ليتني قبلته .. قصص حقيقيه



بريد الاهرام

أنا فتاه في الرابعه والعشرين من عمري ، اعمل مدرسه ،نشأت في اسره يجمع افرادها حب عميق، اب طيب وام حنون ، واخوان كنا نعيش معا في سعاده غامره ، حتي أتي شبح الموت بدون اي مقدمات وأخد منا اغلي شيء في الوجود ... أبي ... لم يأخذه كشخص ولكنه أخذ معه الأمان في حياتنا ...
عندما حدثت هذه الفاجعه ، شعرت وكأن احدا صفعنا علي وجوهنا ، فنحن كنا مغيبين لا نعرف من هو ابونا ، لم ندرك قيمته إلا بعد فوات الأوان ، فهو لم يكن يعبر لنا بلسانه عن حبه لنا وخوفه عليناونحن بدورنا كنا ندلل امنا فقط ، لأنها هي التي تعبر لنا باللسان ، ونحن لا نعلم كم من الحب والاحاسيس المرهفه ورقة المشاعر في قلب هذا الرجل العظيم ، يا ليتني قبلته واحتضنته ليل نهار ! كان نعم الأب ونعم الزوج ونعم العبد المخلص لربه ، حتي علاقته بربه كانت في الكتمان ، فكنا نراه يصلي ويزكي ويصوم مثل اي شخص ، فقد تأكد لنا ذلك من حسن خاتمته ، حيث توفاه الله في يوم جمعه في شهر كريم ، بعد ان صلي الجمعه وبقية فروض ذلم اليوم وودع كل محبيه ، وفي أيام العزاء فوجئنا باعداد مهوله من الناس وكل منهم يقص علينا قصته مع ابي - نسيت أن أقول انه كان طبيبا - فمنهم من يقول أنه كان يعالجه بدون مقابل ... ومنهم من يقول انه كان يقرضه المال ، ومنهم من يقول انه اصلحه مع زوجته ، فاكتشفنا ابي من جديد ، وبأنه كان انسان بارا جدا وخيرا جدا ، لن أطيل عليكم لأنني لو تركت نفسي لن تكفيني مئات الصفحات من الحديث عن ذا الرجل الاسطوره الصامت ، ولعلي أكون استطعت ان ارد جزا بسيطا من جميله علي بهذه الرساله ، وأود ان اوجه نداء لكل من يقرأ هذه الرساله ، ليس الحب باللسان ، وانما بالتصرفات ، لاتغضبوا آبائك لانكم لست مدركين مدي خوفهم عليكم ومدي تحملهم أعباء كثيره من أجلكم ، وأملهم فيكم كبير، فاذهبوا الآن وقبلوا آباءكم وامهاتكم واحتضنوهم وحاولوا ان تردوا لهم القليل من كثير قدموه لكم وانتم لا تشعرون ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.