الدرس القاسي‏ .. قصص حقيقيه



*‏ أنا شاب خريج إحدي كليات الطب بالقاهرة في إحدي المرات التي كنت عائدا فيها من القاهرة إلي السويس كانت تجلس بجواري فتاة علي درجة متوسطة من الجمال وكانت هذه الفتاة متبرجة جدا وكان معها أجندة مكتوب عليها اسمها بالكامل ففتحت معها الكلام وقلت لها هل أنت ابنة الأستاذ فلان فقالت نعم هل تعرفه فقلت نعم فهو مثل للنبل والشرف وهذا مقترن باسمه وعرفت عنها كل شيء‏,‏ فكانت طالبة بالفرقة الثانية بكلية الطب وكانت متساهلة معي في الحوار لأبعد الحدود

وأخذت منها رقم الموبايل ودارت بيننا مكالمات كثيرة حتي وقعت في حبها وعرضت عليها الخطبة فوافقت ولكن كنت دائما أشك فيها‏,‏ فالفتاة التي تتحدث مع شاب لاتعرفه بكل سهولة في إحدي المواصلات العامة هل من الصعب عليها التحدث مع أي شاب آخر ويدور بينهما مادار بيننا؟ خاصة أنها حكت لوالديها عن علاقتها بأحد الشباب ولم يرفضا هذه العلاقة التي ظلت لمدة عامين قبل الخطبة بحجة أنهما يثقان في ابنتهما

وبعد أن خطبتها لاحظت بعض الأشياء التي دعتني للشك أكثر وهي تساهل الأسرة في حقوق ابنتهم وبيتهم فرغم أنني من أسرة ميسورة الحال جدا إلا أنني عندما ذهبت لخطبتها قال والدها إن ابنتي لديها شقة بالمنزل وأريد أن تعيشا معنا فوافقت بكل ترحاب علي أن هذه الشقة والأثاث هدية لابنته رغم أنه لايعرف عني إلا أن والدتي زميلة له ولزوجته ووالدي بإحدي شركات البترول واكتفي بما حدثته ابنته عني وبعد أن تمت الخطبة كنت أذهب الي منزلهم في الأسبوع أكثر من خمس مرات ولي أن أخرج وقتما أشاء وأذهب أينما أشاء

وكانت أمها هي رجل المنزل والأب ليس له وجود فهو لايغار علي بيته فعندما يراني يرحب بي ويخرج ويقول البيت بيتك‏.‏والتي تظل بالمنزل والدتها وهي أيضا لاتخاف علي ابنتها وتتركنا علي حريتنا ودائما ما أنفرد بخطيبتي داخل وخارج المنزل فيحدث بيننا الكثير‏.‏

فدخلت علينا والدتها وشاهدت مايحدث ولم تفعل شيئا إلا أنها عاتبت خطيبتي وقالت لأبيها‏,‏ وكنت أتوقع رد فعل عنيفا ولكن فوجئت بأنه قال إن هذا يحدث بين كل خطيبين‏,‏ وأمها اتصلت بي لكي تصالحني لأنني لم أذهب بعد هذا الموقف لمدة ثلاثة أيام فدعاني هذا الموقف الأخير إلي الشك في هذه الأسرة وأنا الذي سأعيش مع زوجتي في منزلهم فهل هذه الفتاة تصلح أن تكون زوجتي في ظل هذا التفريط منها ومن أسرتها في الأخلاق والتربية؟ وهل إن رزقت منها بطفلة أخاف أن تكون زوجتي مثل والديها لاتخاف علي ابنتنا وتربيها مثلما تربت هي‏,‏ فأنا وقتها لن أستطيع التحدث لأنني سأكون حينها مثل والدها بدون رأي لأنني أعيش في منزل زوجتي؟‏.‏

*‏ عزيزي‏..‏ نعم هذه الفتاة لاتصلح أن تكون أما لابنتك‏,‏ فهي لاتعرف ولاتفهم معني الثقة أو الحرية‏..‏ ولكن أنت أيضا لاتصلح أن تكون أبا لهذه البنت‏,‏ لأنك لم تعرف ولم تفهم حدود الثقة أو الحرية‏.‏ خطؤكما مشترك ومتساو‏,‏ أنتما الاثنان عاصيان أمام الله‏,‏ ولكنك تتحدث بهذه الثقة‏,‏ مستندا إلي مجتمع يدين الفتاة فقط إذا أخطأت أو تجاوزت في سلوكها‏,‏ في حين أنك أيضا تستحق الإدانة‏,‏ وتكشف عن سوء تربية والديك‏.‏ فتحسس رأسك أولا‏,‏ لأنك لم تراع ربك في سلوكك‏,‏ وسمحت لنفسك بإدانة الآخرين وأنت مدان‏.‏

إن رسالتك درس لكل فتاة تتهاون في حق نفسها وأسرتها‏,‏ بعد تهاونهما في حق دينها‏,‏ وتسمح لنفسها بالحوار والخروج والاتصال بشاب لايجمعها به أي علاقة شرعية ولاتوجد مبررات تجيز لها أن تستمر معه في علاقة لمدة عامين‏.‏

الغريب أيضا هو موقف أسرة هذه الفتاة‏,‏ لم أفهم سر تهاونهم‏,‏ بل تسيبهما وتفريطهما؟‏..‏ هل هو سلوك طبيعي لديهما؟ أم أنها فرصة لاصطياد عريس‏,‏ أتمني أن يكون السبب الأخير هو المبرر‏,‏ وإن كان لايغفر لهما هذا الانفلات‏,‏ الذي أساء إلي سمعتهما وسمعة ابنتهما‏,‏ وهم يعتقدان أنهما يفعلان ذلك ليشتريا رجلا‏,‏ كما هو سائد في مجتمعاتنا‏.‏

عزيزي‏..‏ أخطأت كما أخطأت الفتاة‏,‏ وأعتقد أنها صغيرة السن لاتعي خطأ ما فعلته معك‏,‏ ولم يعلمها والداها ماهو الصواب‏,‏ تحمل مسئولية خطئك‏,‏ وأكمل زواجك بها‏,‏ وألفت نظرها إلي خطأ تصرفاتها‏,‏ وأحسن أنت الآخر سلوكك ولاتفسر كرم أهلها بعرض شقتهم عليك ضعفا وانظر اليه علي أنه كرم ورغبة في تجميع الأسرة‏.‏ وأتمني ألا تتنصل من خطاياك‏,‏ فكما تدين تدان‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.