بريد الاهرام
أنا سيدة أبلغ من العمر59 عاما نشأت في أسرة ريفية بسيطة مكونة من أب وأم وثمانية من الأولاد والبنات, كنت أنا السابعة في ترتيبهم, خمسة من الذكور وثلاث من الاناث, توفي الأب وأنا صغيرة, وقامت أمي بتربيتنا علي القيم والأخلاق واحترام الصغير والكبير, وكيف أكون ربة بيت جيدة, تبدأ مشكلتي عندما نزح اخوتي الكبار إلي القاهرة للعمل والإقامة, وكذلك الزواج, وفي احدي زياراتي لهم تقدم لي أحد جيرانهم الذي اعجب بي, لجمالي وأخلاقي
ولا أخفي عليك ياسيدي انني لم أرتح لهذا الرجل من أول مرة رأيته فيها, لكن اخوتي اصروا علي قبوله لصغر سني وقتها ولأن اخي الأكبر قال إنه سيتحسن بعد الزواج. وبرغم احساسي بأنني سأري معه أسود أيام حياتي وافقت واقتنعت بكلامهم برغبة أمي ونصيحتها القائلة إن الله في السماء وزوجك في الأرض من بعده. وتم الزواج ياسيدي ومن أول ليلة اكتشفت أنه من النوع السادي الذي يرغب دائما في تعذيب الآخرين
فلم يكن يأخذ حقه الشرعي مني إلا بعد أن يقوم بضربي حتي تسيل الدماء مني, ويتلذذ بذلك دائما, وبرغم الشكوي الدائمة خلال رحلة عذابي معه ـ التي استمرت لمدة14 سنة, انجبت فيها ولدين وبنتا ـ اجبرت علي العمل في وظيفة حكومية بسيطة جدا, وحاولت ان اتعايش مع واقعي المؤلم, خلالها قمت بتربية ابنائي وتعليمهم في الوقت الذي لم يهتم هو بهم أبدا, ولم يهتم إلا بحياته من مأكل وملبس ونزوات سمع بها القريب والغريب, بعد أن وصلت علاقتنا إلي طريق مسدود تدخل أهل الخير وتم الطلاق بعد عذاب14 عاما, وبعد أن فقدت النطق لمدة شهرين كاملين وتم علاجي بمساعدة أمي هذا فقط ما استطيع أن اذكره حرصا علي مشاعر اصدقاء البريد الاعزاء.
المهم أن الطلاق تم برغم أن أولادي جميعا كانوا في سن الحضانة إلا انه قام بعمل غسيل مخ لهم حتي يختاروا العيش معه, وبالفعل اختاروا أن يعيشوا معه لأنه يوما لم يطلب منهم المذاكرة أوالاهتمام بشيء من هذا القبيل, وعذرت الاولاد وقتها لكني اكتشفت انهم سيضيعون بابتعادي عنهم, وبرغم أن أهلي وأهله علي السواء حاولوا اقناعي بابتعادي عنهم حتي يتحملوا مصيرهم باختيارهم العيش معه, إلا أنني لم استطع ذلك وقمت بما يمليه علي ضميري وحبي لهم, وتابعت دراستهم وإمدادهم بالمال دائما حتي احسوا بأنهم خذلوني وظلموني باختيارهم لأبيهم, والحمد لله شق كل منهم طريقه في الحياة بعون الله ومعاونتي وسهلت لهم البدايات حتي تزوج كل منهم.
والآن ياسيدي ماهي المشكلة؟ لقد قرأت تعليق الدكتور صلاح احمد حسن علي رسالة الرحيل وفيها مقولة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما, وفيها تحذير الأبناء من أن يكونوا سببا في بكاء الأمهات, وانا مادمت بكيت منهم وبسببهم, ومن العذاب الذي عانيته من اجلهم والجفاء الذي رأيته منهم كبارا وصغارا, فابنتي الوحيدة متزوجة في محافظة اخري ولاتأتي لزيارتي الا كل عامين تقريبا, إن لم ازرها, أنا, وابني الأكبر قام بافتتاح مشروع بجانب وظيفته ولم أعد أراه بعد ان اخذ كل وقته, ولم يعد يذكرني الا في المناسبات وكأنه يزور القبور اما ابني الأصغر فأعتبره اطيب اولادي فيقوم بزيارتي مرة كل شهر تقريبا رغم انهما يعيشان معي في نفس الشارع الذي اعيش فيه.
سيدي لماذا تطرح هذه الشجرة التي رويتها بدمي ودموعي للآخرين فقط حبا وحنانا ولاتطرح لي حتي ظلا استظل به في خريف عمري.
أقسم لك ياسيدي أنني لا احتاج لهم ماديا إطلاقا, ولكني احتاج لهم معنويا علي الأقل, وانا علي شفا المعاش, اخاف من الوحدة التي اعانيها حاليا رغم انني مازلت بالعمل الذي بذلت جهدا فيه حتي حصلت من خلاله علي مؤهل متوسط وثقفت نفسي في وحدتي الطويلة, وحججت لبيت الله داعية لهم بالتوفيق في حياتهم. سيدي انا بلا اصدقاء تقريبا لأنني قضيت في عملي اغلب اوقاتي حتي اقوم بالصرف عليهم بدلا من ابيهم القاسي المهتم بشئونة الخاصة, وانا المريضة بالقلب ويؤلمني وانا اقوم بالعلاج عندما اري أما تستند إلي ابنها او ابنتها وانا بمفردي أعاني جحود أبنائي, أحس بقلبي غاضبا عليهما وعلي زوجتيهما اللتين لا اراهما الا قليلا, وانا لااستجدي بهذا عطفهم بل انني وصل بي الحال إلي انني وزعت ارقام تليفوناتهم علي زملاء العمل حتي ان غبت اكثر من يوم عن العمل يبلغونهم حتي يعرفوا ماحدث لي.
سيدي انا أشفق عليهم مما قد يلقيه الله عليهم من عذاب بسبب ماقرأته من مقولة الإمام الحسين, وارجو من كل ابن وابنة ان يقرأوا رسالتي بعيونهم ويستوعبوها بقلوبهم حتي يعرفوا ماتعانيه الامهات من معاناة خوفا علي فلذات قلوبهن.
وأختم رسالتي اليك بالدعاء لك بأن يفتح الله عليك بصيرتك لتنير الطريق للكثير ممن يعشقون هذا الباب, وادعو لنفسي بالصبر علي ما أنا فيه من كرب.
سيدتي وأمي الحبيبة.. كل عام وانت بخير وصحة وعطاء, ولو كنت أعرف عنوانك لأتيت إليك لأهنئك بعيد الأم وأقبل يديك وأتوسل إليك أن تدعي لي.. فلا يعرف قيمة الأم ومعني وجودها في الحياة إلا من فقدها.
لايوجد ألم في الحياة وإحساس بالغربة والبرد والعري مثلما يشعر الانسان عندما يفقد أمه, فيجد نفسه وحيدا مجردا في مواجهة الله سبحانه وتعالي, الذي يكرم الابن إكراما لأمه ودعائها له حتي وهي غاضبة منه.
لا أعرف يا أمي كيف ينام ابن أو ابنة آمنا مستقرا وهو يعرف أن أمه ـ التي أوصانا بها الخالق العزيز ونبيه الكريم وكل الرسل والأنبياء ـ حزينة مريضة وحيدة. ولا أفهم كيف يأمن لأولاده؟ هل يفهم أنه سيتجرع كأسا أكثر مرارة مما أذاقها لوالديه؟ هل يعرف أنه سيفقد البركة في الرزق والصحة اذا رحلت أمه ناقمة عليه, وأن من أكرم والديه سر بأولاده, ومن أهانهما, أهين وذل ولو بعد حين؟!
سيدتي.. لا أعرف من أين أتي أبناؤك بهذه القسوة, هل اغرتهم الحياة بزخارفها؟ هل يعتقدون ان الخير في أحضان زوجاتهم وأزواجهم؟
وهل هناك حضن أقدس وأدفأ وأأمن وأكثر اطمئنانا من صدر الأم؟! وكيف لهم أن يقسوا إلي هذا الحد وهم يرونك تلومين نفسك لغضبك منهم وبكائك علي غيابهم لا لشئ إلا إنك تخافين عليهم من عقاب الله.
أمي.. أدعو الله أن يقرأ أبناؤك كلماتك الصادقة, فأنا أشفق عليهم وأتفهم إشفاقك عليهم مما سيعانونه, وأتمني أن يعودوا إليك ساجدين يقبلون قدميك.. يطلبون منك العفو الرضا, فالعمر أقصر مما يتخيلون وانتقام الله قادم لا محالة, لأن ما يفعلونه من الكبائر ولن ينفعهم الندم إذا لم يأت في وقته. إن أما مثلك تستحق التكريم والتعويض عما عانته وضحت به ودفعت ثمنه من جسدها وأعصابها من أجل أبنائها.. وليت أبناءك يفيقون من غفلتهم.. وإلي لقاء قريب بإذن الله.
أنا سيدة أبلغ من العمر59 عاما نشأت في أسرة ريفية بسيطة مكونة من أب وأم وثمانية من الأولاد والبنات, كنت أنا السابعة في ترتيبهم, خمسة من الذكور وثلاث من الاناث, توفي الأب وأنا صغيرة, وقامت أمي بتربيتنا علي القيم والأخلاق واحترام الصغير والكبير, وكيف أكون ربة بيت جيدة, تبدأ مشكلتي عندما نزح اخوتي الكبار إلي القاهرة للعمل والإقامة, وكذلك الزواج, وفي احدي زياراتي لهم تقدم لي أحد جيرانهم الذي اعجب بي, لجمالي وأخلاقي
ولا أخفي عليك ياسيدي انني لم أرتح لهذا الرجل من أول مرة رأيته فيها, لكن اخوتي اصروا علي قبوله لصغر سني وقتها ولأن اخي الأكبر قال إنه سيتحسن بعد الزواج. وبرغم احساسي بأنني سأري معه أسود أيام حياتي وافقت واقتنعت بكلامهم برغبة أمي ونصيحتها القائلة إن الله في السماء وزوجك في الأرض من بعده. وتم الزواج ياسيدي ومن أول ليلة اكتشفت أنه من النوع السادي الذي يرغب دائما في تعذيب الآخرين
فلم يكن يأخذ حقه الشرعي مني إلا بعد أن يقوم بضربي حتي تسيل الدماء مني, ويتلذذ بذلك دائما, وبرغم الشكوي الدائمة خلال رحلة عذابي معه ـ التي استمرت لمدة14 سنة, انجبت فيها ولدين وبنتا ـ اجبرت علي العمل في وظيفة حكومية بسيطة جدا, وحاولت ان اتعايش مع واقعي المؤلم, خلالها قمت بتربية ابنائي وتعليمهم في الوقت الذي لم يهتم هو بهم أبدا, ولم يهتم إلا بحياته من مأكل وملبس ونزوات سمع بها القريب والغريب, بعد أن وصلت علاقتنا إلي طريق مسدود تدخل أهل الخير وتم الطلاق بعد عذاب14 عاما, وبعد أن فقدت النطق لمدة شهرين كاملين وتم علاجي بمساعدة أمي هذا فقط ما استطيع أن اذكره حرصا علي مشاعر اصدقاء البريد الاعزاء.
المهم أن الطلاق تم برغم أن أولادي جميعا كانوا في سن الحضانة إلا انه قام بعمل غسيل مخ لهم حتي يختاروا العيش معه, وبالفعل اختاروا أن يعيشوا معه لأنه يوما لم يطلب منهم المذاكرة أوالاهتمام بشيء من هذا القبيل, وعذرت الاولاد وقتها لكني اكتشفت انهم سيضيعون بابتعادي عنهم, وبرغم أن أهلي وأهله علي السواء حاولوا اقناعي بابتعادي عنهم حتي يتحملوا مصيرهم باختيارهم العيش معه, إلا أنني لم استطع ذلك وقمت بما يمليه علي ضميري وحبي لهم, وتابعت دراستهم وإمدادهم بالمال دائما حتي احسوا بأنهم خذلوني وظلموني باختيارهم لأبيهم, والحمد لله شق كل منهم طريقه في الحياة بعون الله ومعاونتي وسهلت لهم البدايات حتي تزوج كل منهم.
والآن ياسيدي ماهي المشكلة؟ لقد قرأت تعليق الدكتور صلاح احمد حسن علي رسالة الرحيل وفيها مقولة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما, وفيها تحذير الأبناء من أن يكونوا سببا في بكاء الأمهات, وانا مادمت بكيت منهم وبسببهم, ومن العذاب الذي عانيته من اجلهم والجفاء الذي رأيته منهم كبارا وصغارا, فابنتي الوحيدة متزوجة في محافظة اخري ولاتأتي لزيارتي الا كل عامين تقريبا, إن لم ازرها, أنا, وابني الأكبر قام بافتتاح مشروع بجانب وظيفته ولم أعد أراه بعد ان اخذ كل وقته, ولم يعد يذكرني الا في المناسبات وكأنه يزور القبور اما ابني الأصغر فأعتبره اطيب اولادي فيقوم بزيارتي مرة كل شهر تقريبا رغم انهما يعيشان معي في نفس الشارع الذي اعيش فيه.
سيدي لماذا تطرح هذه الشجرة التي رويتها بدمي ودموعي للآخرين فقط حبا وحنانا ولاتطرح لي حتي ظلا استظل به في خريف عمري.
أقسم لك ياسيدي أنني لا احتاج لهم ماديا إطلاقا, ولكني احتاج لهم معنويا علي الأقل, وانا علي شفا المعاش, اخاف من الوحدة التي اعانيها حاليا رغم انني مازلت بالعمل الذي بذلت جهدا فيه حتي حصلت من خلاله علي مؤهل متوسط وثقفت نفسي في وحدتي الطويلة, وحججت لبيت الله داعية لهم بالتوفيق في حياتهم. سيدي انا بلا اصدقاء تقريبا لأنني قضيت في عملي اغلب اوقاتي حتي اقوم بالصرف عليهم بدلا من ابيهم القاسي المهتم بشئونة الخاصة, وانا المريضة بالقلب ويؤلمني وانا اقوم بالعلاج عندما اري أما تستند إلي ابنها او ابنتها وانا بمفردي أعاني جحود أبنائي, أحس بقلبي غاضبا عليهما وعلي زوجتيهما اللتين لا اراهما الا قليلا, وانا لااستجدي بهذا عطفهم بل انني وصل بي الحال إلي انني وزعت ارقام تليفوناتهم علي زملاء العمل حتي ان غبت اكثر من يوم عن العمل يبلغونهم حتي يعرفوا ماحدث لي.
سيدي انا أشفق عليهم مما قد يلقيه الله عليهم من عذاب بسبب ماقرأته من مقولة الإمام الحسين, وارجو من كل ابن وابنة ان يقرأوا رسالتي بعيونهم ويستوعبوها بقلوبهم حتي يعرفوا ماتعانيه الامهات من معاناة خوفا علي فلذات قلوبهن.
وأختم رسالتي اليك بالدعاء لك بأن يفتح الله عليك بصيرتك لتنير الطريق للكثير ممن يعشقون هذا الباب, وادعو لنفسي بالصبر علي ما أنا فيه من كرب.
سيدتي وأمي الحبيبة.. كل عام وانت بخير وصحة وعطاء, ولو كنت أعرف عنوانك لأتيت إليك لأهنئك بعيد الأم وأقبل يديك وأتوسل إليك أن تدعي لي.. فلا يعرف قيمة الأم ومعني وجودها في الحياة إلا من فقدها.
لايوجد ألم في الحياة وإحساس بالغربة والبرد والعري مثلما يشعر الانسان عندما يفقد أمه, فيجد نفسه وحيدا مجردا في مواجهة الله سبحانه وتعالي, الذي يكرم الابن إكراما لأمه ودعائها له حتي وهي غاضبة منه.
لا أعرف يا أمي كيف ينام ابن أو ابنة آمنا مستقرا وهو يعرف أن أمه ـ التي أوصانا بها الخالق العزيز ونبيه الكريم وكل الرسل والأنبياء ـ حزينة مريضة وحيدة. ولا أفهم كيف يأمن لأولاده؟ هل يفهم أنه سيتجرع كأسا أكثر مرارة مما أذاقها لوالديه؟ هل يعرف أنه سيفقد البركة في الرزق والصحة اذا رحلت أمه ناقمة عليه, وأن من أكرم والديه سر بأولاده, ومن أهانهما, أهين وذل ولو بعد حين؟!
سيدتي.. لا أعرف من أين أتي أبناؤك بهذه القسوة, هل اغرتهم الحياة بزخارفها؟ هل يعتقدون ان الخير في أحضان زوجاتهم وأزواجهم؟
وهل هناك حضن أقدس وأدفأ وأأمن وأكثر اطمئنانا من صدر الأم؟! وكيف لهم أن يقسوا إلي هذا الحد وهم يرونك تلومين نفسك لغضبك منهم وبكائك علي غيابهم لا لشئ إلا إنك تخافين عليهم من عقاب الله.
أمي.. أدعو الله أن يقرأ أبناؤك كلماتك الصادقة, فأنا أشفق عليهم وأتفهم إشفاقك عليهم مما سيعانونه, وأتمني أن يعودوا إليك ساجدين يقبلون قدميك.. يطلبون منك العفو الرضا, فالعمر أقصر مما يتخيلون وانتقام الله قادم لا محالة, لأن ما يفعلونه من الكبائر ولن ينفعهم الندم إذا لم يأت في وقته. إن أما مثلك تستحق التكريم والتعويض عما عانته وضحت به ودفعت ثمنه من جسدها وأعصابها من أجل أبنائها.. وليت أبناءك يفيقون من غفلتهم.. وإلي لقاء قريب بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.