اطيب اولادي فيقوم بزيارتي مرة كل شهر تقريبا رغم انهما يعيشان معي في نفس الشارع الذي اعيش فيه‏.‏

سيدي لماذا تطرح هذه الشجرة التي رويتها بدمي ودموعي للآخرين فقط حبا وحنانا ولاتطرح لي حتي ظلا استظل به في خريف عمري‏.‏

أقسم لك ياسيدي أنني لا احتاج لهم ماديا إطلاقا‏,‏ ولكني احتاج لهم معنويا علي الأقل‏,‏ وانا علي شفا المعاش‏,‏ اخاف من الوحدة التي اعانيها حاليا رغم انني مازلت بالعمل الذي بذلت جهدا فيه حتي حصلت من خلاله علي مؤهل متوسط وثقفت نفسي في وحدتي الطويلة‏,‏ وحججت لبيت الله داعية لهم بالتوفيق في حياتهم‏.‏ سيدي انا بلا اصدقاء تقريبا لأنني قضيت في عملي اغلب اوقاتي حتي اقوم بالصرف عليهم بدلا من ابيهم القاسي المهتم بشئونة الخاصة‏,‏ وانا المريضة بالقلب ويؤلمني وانا اقوم بالعلاج عندما اري أما تستند إلي ابنها او ابنتها وانا بمفردي أعاني جحود أبنائي‏,‏ أحس بقلبي غاضبا عليهما وعلي زوجتيهما اللتين لا اراهما الا قليلا‏,‏ وانا لااستجدي بهذا عطفهم بل انني وصل بي الحال إلي انني وزعت ارقام تليفوناتهم علي زملاء العمل حتي ان غبت اكثر من يوم عن العمل يبلغونهم حتي يعرفوا ماحدث لي‏.‏

سيدي انا أشفق عليهم مما قد يلقيه الله عليهم من عذاب بسبب ماقرأته من مقولة الإمام الحسين‏,‏ وارجو من كل ابن وابنة ان يقرأوا رسالتي بعيونهم ويستوعبوها بقلوبهم حتي يعرفوا ماتعانيه الامهات من معاناة خوفا علي فلذات قلوبهن‏.‏

وأختم رسالتي اليك بالدعاء لك بأن يفتح الله عليك بصيرتك لتنير الطريق للكثير ممن يعشقون هذا الباب‏,‏ وادعو لنفسي بالصبر علي ما أنا فيه من كرب‏.‏

سيدتي وأمي الحبيبة‏..‏ كل عام وانت بخير وصحة وعطاء‏,‏ ولو كنت أعرف عنوانك لأتيت إليك لأهنئك بعيد الأم وأقبل يديك وأتوسل إليك أن تدعي لي‏..‏ فلا يعرف قيمة الأم ومعني وجودها في الحياة إلا من فقدها‏.‏

لايوجد ألم في الحياة وإحساس بالغربة والبرد والعري مثلما يشعر الانسان عندما يفقد أمه‏,‏ فيجد نفسه وحيدا مجردا في مواجهة الله سبحانه وتعالي‏,‏ الذي يكرم الابن إكراما لأمه ودعائها له حتي وهي غاضبة منه‏.‏
لا أعرف يا أمي كيف ينام ابن أو ابنة آمنا مستقرا وهو يعرف أن أمه ـ التي أوصانا بها الخالق العزيز ونبيه الكريم وكل الرسل والأنبياء ـ حزينة مريضة وحيدة‏.‏ ولا أفهم كيف يأمن لأولاده؟ هل يفهم أنه سيتجرع كأسا أكثر مرارة مما أذاقها لوالديه؟ هل يعرف أنه سيفقد البركة في الرزق والصحة اذا رحلت أمه ناقمة عليه‏,‏ وأن من أكرم والديه سر بأولاده‏,‏ ومن أهانهما‏,‏ أهين وذل ولو بعد حين؟‏!‏

سيدتي‏..‏ لا أعرف من أين أتي أبناؤك بهذه القسوة‏,‏ هل اغرتهم الحياة بزخارفها؟ هل يعتقدون ان الخير في أحضان زوجاتهم وأزواجهم؟

وهل هناك حضن أقدس وأدفأ وأأمن وأكثر اطمئنانا من صدر الأم؟‏!‏ وكيف لهم أن يقسوا إلي هذا الحد وهم يرونك تلومين نفسك لغضبك منهم وبكائك علي غيابهم لا لشئ إلا إنك تخافين عليهم من عقاب الله‏.‏

أمي‏..‏ أدعو الله أن يقرأ أبناؤك كلماتك الصادقة‏,‏ فأنا أشفق عليهم وأتفهم إشفاقك عليهم مما سيعانونه‏,‏ وأتمني أن يعودوا إليك ساجدين يقبلون قدميك‏..‏ يطلبون منك العفو الرضا‏,‏ فالعمر أقصر مما يتخيلون وانتقام الله قادم لا محالة‏,‏ لأن ما يفعلونه من الكبائر ولن ينفعهم الندم إذا لم يأت في وقته‏.‏ إن أما مثلك تستحق التكريم والتعويض عما عانته وضحت به ودفعت ثمنه من جسدها وأعصابها من أجل أبنائها‏..‏ وليت أبناءك يفيقون من غفلتهم‏..‏ وإلي لقاء قريب بإذن الله‏.‏

هارب من المعتقـل.... قصص حقيقيه



بريد الاهرام


مررت بكرب عظيم وتجربة قاسية تكاد في تتابع أحداثها تفوق الخيال‏..‏ فلقد عشت طفولة معذبة بمعني الكلمة‏..‏ قسوة في البيت وتعذيبا في المدرسة‏,‏ وكان ذلك بشكل متواصل وبالأخص في المرحلة الابتدائية‏,‏ ابتلانا القدر باستاذين في غاية القسوة وكنت أنال ورفاقي الذين لا يأخذون دروس تقوية عندهما في ذلك الحين أوفر الحظ من قسوتهم وبطشهم لأهون الأسباب‏,‏ فمثلا إذا حدث وأخطأ أحدنا في الاجابة أو نظر بجانبه نزل بنا أشد العذاب فلا نزال نضرب بالعصا حتي تتورم أيدينا وتصبح مثل البلون المصبوغ باللون الأزرق والأخضر والبنفسجي لدرجة أن بعضنا كان يصاب بشرخ في كف يده فيتم وضعها في الجبس لعدة أسابيع‏

ولقد تسبب هذان الاستاذان في إرهابنا وافزاعنا بشكل لم يسبق له مثيل لدرجة أنه بمجرد دخول أحد الاستاذين الفصل كانت ترتطم اسناننا ببعضها البعض وترتعش أبداننا الصغيرة وكأنهم نقلونا فجأة إلي أحد القطبين‏.‏


وكان بعض الأطفال منا في ذلك الوقت عندما يصيح فيه أحد الاستاذين بأعلي صوته ويأمره بأن يخرج علي السبورة لكي ينال عقابه الأليم كان الكثير منا من شدة الخوف والفزع يتبول علي نفسه قبل أن يخرج إلي السبورة وكذلك كانت تتجمد أرجلنا ولا نستطيع المشي إلي السبورة في هذه اللحظة نعم والله ياسيدي كنا نصاب بالشلل المؤقت في أقدامنا من شدة الخوف‏

أما أنا فكنت متماسكا بطبعي ولدي رباطة جأش ليس لها نظير فعندما كنت أخرج علي السبورة لكي أنال جزائي ويأمرني بفتح يدي ويرفع الخرزانة ليهوي بها علي كلتا يدي بلا رحمة سرعان ما تتبدل مشاعر الثبات عندي ويذهب عني ذلك التماسك فأجد نفسي فجأة أبول واتبرز في وقت قياسي وبسرعة مذهلة‏,‏ وهكذا كانت تلك المرحلة شديدة القسوة مما أصابنا بالخوف والارتباك وعدم التركيز أثناء الحصص الدراسية وكل ما نركز فيه هو هل سيضربني الاستاذ أم لا وهل سأتحمل الضرب أم لا وهل سأفعلها اثناء الضرب كما هي عادتي أم لا؟ ولذلك كانت فصول هذين الاستاذين لها رائحة اشبه برائحة المراحيض‏,‏ وهكذا مضت مرحلة الطفولة المشوهة وعندما وصلت إلي نهاية مرحلة الثانوية توفي والدي رحمه الله فهو الذي غرس في نفسي التدين وحب الخير وكانت وفاة والدي بمثابة الصدمة الحقيقية في حياتي‏.‏

وبطبيعة الحال تبدلت الأمور بوفاة والدي الذي ترك لي تحمل المسئولية بشكل مفاجيء وبدون مقدمات‏,‏ فوجدتني مضطرا لأن أترك حلم إتمام الدراسة واتجهت للعمل لكي أدبر النفقات المهمة لي ولأسرتي الصغيرة والدتي وأخي الصغير حتي وصلت إلي عامي الـ‏21‏ وفي عام‏1993‏ حدث تحول خطير في حياتي وهو أني تعرفت علي احدي الجماعات المتطرفة وليتني ما فعلت‏..‏ ولكنها الأقدار التي تدفعني إلي المحنة الثالثة في حياتي وهو أنه تم اعتقالي معهم منذ‏93‏ إلي‏2006‏ أي ظللت خلف القضبان‏14‏ عاما‏,‏ وإليك يا سيدي أهم الأحداث التي مررت بها في تلك الفترة الصعبة جدا في حياتي وفي حياة أسرتي أيضا‏.‏

فلقد ترك أخي الدراسة ليتحمل المسئولية مكاني ومرضت والدتي ببعض الأمراض المزمنة ولقد وقف الجميع معي في هذه المحنة وقد ألهمني سبحانه بأن أتحمل أقداري وأصبر عليها حتي أري نور الحرية الذي لا أعرف موعده ولقد سمح لنا المسئولون جزاهم الله خيرا بالدراسة داخل المعتقل‏,‏ وبالفعل بدأت من مرحلة الثانوية العامة وأنهيتها بمجموع يؤهلني لدخول كلية الحقوق ولا أنسي هنا والدتي التي لا تعرف القراءة والكتابة وقد وقفت بجانبي وكانت تذهب إلي الجامعة فتحضر لي الملازم والكتب وكان يساعدها في ذلك بعض الطالبات والطلبة وكانوا يكتبون لي المقرر والملغي والمهم ولذلك أنا أشكرهم علي ذلك العمل النبيل وأدعو لهم دائما مع أني لم أرهم ولم يروني‏

وكانت والدتي دائمة الدعاء لي بالتوفيق وبالنجاة مما أنا فيه‏,‏ وعندما تأتي لزيارتي كنت أضمها إلي صدري وأدعوا لها وأبشرها بأن فرج الله قريب وكنت أجهز لها بعض الهدايا البسيطة حتي أهون عليها ولو بعض الشيء مما هي فيه من محن متعاقبة‏,‏ وكانت دائما تصبرني وتقوللي اعتبر نفسك في منحة دراسية وستنتهي منها قريبا إن شاء الله‏,‏ وبصراحة شديدة كنت في بعض الأوقات يشتد علي الشعور بالألم والحزن مما أنا فيه من حال صعب فكان الله سبحانه يتلطف بنفسي فيرسل إلي رحمة من رحماته ويريني في منامي أكثر من مرة حبيبي وسيدي محمد صلي الله عليه وسلم وكنت أراه مشرقا كالقمر باسما بشوشا وكانت رؤيتي له مثل الغيث وأستبشر بها ويزول بعدها عني كل شعور بالألم وأشعر بعدها بالسعادة والاطمئنان‏

ولولا رحمة ربي لوقع قلبي في مهاوي اليأس وكنت مستبشرا بقرب الفرج مع أن آخر أيام هذه المحنة كانت تمر علي بصعوبة بالغة ولكن الله ربط علي قلبي برباط الرضا وألهمني كثرة الذكر والاستغفار والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم وقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وكنت أشعر أن ربي سبحانه يعينني علي كثرة الذكر بطريقة أنا نفسي تعجبت منها وفي أثناء هذه الأيام أيضا كتبت لك رسالتي هذه وعزمت علي تأجيلها كما ذكرت لك وكان ظني بالله تعالي خيرا والحمد لله سبحانه كان عز وجل أكثر إحسانا مما ظننت وأسبق إلي بالخير بأسرع مما كنت أتوقع‏..‏

ففي صباح آخر يوم في محنتي كنت أتجول في الصباح الباكر في ملعب السجن فإذا بي أري قطة تجري مذعورة أمامي من شدة الخوف ولم أعرف ما هو سبب فزعها هذا لأني التفت وراءها فلم أر شيئا يؤذيها أو يطاردها فتعجبت واقتربت منها وربت عليها وأخذت العب معها ليذهب عنها خوفها وكنت أقول أثناء ذلك بسم الله ثم بدأت تعود إلي طبيعتها وتستجيب للمداعبة حتي ذهب عنها ذلك الذعر فوجدتني أحدثها بصوت مسموع ولا يراني سوي الله سبحانه وتعالي وقلت لها لعل الله أرسلك إلي خائفة حتي أكون رحيما بك فيرحمني اليوم مما أنا فيه من البلاء بسببك‏

لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول الراحمون يرحمهم الرحمن وتركتها ومضيت إلي حال سبيلي‏..‏ فوالله ياسيدي ما مضي اليوم إلا ويأذن الله لي بالفرج وإذا بالشاويش ينادي علي اسمي ويبشرني زملائي بالإفراج عني‏,‏ فأخر لله ساجدا أشكره علي هذه النعمة العظيمة وأجد لساني يلهج بحمده سبحانه وتعالي وهنأني الجميع من الضباط والمأمور والعساكر وسلمت علي الجميع ثم ودعتهم ثم فتحت الأبواب ووضعت قدمي خارج السجن ويخالجني شعور بالدهشة وأحيانا بالسعادة وأحيانا أخري أظن أنني أحلم ولكنني أيقنت أنني حر طليق أتنفس هواء الحرية وعبيرها واستقبلني الجميع واستقبلتني أمي الحبيبة الغالية ويسبقها دموع الفرح وتضمني بين ذراعيها‏..‏ وأول شيء كنت أفكر فيه هو البحث عن عمل وبدأت في الكتابة إليك حتي أكمل رسالتي بتلك الأحداث السعيدة ولكي أجد عبر بابك من يكون عونا لي في إيجاد عمل يناسبني ولكنني عزمت علي تأجيل إرسالها اليك‏,‏ وذلك حتي لا أكون عبئا علي أحد وأردت أن أعتمد علي نفسي أولا في البحث عن عمل فإن لم أجد لجأت إلي باب بريد الجمعة حتي أجد من يستطيع أن يقف بجانبي لايجاد عمل استطيع أن أبدأ به حياتي الطبيعية‏.‏

ولكن للأسف كان هناك عائق أمامي منعني من الخروج من البيت للبحث عن عمل‏,‏ وهو أنني لا يوجد لدي أي ملابس خروج أو حتي حذاء للخروج‏,‏ وكان كل ما لدي عبارة عن جلابيب بيضاء قديمة كنت أستعملها أثناء الاعتقال لأنه لم يكن مسموحا بارتداء غيرها من الملابس ونظرا لضيق ذات اليد لم استطع أن أخرج للبحث عن عمل لمدة شهر تقريبا للسبب السابق‏,‏ ولم يفطن إلي حالي أحد ولا يعلم بهذا الأمر غير والدتي وأخي اللذين أعيش معهما فاضطرت والدتي أن تهمس في أذن أخت لي متزوجة إن كان لدي زوجها ثياب قديمة تصلح لأن أرتديها لكي استطيع أن أخرج أبحث عن عمل بمظهر لائق ولو نسبيا‏,‏ وبالفعل أرسلت لي أختي طاقمين وحذاءين وبدأت أخرج للبحث عن عمل وأخيرا وجدت عملا عن طريق مجلة الوسيط

ولكن كان أجره بسيطا جدا يكاد يكفيني للمواصلات والطعام الضروري جدا لدرجة أنني أثناء عملي في أحد الأيام لم أجد طعاما لي سوي الخبز والملح‏,‏ ولا يعلم بذلك الأمر سوي الله سبحانه وأرجو يا سيدي ألا يفهم من كل كلامي السابق أني أستدر عطف أحد وشفقة أحد وإن كان حالي في حقيقة الأمر يدعو إلي الأسي والشفقة‏,‏ ولكني أردت أن أوضح لك وللقراء أنني ما أقدمت علي ارسال رسالتي هذه إلا بعد أن ضاقت أمامي كل السبل إلا رحمة ربي سبحانه وتعالي‏,‏ فهو الذي أنجاني وأنقذني مما كنت فيه من بلاء ومحنة ولم يكن يعلم بحالي أحد وحتي الذي يعرف حالي حينئذ كان لا يملك أي شيء تجاهي غير الدعاء‏

والآن أبحث عبر بابك عسي أن أجد من يقف بجانبي بأي صورة يستطيعها حتي استطيع أن أبدأ حياتي بشكل طبيعي لأنني الآن لا يوجد معي أي مال أبدأ به ولو مشروعا بسيطا وكذلك أريد أن استخرج كارنيه نقابة المحامين حتي أتمكن من العمل به حتي استطيع أن أقوم بتأجير شقة ولو كانت عبارة عن حجرة وصالة ساعتها استطيع أن أتقدم لأي أسرة بسيطة تقدر ظروفي ويوافقون علي الارتباط بإبنتهم لأنه سيكون لدي شقة وعمل وهناك أمر آخر أن كل عمل الآن يطلب من يجيد اللغة الانجليزية ويجيد الكمبيوتر وأنا لا أعرف شيئا عن الاثنين‏,‏ فهل توجد مراكز تستطيع أن تتبرع بتعليمي هذين التخصصين المهمين جدا حتي استطيع أن أندمج مع المجتمع بشكل طبيعي‏,‏ يبدو أنني أبدا من الصفر في كل الاتجاهات ولكني أري لكي أبدأ‏,‏ أنني احتاج إلي من يدعمني فهل تري معي أنني استحق أن أجد من يقف بجانبي لكي استطيع أن أبدأ‏.‏

*‏ سيدي‏..‏ تبدي القراءة المتعجلة لرسالتك‏,‏ أنه لا توجد علاقة بين ما تعرضت له في طفولتك وماوصلت إليه الآن‏,‏ وما بينهما من محطة وقفت فيها قليلا في مستنقع الجماعات المتطرفة‏,‏ ولا أدري إذا كنت متعمدا هذا السرد التفصيلي لنفهم ما الذي دفع بك إلي هذا الطريق الملغوم؟ أم أنها الرغبة في البوح والفضفضة فقط؟‏!‏ كشفت لنا يا عزيزي كيف يمكن للمجتمع أن يصنع إرهابيا منذ الطفولة‏,‏ وجسدت كلماتك أزمة كبيرة في التعليم المصري‏,‏ فما عانيت منه قديما‏,‏ وصورة هذين المدرسين المجرمين مازالت تتكرر حتي الآن‏.‏ فتربية مواطن صالح طبيعي تبدأ من المدرسة‏,‏ من المدرس‏,‏ وما عانيته وما أحسست به بعد رحيل الأب‏,‏ وإرتماؤك في أحضان هذه الجماعة وما يماثلها‏,‏ كان طبيعيا‏,‏ فهم يجيدون الاحتواء والتوظيف‏,‏ في ظل غياب من يمكنه إصلاح ما أفسده الاستاذ المربي الفاسد الإرهابي‏.‏

ولأنه لا وقت للبكاء علي اللبن المسكوب‏,‏ وعلي الرغم من تقديري لوزارة الداخلية لأنها سمحت لك باستكمال دراستك ووفرت لك الظروف المناسبة‏,‏ إلا أني أري أن مدة اعتقالك كانت طويلة‏,‏ وإن كنت لا أعرف تحديدا مبرراتهم في الإبقاء عليك داخل السجن كل هذه السنوات؟‏..‏ هل كانوا يرون فيك خطرا علي الأمن العام؟ أم أبقوا عليك حتي تطمئن قلوبهم إلي أنك لن تعود إلي هذا الطريق مرة أخري؟‏!‏

الأهم من كل ذلك‏,‏ أن من هم في مثل ظروفك يحتاجون إلي إعادة تأهيل واحتواء‏,‏ حتي لا تخرج من معتقل ضيق إلي معتقل أكبر في الحياة‏,‏ من حقك أن تعمل وتتزوج وتمارس حياتك الطبيعية‏,‏ وعلي الرغم من ثقتي في أن أصدقاء البريد سيمدون أياديهم إليك‏,‏ وكذلك لن يتواني نقيب المحامين الاستاذ سامح عاشور في تيسير إنضمامك إلي نقابة المحامين‏,‏ إلا أني أتمني أن يبادر أحد المحامين الكبار بإتاحة الفرصة لك للعمل في مكتبه‏,‏ أما عن دورات الكمبيوتر واللغة الانجليزية فأرجو أن تتفضل بزيارتي عصر الأحد بجريدة الأهرام‏..‏ فمن نجح في الهروب من المعتقل من حقه أن تفتح له الحياة كل أبوابها‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏