نشــــيد الهــــــزيمة .. قصص حقيقيه



أبعث إليك لأنفس عما يجيش به صدري‏,‏ ولا يفصح عنه لساني‏,‏ لأنه وببساطة لا يوجد من أستطيع أن أبوح له بما فاق احتمالي‏.‏
فأنا الأخت الوسطي بين ثلاث فتيات في مقتبل العمر‏,‏ أنهيت دراستي بإحدي الكليات العملية منذ عدة سنوات‏.‏

لا أعرف كيف أبدأ القصة‏,‏ التي قد لا يصدقها البعض‏,‏ لأنها مليئة بالأحداث غير المعتادة‏.‏

تبدأ قصتي منذ جئت إلي هذا العالم الصاخب الذي كنت أطل عليه من خلال نافذة صغيرة‏,‏ لا تتيح لي فهم الكثير عنه‏,‏ أو عن كيفية التعامل مع البشر‏,‏ فمنذ بدأت الإدراك وجدت أما حنونة في غاية الرقة والرومانسية تفيض عذوبة‏,‏ حلوة الطلعة والطلة‏,‏ وعلي الجانب الآخر وجدت أبا بدا هادئا كريما لدرجة الإسراف‏,‏ قلقا علينا بشكل غير عادي‏,‏ لكنه كان يخفي الكثير بداخله‏,‏ لم يكن ليتحدث سوي عن العمل وإنجازاته المنقطعة النظير فيه‏.‏ كان كريما لحد البذخ وكان يهتم بهندامه ومظهره الخارجي بشكل مرضي‏.‏ أراه مرة أو اثنتين يوميا بالكاد‏,‏ فالعمل يستنفد أغلب وقته‏,‏ وعلي ما يبدو كان يستمتع بقضاء أغلب وقته في العمل فحواره في المنزل كان قصيرا ومقتصدا‏,‏ بينما كانت أمي شديدة الرومانسية وديعة الطباع تقضي أغلب وقتها معنا في المنزل‏,‏ لا تخرج الا في صحبتنا نحن وأبي للغداء بالخارج وللتمشية في يوم الإجازة الأسبوعية‏.‏ لم تكن تخرج وحدها أبدا‏.‏ فذلك أمر ممنوع نهائيا وغير قابل للنقاش‏.‏


لم أكن أعي أن هناك شيئا ما غريبا‏,‏ إلا أنني كنت أشعر بالملل من عدم الخروج إلا يوما واحدا في الأسبوع‏,‏ كانت زيارات الأقارب ممنوعة الا بصحبة أبي ولا تزيد علي ساعة أو أكثر بقليل‏.‏

كنت أري أمي وحيدة تقضي أغلب وقتها في الطهو والتنظيف ولم يكن مع أبي وفرة في المال ليهتم بتجديد الأثاث أو حتي بالبياض وتوفير المظهر اللائق للمنزل كما يفعل في محل عمله الذي بدا رائع المظهر بشكل مبالغ فيه‏.‏

كانت أمي تقضي الساعات الطوال في الاهتمام بنا وبالمنزل‏,‏ وبدت وحيدة تنقصها العاطفة‏,‏ فكانت تشتكي من وحدتها خاصة أن أبي لم يكن يعود الي المنزل قبل العاشرة مساء‏.‏

وكانت تطلب من أبي أن يتيح لها الخروج معنا أو مع أخواتها‏,‏ لكنه كان دائم الرفض بدعوي أن الناس من حولنا غير حسني النية ويرتدون أقنعة عديدة للإيقاع بأي امرأة‏,‏ ولا سبيل للتعامل معهم سوي تجنبهم‏.‏ فالعالم الخارجي بشع‏,‏ كما اعتاد أبي أن يصوره لنا‏!‏

لم أكن مقتنعة بتلك المبررات‏.‏ مرت السنون وارتفعت أسوار السجن سجن النساء كما أحب أن أسميه‏,‏ والسجان الذي هو أبي لا يرحم‏.‏ لا صداقات‏,‏ لا رحلات مدرسية‏,‏ لا مصايف‏,‏ لا معارف‏,‏ الزيارات العائلية تتم في أضيق الحدود حتي انه كان من النادر أن يصطحبنا لحضور أحد الأفراح أو تقديم العزاء أو زيارة مريض‏,‏ فكل الواجبات الاجتماعية مرفوضة‏.‏ ليس لها مكان في جدوله‏.‏ كنت أبكي مع انتهاء العام الدراسي لأن المدرسة هي النافذة الوحيدة المطلة علي العالم الخارجي‏,‏ أما صديقاتي فكن يسعدن بالصيف والزيارات العائلية والمصيف‏,‏ بينما أنا لا أشعر بوجود هذا العالم الصاخب‏,‏ سنوات طوال حاولت أمي خلالها تغيير الوضع بالإقناع بالرفق بلا جدوي‏.‏

أصبحت في السابعة عشرة من عمري‏.‏ أراني لا أعرف التعامل مع الناس‏,‏ حادة في تعاملاتي‏,‏ هادئة ساذجة منطوية علي عالمي‏.‏ أشبع هواياتي المنزلية‏.‏ أعشق القراءة والشعر والموسيقي‏.‏ عشقت الدراسة فكنت من المتفوقين‏,‏ أقضي معظم وقتي في المذاكرة‏,‏ دفنت نفسي وسط أوراقي وكتبي‏.‏ كانت أمي تشاركني هواياتي المنزلية من تعلم الطبخ والحلوي‏.‏ في الدراسة كانت تذاكر معي وتشجعني علي أن أكون من المتفوقين وجعلتني منتظمة ولله الحمد في الصلاة فأصبحت من الأوائل‏.‏

لكن إلي متي أستطيع التحمل؟ هل يمكن أن أقضي أجمل سنوات صباي وشبابي خلف أسوار السجن أقضي عقوبة بلا ذنب لم أقترفه‏.‏

زادت مشاغل أبي وتوسع في عمله‏,‏ فألغي يوم الأجازة الأسبوعية وتفرغ تماما لعمله حتي أنني لم أكن أذهب خارج المنزل لحضور دروس الثانوية العامة‏,‏ فالمدرسون يأتون لي في المنزل واعتمد أبي علي عاملة لديه لتذهب بي إلي المدرسة التي تبعد‏15‏ دقيقة سيرا علي الأقدام عن منزلي‏.‏ ضاق الطوق من حولي وضقت ذرعا‏,‏ فحزنت أمي لذلك وثارت ثورة هادئة ولم تلق توسلاتها صدي لدي أبي‏.‏ وفجأة بلا مقدمات صحت أمي علي بكائي وصرختي فلم أكن لأحتمل أكثر من ذلك وأصبنا جميعا بالاكتئاب‏.‏

فماذا كان جزاء أمي هذه المرة عندما طالبت بحقها المشروع في حياة طبيعية تستطيع فيها الخروج معنا إلي الحياة في سياج من الاحترام والأدب‏,‏ أو في صحبة الأهل مادام أبي مشغولا‏.‏

كان جزاؤها ببساطة بعد كل تلك السنين من الحرمان النفسي والعاطفي الطلاق الصامت مع وقف التنفيذ لمدة تسع سنوات كاملة‏,‏ لتقضي زهرة شبابها ونضارتها كما مهملا رغم ما حباها الله به من جمال وروح تواقة للحب والعطاء بلا حدود‏.‏ كانت أمي ذات روح شابة‏,‏ كيف لا وهي التي لم تختلط بأحد ولم تتلوث بملوثات العالم الخارجي‏.‏ كانت دائما تبدو كفتاة في العشرين من عمرها حتي اني كنت أشعر أحيانا بأنها ابنتي وليست أمي‏.‏ كانت تبيت وحدها في غرفة منفصلة لا يكلمها أبي ولا يبيت معها‏,‏ والحوار كان يتم عن طريقنا نحن فقط‏,‏ وكان يتحاشي نظراتها أو حتي رؤيتها فيعود متأخرا ويمشي مبكرا أما هي فكانت تقوم بواجباتها المنزلية علي أكمل وجه فأصبحت زوجة مع إيقاف التنفيذ وفي المقابل أخذنا القليل من الحرية لأول مرة منذ عشرين عاما‏.‏

كنا نخرج معا نشتري احتياجات المنزل ونتمشي علي أقدامنا‏,‏ فلقد مللنا النظر من نافذة السيارة ورؤية العالم الكبير من شباك صغير‏.‏ كنت أخرج مع صديقاتي ولكن بمحاذير‏,‏ فزيارتهن في منازلهن ممنوعة‏,‏ وقت الخروج محسوب لا تأخير لا أعذار لا تدريب صيفي للكلية‏,‏ وإذا فعلت فالعقاب عسير وعندما اعترضت طلقني أبي أنا الأخري عاما كاملا‏.‏ بلا حوار مهما حاولت إرضاءه‏.‏

هذا الوضع المرهق ظل أعواما حتي مرضت أمي وقرة عيني بمرض عضال‏,‏ فطلبت الرفق بها وتسريحا بإحسان فوافق أبي وتنازلت عن جميع حقوقها‏,‏ وانسحب بلا سلام بعد عواصف مروعة أثمرت ذبول أمي فأصبحت مريضة كأوراق الخريف وروحها مثل الزهور تحاول أن تتناسي آلامها كي تستطيع مواصلة الحياة وتحمل مسئوليتنا كاملة بلا أي عون نفسي أو مادي من قبل شريك العمر‏,‏ بلا أية خبرة سابقة تواجه بها الحياة‏,‏ لا سلاح سوي إيمانها المطلق بالله‏.‏

عاشت أياما عصيبة تعاني المرض والقلق علي أولادها ثمرة فؤادها وتحاول جاهدة أن تتحدي الظروف فنجحت والحمد لله في أن تساعدنا في إنهاء تعليمنا الجامعي والتحاق اثنتين منا بالعمل وكل ذلك علي حساب إهمالها لصحتها وعدم اهتمامها بالعلاج برغم خطورة المرض‏,‏ فبدت مذهلة في شجاعتها بتحدي المرض وقبول أقدارها بنفس راضية‏.‏ كنت أراها تذبل كل يوم‏.‏ ناهيك عن آلام مرضها وقلقها من النهاية التي باتت محتومة‏.‏ كنت أنسي أية صعوبات في ايجاد عمل ووظيفة التحق بها بابتسامتها ودعائها لي‏.‏

كانت روحها حلوة حتي في شدة المرض الذي فتك بها‏,‏ ونحن ننظر لبعضنا بعضا نسأل في صمت متي وكيف تكون النهاية

وهل سنحتمل آلام الفراق‏.‏ نري في عينيها السؤال‏:‏ كيف ستصبحون من بعدي أخاف عليكم؟ لا بل لن أخاف عليكم‏,‏ بل سأترككم في أمان الله‏.‏

رافقناها في رحلة المرض الأخيرة التي استنزفتها واستنزفت قوانا حتي النخاع‏.‏ سقطت أمي سقطة مروعة‏,‏ ونحن من حولها تلهينا المسئولية عن البكاء فلا وقت للبكاء‏.‏ رأيتها توصينا بالترابط وتقوي الله والعمل والكد‏.‏ كانت تحلم بأن ترانا نقف علي أرض صلبة‏.‏ تمنت أن تري عرس أي منا‏.‏ كانت تردد أنها ليست خائفة من اللقاء ولكنها تخاف علينا‏,‏ عيناها زائغتان توصي من تراه من أقاربها علينا ثم لبت نداءه في سكون‏.‏

لن أصف آلام الفراق وإن كانت أهون من انتظاره بلا ميعاد‏.‏

تسألني ما المشكلة إذن؟

مشكلتي أنا وأخوتي الوحدة فنحن ثلاث فتيات علي قدر من الجمال‏,‏ نعيش وحدنا فبتنا مطمعا لذوي النفوس المريضة‏.‏ كانت أمي هي البيت نخرج لنعود إليها‏.‏ البيت ليس أثاثا وأمتعة‏,‏ البيت هو أمي‏,‏ لم يعد لدينا بيت‏.‏ الأهل مشغولون تلهيهم الحياة مهما حاولوا المساندة‏.‏

المجتمع لايرحمنا‏.‏ يسأل الناس لماذا لانتزوج سريعا؟ لماذا لايعود أبي للبقاء معنا؟ لايعرفون كم هو مصدر للقلق والذكريات المؤلمة التي نراها تطل بمجرد إطلاله علينا‏,‏ فهو لايكف عن ادعاء انه لم يخطيء ابدا‏,‏ ولايكف عن الحديث عن الماضي وعن الشكوي من الوحدة‏,‏ يريد أن يعود بشروطه هو فقط‏,‏ ولا سبيل للتنازل‏,‏ رغم أننا بتنا كبارا ولسنا أطفالا‏.‏ وهل يجني الورد من لم يزرع إلا الشوك؟ نخاف أن نسأل عنه أمام رب العالمين‏,‏ ولكن ما الحيلة فلسنا نقوي علي عيش تلك التجربة المريرة معه مرة أخري ومازالت مرارة الماضي عالقة في أذهاننا‏.‏ ماذا نفعل فالعلاقات الاجتماعية محدودة ولانستطيع تجاهل أشياء مهمة مثل التكافؤ والتوافق‏.‏ هل نقبل بالزواج ممن هم ليسوا مناسبين أو من ليس بيننا وبينهم توافق لمجرد أن نحمل لقب زوجات‏,‏ وإن بتنا تعيسات كي يرتاح من حولنا؟ أو هل نقبل بالزواج ممن يريد أن يستغل الظروف ويظلمنا ويجحف حقوقنا؟ لماذا يتجرد الناس من الاحساس ويجرحون من لم تلتئم جراحهم؟ اكتب اليك وعبراتي تبلل أوراقي‏,‏ مللت ممن باتوا يرصدوننا ويطمعون فينا لما حبانا الله به من حلو الأخلاق وحلاوة الشكل‏,‏ ألا يخشي هؤلاء يوما لا ريب فيه؟ أم بات
الاستغلال ذكاء يستحق التقدير‏.‏

أشكرك للاهتمام وأوصيكم بالدعاء لنا ولوالدتنا وجزاكم الله خيرا‏.‏

كنت أبحث في بريد هذا الأسبوع عن رسالة تناسب احتفالنا هذه الأيام بعيد الأم‏,‏ فجاءتني رسالتك لتكون أكبر باقة ورد يمكن أن نقدمها لوالدتك الراحلة‏,‏ ولملايين الأمهات الصابرات المتفانيات‏,‏ اللائي يهبن أيامهن وأعمارهن من أجل سعادة الأبناء‏,‏ محتملات قسوة بعض الأزواج الذين يصنعون سجونا باردة يضعون فيها أقرب الناس اليهم‏,‏ معتقدين أنهم بذلك يوفرون لهم السعادة والأمان‏,‏ فيما هم يسجنون أرواحهم‏,‏ ويسرقون منهم حقهم في الحياة والتجربة‏.‏

لا أعرف من أين أتي والدك بهذه القسوة‏,‏ وحول بيتكم إلي زنزانة كبيرة‏..‏ احتكر الحكمة‏,‏ ونصب نفسه حارسا علي أرواحكم‏,‏ معتقدا أنه بذلك يحميكم من الذئاب في الخارج‏,‏ وكثير من الآباء يقع في هذا الخطأ الكبير‏,‏ فالأب الواعي الناضج‏,‏ عليه أن يربي أبناءه علي التدين والأخلاق‏,‏ ويغرس فيهم الثقة بأنفسهم‏,‏ ويؤهلهم لمواجهة الحياة بحلوها ومرها‏,‏ حتي إذا غاب عنهم ـ أو غيب دون إرادته ـ أمن مقدرتهم علي السباحة في بحر الأيام الهادر‏,‏ لقد كان الله رحيما بك وشقيقتيك‏,‏ ووهبكن أما رائعة‏,‏ انتصرت علي مرضها وقهرها ونجحت في حمايتكن‏,‏ في وقت لو اخطأت أو تهاونت بضعف أو عجز ما لامها أحد‏,‏ فهي لم تخبر الحياة بسبب زوج اعتقد أن سجنه هو الجنة‏,‏ وأسقط عليكن ضعفه وعدم ثقته بنفسه‏,‏ وتمادي في ظلمه‏,‏ فلم يراع الله في زوجته أم أولاده‏,‏ وحرمها من حقوقها المشروعة بتجبر سيعاقبه الله عليه‏,‏ لم يلتفت إلي مرضها أو رعايتها لكن‏,‏ أتمني عليه أن يسأل نفسه من أين أتي بكل هذه القسوة؟ ألم يخش عليكن من أصحاب الأقنعة الزائفة‏,‏ كما كان يدعي؟

أقول لهذا الأب‏:‏ أكرم أسرتك فهي العدة عند الشدة‏,‏ واعلم أن من يخلع ثوبه يمت من البرد‏,‏ لقد ظلمت كثيرا‏,‏ فلا تغال في عنادك‏,‏ ولاتضع شروطا لتدخل بناتك في زنزانتك‏,‏ عد إليهن‏,‏ فأنت أيضا في حاجة لهن‏,‏ احتويهن في صدرك‏,‏ حاول أن تكفر عن خطاياك في حقهن ولاتجعلهن يتيمات في حياتك‏,‏ كما قال شاعرنا أحمد شوقي‏:‏

إن اليتيم هو الذي تلقي له أما تخلت أو أبا مشغولا

إن الفرصة لم تفت بعد‏,‏ فهل تنتهزها مرة أخيرة ولاتستبد برأيك‏,‏ وتعترف بأن قصور الظالمين سجون أم تترك نفسك لثمن هائل لن تستطيع أن توفيه‏.‏

أما أنت ياعزيزتي‏,‏ فقد عرفت طريقك وشقيقتاك‏,‏ فلا تلتفتي لكلام الناس‏,‏ فهم لايتوقفون عن الكلام‏,‏ ولاتندفعن بالزواج من أشخاص غير مناسبين ارضاء للناس‏,‏ فهم لن يرضوا أبدا‏,‏ وأنتن اللائي ستدفعن الثمن‏.‏ وإن عاد والدكن‏,‏ افتحن له نوافذ العفو والمحبة‏,‏ فالأسد يزأر ولكنه لايلتهم صغاره‏.‏ وختاما لا أعرف لماذا أطل علي ذاكرتي نشيد الهزيمة للشاعر المتصوف طاغور أهديه إلي روح والدتك وإلي كل أم ضحت بنفسها وسعادتها من أجل أبنائها‏:‏

لقد أمرني سيدي فيما كنت أقف علي حيد الدرب جانبه بأن أغني نشيد الهزيمة‏,‏ فهذه هي العروس التي يتودد لها‏:‏ لقد أسدلت علي وجهها خمارا أسود لتخفيه عن الناس‏,‏ ولكن جوهرة تتلألأ في الليل علي صدرها‏.‏ إن النهار يهملها‏,‏ ولكن ليل الله ينتظرها بمصابيحه المنيرة وأزاهيره الريا بالندي‏.‏ إنها صامتة‏,‏ غضيض الطرف لقد تركت دارها خلفها‏,‏ وتناهي من دارها أنين مع الريح‏.‏ ولكن النجوم تغني نشيد الحب الخالد للوجه الذي زينه الخجل والألم‏.‏ إن الباب قد انفسح عن الغرفة الوحيدة‏,‏ وتردد النداء‏,‏ وخفق قلب الله وجلا علي الموعد القادم‏.‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.