بريد الاهرام
هذه القصة خاصة بصديق لي تزاملنا في كل مراحل التعليم وما بعد ذلك في العمل انه طبيب مثلي متزوج وله اربع بنات.
البنت الكبري متزوجة ولها ولد وبنت والاصغر منها مخطوبة الي نجلي الطبيب المتخرج حديثا اما زوجته فهي من عائلة عريقة ذات حسب ونسب طيب والمشكلة هي اننا عندما عدنا الي ارض الوطن بعد غربة طويلة في الدول العربية ومنذ حوالي سنة لاحظت علي زميلي هذا تغيرا شديدا في ملبسه وطريقة حياته واهتمامه الزائد بنفسه وكأنه شاب مراهق في العقد الثاني من عمره بالرغم من تخطيه سن الخمسين عاما, حيث انه وقع في شباك سيدة تعمل بمؤهل متوسط في نفس مكان العمل الذي نعمل به حيث تصغره هذه السيدة باكثر من عشرين عاما وهي سمعتها غير طيبة ومن بيئة ليست علي ما يرام حيث انها تزوجت من قبل ولمدة اسبوع واحد وطلقت لسبب غير معلوم لدينا.
وان صديقي هذا متيم بها ومعجب بها ولايستطيع البعد عنها وأهمل في عمله ويريد الزواج منها ودائما معها وعلي الهاتف حتي ادي الامر الي اطلاق الشائعات الكثيرة التي تضر بسمعته واصبحت اخطاؤه كثيرة جدا..
واصبح دائم الشرود والاجهاد واصبح غير متوازن مما ادي الي ان عيادته شبه خاوية نظرا لسمعته واخطائه وهذا حتي الان.
وكان وقع ذلك علي افراد اسرته كأنه زلزال, فزوجته اصبحت مريضة( زيادة الضغط والسكر) وهذا الي جانب الانكسار وكل من يراها تبدو له وكأنها مريضة بمرض خبيث وكأنها فوق الستين وهذا بالرغم من عدم تجاوزها سن الخمسين, واما بناته الاخريات فقد اهملن دراستهن وعندما واجهته اخبرني انه يريد ان يتزوج من هذه الفتاة لينجب منها الولد الذي يريده لكي يحمل اسمه ولم يكفه او يشبعه انه اصبح جدا لطفل وطفلة في غاية الجمال من ابنته المتزوجة.
ولاعجب في انه طبيب ويعلم تماما ان الرجل هو المسئول عن نوع الجنين وليس الانثي فهو يتناسي هذه الحقيقة العلمية, كما يتناسي ايضا شيئا مهما وهو انه مريض بامراض كثيرة في الامعاء وفي الكبد من اثر البلهارسيا اللعينة والتي تركت أثرا في المرئ بالاضافة لضعف عضلة القلب وانه تحت العلاج المكثف.
لقد هددته بقطع علاقتي به وفسح خطبة ابني لابنته اذا لم يرجع الي عقله, حيث وضحت له الاثار الجانبية السيئة التي سوف تعود عليه من هذه الزيجة سواء الصحية او النفسية.
بالاضافة الي سمعة الزوجة الجديدة, واخيرا توصلت معه الي اتفاق وهو ان نحتكم الي رأيك فماذا تقول له؟
سيدي: يبدو ان صديقك يمر بمحنة منتصف العمر والتي تصيب بعض الرجال عندما يشعرون بأن الشباب يولي ويتسرب من بين ايديهم.
فالقضية ليست هي رغبته في انجاب الولد كما يدعي, وانما هي مبرر يتكئ عليه ليبرر ارتباطه بفتاة صغيرة حتي ولو كانت سيئة السمعة.
والرجال عندما تهتز ثقتهم بانفسهم ويصابون باعراض هذه المرحلة السنية نفسيا وجسمانيا يهربون من علاقتهم الحميمية مع زوجاتهم ويبحثون عن اي كلمة اطراء تعيد اليهم إحساسهم بالشباب والرغبة.
طبعا هذا لايصيب كل الرجال, فكثيرون يعرفون ان لكل عمر ملامحه وجماله وعيوبه وانه عليهم ان يستمتعوا بهذه المرحلة بما كافحوا من اجله طويلا بالاقتراب اكثر من اولادهم وزوجاتهم.
ولكن صديقك ضحي بكل شئ بزوجته وبناته الاربع واستكان الي انانيته ورغباته.
سيدي:
اقول لك بعيدا عن صلة المصاهرة التي تتجه اليها من صديقك فان الصداقة تفرض عليك ان تقف بجانبه حتي ينجو من هذه المحنة, فما تفعله من تهديد بفسخ خطبة ابنك لابنته لن يزيده الا عندا وستكون أنت احد اسباب استمرار هدم هذا البيت, فلا ذنب لابنته فيما اقترفه وحتي لو استمر في غيه لاتجعل غضبك يفقدك موضوعيتك وعدلك.
وليت زوجة هذا الرجل تلتفت اليه قليلا فربما اهملته وأشعرته بانه لم يعد ذلك الشاب الذي كان.
فالرجل في مثل هذه المرحلة العمرية يحتاج الي مزيد من الاهتمام والتدليل من الزوجة والابناء معا.
أما لهذا الرجل الذي قلت عنه انه مراهق فأقول له: كيف لك ان تهدم بيتا بنيته بعمرك الجميل.. كيف تجرح بناتك وتدمر مستقبلهن من اجل الزواج من فتاة قد تقاربهم في العمر وسيئة السمعة.
ان هذا سيضر بابنتك الكبري وزوجها واحفادك.. وهل من تفكر في الزواج منها تستحق مثل هذه التضحية.
ان هذه النزوات التي قد تبدو لك مصيرية قد تغتال كل ما بنيته وتهدم جدران المحبة بينك وبين عائلتك خاصة بعد ان تدهور ايضا حالك في عيادتك, ثق بان تلك الفتاة التي تتدله فيك شوقا هي اول من يعايرك بضعفك وعمرك فتفر منك في اول فرصة.
لاتجعل أنانيتك تسيطر عليك وتدفعك الي طريق اذا ذهبت فيه بعيدا ستعود وتبقي وحيدا مهزوما ولن تجد من أحبوك أو من خدعوك باسم الحب.
فهل تفيق قبل ان تسرقك الايام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.