انا سيده شابه اقترب من الثلاثين من عمري جميله كما يقولون وعلي درجه عاليه من التعليم والثقافه وحاصله علي الماجستير في احد التخصصات النظريه المهمه ومتزوجه من شاب وسيم عمره35 عاما يعمل عملا مرموقا بهيئه استثماريه مصريه اجنبيه وممتاز خلقا وعلما, ولدينا طفلان صغيران ودخلي من وظيفتي كبير ودخله من عمله اكبر ونحن نعيش حياه ميسوره لانحتاج فيها لشئ.. وفي منتهي السعاده منذ تزوجنا قبل سبع سنوات ومنذ نحو السنه بدات الاحظ علي زوجي تغيرا غريبا يبدو معه دائما شاردا وواجما وذاهلا عنا
وسالته عن اسباب تغيره مرارا وتكرارا دون ان اظفر منه باجابه شافيه, وشعرت باحساس الزوجه بان في الامر شيئا كبيرا يتناقض مع شخصيته كزوج مثالي منذ ان عرفته, فضغطت عليه ذات ليله ورحت استجوبه طوال الليل لاعرف ما يخفيه عني فاذا به يحكي لي انه يحب امراه اخري ويريد ان يتزوجها وبلغ تاثره قمته فانسابت دموعه بغزاره ودفن وجهه في صدري وراح ينهنه بالبكاء كالطفل الصغير! ونزل علي الخبر كالصاعقه واحترت بين صدمتي فيه كزوجه وامراه وبين اشفاقي عليه مما اراه منه من ارتجاف وبكاء ودموع كالمطر!.
وقررت في تلك اللحظه ان انحي القلب جانبا لفتره موقته وان استخدم العقل معه لكي اعرف ابعاد هذه الكارثه غير المتوقعه وسالته عن هذه المراه الاخري وهل هي انسه ام مطلقه, فاذا به يضاعف من دهشتي وذهولي بقوله لي انها ارمله توفي عنها زوجها منذ خمس سنوات, وان المشكله التي يواجهها هي انها ترفض الزواج منه!.
ووجدتني ارفع راسه بعيدا عني بعنف واصرخ فيه كيف يجرو علي ان يقول لي ذلك, وماذا يجد في هذه المراه ولا يجده لدي وهل هي جميله الي هذا الحد الذي يفقد معه عقله ويبكي ويولول من اجلها كالصغار, فاذا به يجيبني بانه يحبها بجنون ولا يستطيع الاستغناء عنها.. ويحبني ايضا بجنون ولا يستطيع الابتعاد عني.. وان بعده عن احدانا لن يمثل له سوي الموت.
ثم ينتحب ويولول ويضرب راسه بالحائط حتي اشفقت عليه من ان يوذي نفسه وامسكت براسه لامنعه مما يفعل وانا في اعماقي اتمني ان اكسرها.
وربت علي كتفه وحاولت ان اتماسك بقدر المستطاع وسالته عن عمرها فاذا به يجيبني بانها في الخمسين من العمر!
ولم استطع الاحتمال اكثر من ذلك امراه في الخمسين من العمر؟ وتحب رجلا في الخامسه والثلاثين ويحبها حتي يبكي من حبها كالاطفال ويعرض عليها الزواج فترفضه برغم انه متزوج وله طفلان؟
ماذا جري في الدنيا وماذا جري لعقول بعض الرجال والنساء ياسيدي؟
لقد قررت ان اري غريمتي لاعرف ماذا بها مما لايتوافر في حتي سلبت زوجي عقله ورشده الي هذا الحد, وذهبت الي تلك الهيئه الاستثماريه التي تعمل بها هذه السيده مديره لاحدي اداراتها ورايتها بدون ان اكلمها او اتحدث معها فرايت امامي امراه ناضجه بها مسحه من جمال قديم انيقه للغايه وشخصيتها قويه وصارمه ولاتفارق الابتسامه شفتيها.. وسمعت صوتها فوجدتها تصطنع الانوثه الحاره الجذابه.. وخرجت من الهيئه والدموع هذه المره في عيني انا واشعر شعورا قويا بان هذه المراه سوف تدمر بيتي وتستولي علي زوجي.
هذه هي مشكلتي ياسيدي.. ولقد جرت العاده وحكم الطبيعه ان يكون الرجل اكبر من المراه, اما ان تكون المراه اكبر من الرجل بخمسه عشر عاما وتتابي عليه وتتدلل فمبلغ علمي في ذلك انه ليس سوي اسلوب جديد للسحب والجرجره النسائيه, ولقد وقع زوجي في الفخ واطبقت عليه شباكه, وليس اماسي الان سوي طريقين لاثالث لهما, الاول هو ان الفظ هذا الزوج الضعيف التافه واعيش لاربي الطفلين وحدي معتمده في ذلك علي نفسي, مع ملاحظه ان زوجي هذا لايعاني من اي مشاكل او اسباب تدعوه او تبرر له الوقوع في هذه الكارثه لا من ناحيه اسرته الصغيره وهي زوجته وطفلاه, ولا من ناحيه تنشئته الاسريه حيث نشا في بيئه صالحه وتربي تربيه دينيه مثاليه وابواه يعرفان ربهما جيدا ولم يفرقا بين الابناء في تعاملهما معهم, وقد دمعت عينا والدته حين شكوت لها مما اعانيه ورجتني الا اتخلي عنه وان اساعده حتي يجتاز هذه المحنه بسلام, ولقد حرصت علي ان اذكر لك ذلك لكيلا تعتقد ان زوجي هذا يعاني من عقده اوديب وانه لهذا السبب قد اتجه بمشاعره الي سيده تكبره كثيرا في السن.
والطريق الثاني هو ان اقبل بما يفعله زوجي واسلم بالواقع المرير وهو انه يحب تلك المراه بجنون كما يدعي ثم امعانا في الحفاظ علي بيتي فقد يصبح من واجبي انا ان اذهب الي تلك المراه وانحني علي يديها وقدميها باكيه ومتوسله اليها ان تتزوج زوجي, لكي يهدا ويستريح ويستعيد نفسه, فبماذا تنصحني ان افعل ياسيدي وهل تري ان هناك حلا اخر؟
ولكاتبه هذه الرساله اقول:
لا يتمثل الوضع المقلوب فقط في ان يقع شاب في الخامسه والثلاثين من عمره في هوي امراه في الخمسين من عمرها فيبكي وينتحب ويضرب راسه في الحائط من وطاه حبها ورفضها للاقتران به, ولا فقط في ان يقدم علي ذلك وهو زوج لشابه جميله لاينكر عليها شيئا واب لطفلين بريئين ورب لاسره صغيره سعيده, وانما ايضا وهو الاغرب من كل ذلك ان يفجر هذا الزوج الشاب المشكله ويعترف بها لزوجته وهو يبكي وينتحب ثم يكتفي بذلك وكانما قد ازاح عن صدره حجرا ثقيلا ثم لا يفعل بعد ذلك شيئا ايجابيا لحل هذه المشكله وانقاذ نفسه وزوجته واسرته من تداعياتها, وكانما قد اكتفي بتصدير المشكله الي زوجته او باقتسامها معها ثم واصل حيرته وتمزقه وتخبطه بغير ان يبذل اي جهد لمغالبه نفسه او ردها عن غيها الي ان يبرا من هذا الغزو العاطفي الذي دهمه فافقده رشده وثباته, وبدون حتي ان يحسم تردده وتمزقه وحيرته بين المراتين اللتين تتنازعان قلبه ويزعم انه يحب كلتيهما بجنون!
ان هذا هو الوضع المقلوب حقا وصدقا ولانك تستطيع ان تقلب هرما لكنك لاتستطيع ان تجلس عليه والا انهار بك الي احد الجوانب كما يقول لنا الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون, فان زوجك ياسيدتي لايستطيع ان يجلس علي هذه الهرم المقلوب طويلا كما يريد الان ان يفعل حتي ولو كان يخدع نفسه ويتصور انه يستطيع الجلوس فوقه بزعمه لك انه يحب هذه المراه الاخري بجنون ولا يستطيع البعد عنها ويحبك انت كذلك بجنون ولا يستطيع البعد عنك والا كان الموت!
اننا اذا كنا نعترف بالضعف البشري ونسلم به ونرجو لصاحبه الا يطول استسلامه له حتي لاتكون الخسائر فادحه, فاننا لانستطيع في نفس الوقت ان نعترف لمن يعانيه بحقه في لي الحقائق وتلبيس الحق بالباطل بهدف ان يفوز بكل شئ, وحكايه حبه الجنوني لكل من زوجته وهذه المراه نوع اخر من قلب الحقائق والجمع بين الاضداد لكي تتماشي في النهايه مع هوي النفس الضعيفه ورغائبها.
وليس من الغريب ان يضعف الانسان ذات مره فلقد خلق الانسان ضعيفا امام اهوائه ورغائبه, لكن الغريب حقا هو ان يستسلم لهذا الضعف بلا ايه مقاومه من جانبه ولا ايه محاوله لرد النفس عن اهوائها.
والنفس راغبه اذا رغبتها
واذا ترد الي قليل تقنع
وهذا صحيح ومعروف للجميع فلو ترك كل انسان لنفسه لما افلتت من يده متعه واحده من متع القلب والنفس بغير ان يطلبها ويري نفسه جديرا بنيلها مهما كان اثر ذلك علي غيره, ولقد جبل الانسان علي ان يطلب لنفسه دائما الحد الاقصي من الاشياء, ولولا روادع الدين والضمير والمسئوليه والواجب الانساني العام والاستعداد الاخلاقي لوضع سعاده الاخرين في الاعتبار حين يطلب الانسان سعادته لما حال بين النفس وبين ما ترغبه حائل ولتحولت الدنيا الي غابه, ترتع فيها الوحوش الادميه وتتصارع حول شهواتها ورغباتها واهوائها,
ولو ترك زوجك نفسه لاهوائها لما ارضاه شئ سوي ان تسلمي له بحقه في ان يحب هذه المراه الاخري بجنون وسوي ان تتنازل هي فتقبل الارتباط به وهو زوج واب برغم وضعه العائلي, وبرغم فارق السن بينهما وان تسعدي انت بهذا الارتباط السعيد وتظلي بالنسبه له نفس الزوجه وشريكه الحياه ونفس الام لاطفاله, ولم لا؟ وهذا هو الوضع الامثل والافضل بالنسبه له, لكنه لان الانسان لايستطيع الجلوس علي الهرم المقلوب دائما فان زوجك مطالب بان يعين نفسه علي الشفاء
من هذه اللفحه التي زلزلت كيانه واستسلم لها بضعفه وعجزه عن المقاومه ونكوصه عن بذل الجهد الضروري لمغالبه هوي النفس وتحمل العناء المستحق في سبيل ذلك, فان لم يرغب في تحمل هذا العناء فليعترف بالحقائق التي لاسبيل لانكارها.. وليحسم امره واختياره بين زوجته وبين من تتابي عليه وترفض القبول به ربما احتراما لوضعها العائلي والاجتماعي.. وربما تعففا عن اغتصاب زوج لاخري واب لاطفال.. وربما ايضا استشعارا لفارق السن الكبير بينهما وخجلا منه فاذا كان عاجزا عن الحسم والاختيار فليطلب منك اعانته علي اجتياز محنته واعدا اياك بتعويضك عما عرضك له من الام في قادم الايام, اما ان يطلب منك فقط القبول بالامر الواقع مع استمراره فيه ودون ان يخطو ايه خطوه لمقاومته والنجاه منه فليس ذلك من العدل او الحق في شئ.
لقد قال الكاتب المسرحي الامريكي تنيسي وليامز في روايه خريف امراه امريكيه ان اسوا ما في الحب بين شاب صغير وامراه تكبره في السن انه لامكان للكرامه فيه.
ولقد فهم الجميع عن حق من هذه الكلمه الحكيمه ان المراه حين تحب شابا اصغر منها في السن فانها قد تبذل غالبا كرامتها للاحتفاظ به, لكن قصه زوجك مع هذه السيده تضيف الي معاني هذه العباره معني جديدا ربما لم يخطر بذهن كاتبها وهو ان الشاب ايضا قد يبذل كرامته في حب امراه تكبره في السن اذا ابتلي بحبها وكان ضعيفا لايقاوم ضعفه معها وكان احساسها هي بفارق العمر والوضع الاجتماعي عاليا, اما الطريقان اللذان تقولين انه ليس امامك طريق ثالث سواهما, فالحق ان هناك دائما الي جوارهما ذلك الطريق الثالث الذي ينتهجه راغبا او مضطرا من لايريد ان يهدم عشه ويبدد امان اطفاله وهو طريق الجهاد لاسترداد شريك الحياه التائه في بحر الظلمات والعوده به سالما بعد العناء الي شاطئ الامان,ويتطلب اختيار هذا الطريق الا يسلم الطرف المتضرر لشريك الحياه بالامر الواقع الذي يريد فرضه عليه وان يظل علي رفضه النفسي له مع استمرار جهوده ومحاولاته لانقاذ شريك الحياه من نفسه ومن اهوائه والتعامل معه خلال ذلك برفق الامهات وحكمتهن الي ان يستعيد رشده ويكتشف خطر الهاويه التي يمضي اليها مع اشعاره دائما بان لكل اختيار ثمنه في النهايه وتبعاته, وانه اذا اختار هوي النفس وحده فليوطن هذه النفس ايضا علي انها سوف تفقد الامان والاستقرار اللذين كانت تتمتع بها في ظلال زوجه محبه واطفال ابرياء
ذلك انه اذا كان لايستطيع احد ارغامه علي اختيار شريكه الحياه وسعاده اطفاله دون هوي في نفسه فان احدا في نفس الوقت لايستطيع ارغام هذه الشريكه علي ان تعترف له بحقه في الجمع بين الحسنيين والتمتع بكل متع القلب والعقل والاستقرار, اذا هو اختار الطريق الاخر وامعن في السير فيه الي ما لا نهايه, ومهمها تبذل شريكه الحياه من جهد او عناء في سبيل ذلك فان نبل الغايه التي يسعي اليها يبرر له هذا العناء ويهونه عليه.. ومع ان النجاح ليس مضمون النتائج في كل الاحوال فان احتمال النجاح يسبغ علي الكفاح نبلا خاصا ويجعله جديرا بما نبذله من جهد لتحقيقه حتي ولم يكلل كفاحنا في النهايه ببلوغ الغايه كما يقول لنا عالم النفس وليم جيمس.
وايه غايه ياسيدتي تستحق الكفاح من اجلها انبل من انقاذ طفلين من التمزق بين ابوين منفصلين ومن التعاسه وافتقاد الامان؟.
وسالته عن اسباب تغيره مرارا وتكرارا دون ان اظفر منه باجابه شافيه, وشعرت باحساس الزوجه بان في الامر شيئا كبيرا يتناقض مع شخصيته كزوج مثالي منذ ان عرفته, فضغطت عليه ذات ليله ورحت استجوبه طوال الليل لاعرف ما يخفيه عني فاذا به يحكي لي انه يحب امراه اخري ويريد ان يتزوجها وبلغ تاثره قمته فانسابت دموعه بغزاره ودفن وجهه في صدري وراح ينهنه بالبكاء كالطفل الصغير! ونزل علي الخبر كالصاعقه واحترت بين صدمتي فيه كزوجه وامراه وبين اشفاقي عليه مما اراه منه من ارتجاف وبكاء ودموع كالمطر!.
وقررت في تلك اللحظه ان انحي القلب جانبا لفتره موقته وان استخدم العقل معه لكي اعرف ابعاد هذه الكارثه غير المتوقعه وسالته عن هذه المراه الاخري وهل هي انسه ام مطلقه, فاذا به يضاعف من دهشتي وذهولي بقوله لي انها ارمله توفي عنها زوجها منذ خمس سنوات, وان المشكله التي يواجهها هي انها ترفض الزواج منه!.
ووجدتني ارفع راسه بعيدا عني بعنف واصرخ فيه كيف يجرو علي ان يقول لي ذلك, وماذا يجد في هذه المراه ولا يجده لدي وهل هي جميله الي هذا الحد الذي يفقد معه عقله ويبكي ويولول من اجلها كالصغار, فاذا به يجيبني بانه يحبها بجنون ولا يستطيع الاستغناء عنها.. ويحبني ايضا بجنون ولا يستطيع الابتعاد عني.. وان بعده عن احدانا لن يمثل له سوي الموت.
ثم ينتحب ويولول ويضرب راسه بالحائط حتي اشفقت عليه من ان يوذي نفسه وامسكت براسه لامنعه مما يفعل وانا في اعماقي اتمني ان اكسرها.
وربت علي كتفه وحاولت ان اتماسك بقدر المستطاع وسالته عن عمرها فاذا به يجيبني بانها في الخمسين من العمر!
ولم استطع الاحتمال اكثر من ذلك امراه في الخمسين من العمر؟ وتحب رجلا في الخامسه والثلاثين ويحبها حتي يبكي من حبها كالاطفال ويعرض عليها الزواج فترفضه برغم انه متزوج وله طفلان؟
ماذا جري في الدنيا وماذا جري لعقول بعض الرجال والنساء ياسيدي؟
لقد قررت ان اري غريمتي لاعرف ماذا بها مما لايتوافر في حتي سلبت زوجي عقله ورشده الي هذا الحد, وذهبت الي تلك الهيئه الاستثماريه التي تعمل بها هذه السيده مديره لاحدي اداراتها ورايتها بدون ان اكلمها او اتحدث معها فرايت امامي امراه ناضجه بها مسحه من جمال قديم انيقه للغايه وشخصيتها قويه وصارمه ولاتفارق الابتسامه شفتيها.. وسمعت صوتها فوجدتها تصطنع الانوثه الحاره الجذابه.. وخرجت من الهيئه والدموع هذه المره في عيني انا واشعر شعورا قويا بان هذه المراه سوف تدمر بيتي وتستولي علي زوجي.
هذه هي مشكلتي ياسيدي.. ولقد جرت العاده وحكم الطبيعه ان يكون الرجل اكبر من المراه, اما ان تكون المراه اكبر من الرجل بخمسه عشر عاما وتتابي عليه وتتدلل فمبلغ علمي في ذلك انه ليس سوي اسلوب جديد للسحب والجرجره النسائيه, ولقد وقع زوجي في الفخ واطبقت عليه شباكه, وليس اماسي الان سوي طريقين لاثالث لهما, الاول هو ان الفظ هذا الزوج الضعيف التافه واعيش لاربي الطفلين وحدي معتمده في ذلك علي نفسي, مع ملاحظه ان زوجي هذا لايعاني من اي مشاكل او اسباب تدعوه او تبرر له الوقوع في هذه الكارثه لا من ناحيه اسرته الصغيره وهي زوجته وطفلاه, ولا من ناحيه تنشئته الاسريه حيث نشا في بيئه صالحه وتربي تربيه دينيه مثاليه وابواه يعرفان ربهما جيدا ولم يفرقا بين الابناء في تعاملهما معهم, وقد دمعت عينا والدته حين شكوت لها مما اعانيه ورجتني الا اتخلي عنه وان اساعده حتي يجتاز هذه المحنه بسلام, ولقد حرصت علي ان اذكر لك ذلك لكيلا تعتقد ان زوجي هذا يعاني من عقده اوديب وانه لهذا السبب قد اتجه بمشاعره الي سيده تكبره كثيرا في السن.
والطريق الثاني هو ان اقبل بما يفعله زوجي واسلم بالواقع المرير وهو انه يحب تلك المراه بجنون كما يدعي ثم امعانا في الحفاظ علي بيتي فقد يصبح من واجبي انا ان اذهب الي تلك المراه وانحني علي يديها وقدميها باكيه ومتوسله اليها ان تتزوج زوجي, لكي يهدا ويستريح ويستعيد نفسه, فبماذا تنصحني ان افعل ياسيدي وهل تري ان هناك حلا اخر؟
ولكاتبه هذه الرساله اقول:
لا يتمثل الوضع المقلوب فقط في ان يقع شاب في الخامسه والثلاثين من عمره في هوي امراه في الخمسين من عمرها فيبكي وينتحب ويضرب راسه في الحائط من وطاه حبها ورفضها للاقتران به, ولا فقط في ان يقدم علي ذلك وهو زوج لشابه جميله لاينكر عليها شيئا واب لطفلين بريئين ورب لاسره صغيره سعيده, وانما ايضا وهو الاغرب من كل ذلك ان يفجر هذا الزوج الشاب المشكله ويعترف بها لزوجته وهو يبكي وينتحب ثم يكتفي بذلك وكانما قد ازاح عن صدره حجرا ثقيلا ثم لا يفعل بعد ذلك شيئا ايجابيا لحل هذه المشكله وانقاذ نفسه وزوجته واسرته من تداعياتها, وكانما قد اكتفي بتصدير المشكله الي زوجته او باقتسامها معها ثم واصل حيرته وتمزقه وتخبطه بغير ان يبذل اي جهد لمغالبه نفسه او ردها عن غيها الي ان يبرا من هذا الغزو العاطفي الذي دهمه فافقده رشده وثباته, وبدون حتي ان يحسم تردده وتمزقه وحيرته بين المراتين اللتين تتنازعان قلبه ويزعم انه يحب كلتيهما بجنون!
ان هذا هو الوضع المقلوب حقا وصدقا ولانك تستطيع ان تقلب هرما لكنك لاتستطيع ان تجلس عليه والا انهار بك الي احد الجوانب كما يقول لنا الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون, فان زوجك ياسيدتي لايستطيع ان يجلس علي هذه الهرم المقلوب طويلا كما يريد الان ان يفعل حتي ولو كان يخدع نفسه ويتصور انه يستطيع الجلوس فوقه بزعمه لك انه يحب هذه المراه الاخري بجنون ولا يستطيع البعد عنها ويحبك انت كذلك بجنون ولا يستطيع البعد عنك والا كان الموت!
اننا اذا كنا نعترف بالضعف البشري ونسلم به ونرجو لصاحبه الا يطول استسلامه له حتي لاتكون الخسائر فادحه, فاننا لانستطيع في نفس الوقت ان نعترف لمن يعانيه بحقه في لي الحقائق وتلبيس الحق بالباطل بهدف ان يفوز بكل شئ, وحكايه حبه الجنوني لكل من زوجته وهذه المراه نوع اخر من قلب الحقائق والجمع بين الاضداد لكي تتماشي في النهايه مع هوي النفس الضعيفه ورغائبها.
وليس من الغريب ان يضعف الانسان ذات مره فلقد خلق الانسان ضعيفا امام اهوائه ورغائبه, لكن الغريب حقا هو ان يستسلم لهذا الضعف بلا ايه مقاومه من جانبه ولا ايه محاوله لرد النفس عن اهوائها.
والنفس راغبه اذا رغبتها
واذا ترد الي قليل تقنع
وهذا صحيح ومعروف للجميع فلو ترك كل انسان لنفسه لما افلتت من يده متعه واحده من متع القلب والنفس بغير ان يطلبها ويري نفسه جديرا بنيلها مهما كان اثر ذلك علي غيره, ولقد جبل الانسان علي ان يطلب لنفسه دائما الحد الاقصي من الاشياء, ولولا روادع الدين والضمير والمسئوليه والواجب الانساني العام والاستعداد الاخلاقي لوضع سعاده الاخرين في الاعتبار حين يطلب الانسان سعادته لما حال بين النفس وبين ما ترغبه حائل ولتحولت الدنيا الي غابه, ترتع فيها الوحوش الادميه وتتصارع حول شهواتها ورغباتها واهوائها,
ولو ترك زوجك نفسه لاهوائها لما ارضاه شئ سوي ان تسلمي له بحقه في ان يحب هذه المراه الاخري بجنون وسوي ان تتنازل هي فتقبل الارتباط به وهو زوج واب برغم وضعه العائلي, وبرغم فارق السن بينهما وان تسعدي انت بهذا الارتباط السعيد وتظلي بالنسبه له نفس الزوجه وشريكه الحياه ونفس الام لاطفاله, ولم لا؟ وهذا هو الوضع الامثل والافضل بالنسبه له, لكنه لان الانسان لايستطيع الجلوس علي الهرم المقلوب دائما فان زوجك مطالب بان يعين نفسه علي الشفاء
من هذه اللفحه التي زلزلت كيانه واستسلم لها بضعفه وعجزه عن المقاومه ونكوصه عن بذل الجهد الضروري لمغالبه هوي النفس وتحمل العناء المستحق في سبيل ذلك, فان لم يرغب في تحمل هذا العناء فليعترف بالحقائق التي لاسبيل لانكارها.. وليحسم امره واختياره بين زوجته وبين من تتابي عليه وترفض القبول به ربما احتراما لوضعها العائلي والاجتماعي.. وربما تعففا عن اغتصاب زوج لاخري واب لاطفال.. وربما ايضا استشعارا لفارق السن الكبير بينهما وخجلا منه فاذا كان عاجزا عن الحسم والاختيار فليطلب منك اعانته علي اجتياز محنته واعدا اياك بتعويضك عما عرضك له من الام في قادم الايام, اما ان يطلب منك فقط القبول بالامر الواقع مع استمراره فيه ودون ان يخطو ايه خطوه لمقاومته والنجاه منه فليس ذلك من العدل او الحق في شئ.
لقد قال الكاتب المسرحي الامريكي تنيسي وليامز في روايه خريف امراه امريكيه ان اسوا ما في الحب بين شاب صغير وامراه تكبره في السن انه لامكان للكرامه فيه.
ولقد فهم الجميع عن حق من هذه الكلمه الحكيمه ان المراه حين تحب شابا اصغر منها في السن فانها قد تبذل غالبا كرامتها للاحتفاظ به, لكن قصه زوجك مع هذه السيده تضيف الي معاني هذه العباره معني جديدا ربما لم يخطر بذهن كاتبها وهو ان الشاب ايضا قد يبذل كرامته في حب امراه تكبره في السن اذا ابتلي بحبها وكان ضعيفا لايقاوم ضعفه معها وكان احساسها هي بفارق العمر والوضع الاجتماعي عاليا, اما الطريقان اللذان تقولين انه ليس امامك طريق ثالث سواهما, فالحق ان هناك دائما الي جوارهما ذلك الطريق الثالث الذي ينتهجه راغبا او مضطرا من لايريد ان يهدم عشه ويبدد امان اطفاله وهو طريق الجهاد لاسترداد شريك الحياه التائه في بحر الظلمات والعوده به سالما بعد العناء الي شاطئ الامان,ويتطلب اختيار هذا الطريق الا يسلم الطرف المتضرر لشريك الحياه بالامر الواقع الذي يريد فرضه عليه وان يظل علي رفضه النفسي له مع استمرار جهوده ومحاولاته لانقاذ شريك الحياه من نفسه ومن اهوائه والتعامل معه خلال ذلك برفق الامهات وحكمتهن الي ان يستعيد رشده ويكتشف خطر الهاويه التي يمضي اليها مع اشعاره دائما بان لكل اختيار ثمنه في النهايه وتبعاته, وانه اذا اختار هوي النفس وحده فليوطن هذه النفس ايضا علي انها سوف تفقد الامان والاستقرار اللذين كانت تتمتع بها في ظلال زوجه محبه واطفال ابرياء
ذلك انه اذا كان لايستطيع احد ارغامه علي اختيار شريكه الحياه وسعاده اطفاله دون هوي في نفسه فان احدا في نفس الوقت لايستطيع ارغام هذه الشريكه علي ان تعترف له بحقه في الجمع بين الحسنيين والتمتع بكل متع القلب والعقل والاستقرار, اذا هو اختار الطريق الاخر وامعن في السير فيه الي ما لا نهايه, ومهمها تبذل شريكه الحياه من جهد او عناء في سبيل ذلك فان نبل الغايه التي يسعي اليها يبرر له هذا العناء ويهونه عليه.. ومع ان النجاح ليس مضمون النتائج في كل الاحوال فان احتمال النجاح يسبغ علي الكفاح نبلا خاصا ويجعله جديرا بما نبذله من جهد لتحقيقه حتي ولم يكلل كفاحنا في النهايه ببلوغ الغايه كما يقول لنا عالم النفس وليم جيمس.
وايه غايه ياسيدتي تستحق الكفاح من اجلها انبل من انقاذ طفلين من التمزق بين ابوين منفصلين ومن التعاسه وافتقاد الامان؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.