أحد الكتاب المصريين المشهورين وفارس الرومانسية تألق إنتاجه الأدبي في العديد من الدول، عرف السباعي ككاتب وضابط ووزير فكان على حق رجلاً نادراً فعلى الرغم من انضمامه إلى كلية حربية صقلت شخصيته بالصارمة في عمله العسكري، إلا أنه كان يمتلك قلباً رقيقاً تمكن من أن يصيغ به أروع القصص الاجتماعية، والرومانسية وينسج خيوط شخصياتها لتصبح في النهاية رواية عظيمة تقدم للجمهور سواء كان قارئاً أو مشاهداً للأعمال السينمائية، وبالإضافة لهذا كله كان دبلوماسياً ووزيراً متميزاً.
لقب بفارس الرومانسية نظراً لأعماله الأدبية العديدة التي نكتشف من خلالها عشقه للحب والرومانسية فجسد من خلال أعماله العديد من الشخصيات والأحداث مما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتعاطف لها، ونظراً للتميز العالي لأعماله فقد تم تقديم العديد منها في شكل أعمال سينمائية حظيت بإقبال جماهيري عالي وشارك في تمثيلها وإخراجها العديد من النجوم المتميزين.
وما تزال روايات السباعي تحتل مكانة متميزة بين الكتب الأدبية في العديد من المكتبات والتي يتهافت الناس على اقتنائها على الرغم من مرور أجيال مختلفة التفكير والثقافة عليها لكن روايات السباعي استطاعت أن تتفوق وتخترق لتصل لمختلف الثقافات ومختلف الأعمار.
النشأة
اسمه يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي، ولد في العاشر من يونيو عام 1917م بأحد الأحياء القديمة بالقاهرة، وعرف منذ صغره بولعه الشديد بالأدب وكتابة الروايات والقصص وتبلور هذا الحب للأدب في شكل قصة قصيرة قام بنشرها في مجلة " مجلتي" وهو ما يزال طالباً في المرحلة الثانوية، وبالإضافة للميول الأدبية التي ظهرت في شخصية السباعي فقد كان له نشاط رياضي أيضاً حيث قام برئاسة فريق الهوكي بمدرسته.
بعد أن أجتاز السباعي المرحلة الثانوية وعلى الرغم من عشقه للأدب إلا أنه أختار دراسة بعيدة كل البعد عن ميوله الأدبية حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1937م وبعد التخرج تدرج السباعي في العديد من الوظائف والمناصب، ولم تبعده هذه المناصب والأعمال التي كلف بها عن عشقه الأول للأدب حيث سار الاثنان جنباً إلى جنب في حياة السباعي.
المناصب التي تولاها
تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل كمديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها:
سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
أعماله
صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.
دوره كأديب متميز
صدر تحت إشراف السباعي العديد من المجلات مثل الأدباء العرب، الرسالة الجديدة، القصة، ولم يقتصر إبداع يوسف السباعي على مجال معين بل تنوعت كتاباته ما بين الأعمال الرومانسية، الواقعية، الكوميديا، والفانتازيا.
ونظراً للقيمة الأدبية التي كان يمثلها السباعي فقد تم تناول سيرته الذاتية في العديد من الكتب والأعمال وقد تم تقديم قصة حياته في مسلسل تلفزيوني تم تقديمه بعنوان "فارس الرومانسية" هذا المسلسل الذي شارك فيه العديد من النجوم وكان من تأليف الدكتورة أميرة أبو الفتوح
التكريم
حصل السباعي على عدد من التكريمات والجوائز منها : جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وفي عام 1970 حصل على جائزة لينين للسلام، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من جمهورية مصر العربية، وفي عام 1976م فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي " رد قلبي" و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم رد قلبي وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة" .
الاغتيال
مما قاله السباعي " بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي.. فما أظن جسدي الواهن بقادر على أن يخطو إليه ..أيها الموت العزيز اقترب.. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي"
ويبدو أن ما كان يرجوه السباعي من هذه المقولة السابقة قد تحقق، فلم يكتفي الموت بالاقتراب منه بل لقد انتزعه بعنف من هذه الدنيا، في حادث اغتيال غادر، فقد جاءت وفاة يوسف السباعي في 18 فبراير من عام 1978 صدمة للكثيرين، حيث تم اغتياله على أيدي رجلين فلسطينيين بالعاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء ذهابه على رأس وفد مصري لحضور مؤتمر منظمة التضامن الأفرو أسيوي، حيث أطلق عليه الرصاص فأردي قتيلاً.