بريد الاهرام
اسمح لي أن أطرح عليك سؤالا؟ هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟
كل الخيانات والشكاوي والطمع ونكران الجميل هو السائد الآن. ولانجد غيره.
لعلي أختلف مع كل من يرون الجانب الفارغ من الكوب, وأقدم لكم شخصية هي روح حياتنا, نراها يوميا ولانلتفت لها. تفعل الكثير ولانفكر حتي في شكرها وكأنه فرض عليها.
دعني أعرض عليكم بعض المواقف لعلها توضح القليل.
اسمح لي أن أطرح عليك سؤالا؟ هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟
كل الخيانات والشكاوي والطمع ونكران الجميل هو السائد الآن. ولانجد غيره.
لعلي أختلف مع كل من يرون الجانب الفارغ من الكوب, وأقدم لكم شخصية هي روح حياتنا, نراها يوميا ولانلتفت لها. تفعل الكثير ولانفكر حتي في شكرها وكأنه فرض عليها دعني أعرض عليكم بعض المواقف لعلها توضح القليل.
* هذا الشخص كان يجري ورائي في المنزل أو عند الاقارب فقط ليحاول إطعامي, فكنت أسكب الطعام في وجهه.
* أحضر لي أجمل الألعاب رغم قلة الموارد وقتها فكسرتها أمامه فأحضر غيرها.
* دفع الكثير والكثير علي الإشاعات والتحاليل لوجود اشتباه غير أكيد لمرض عندي, رغم تأكيد بعض الأطباء بأنه شيء بسيط, ولكنني أراه يرفض استعمال أدوية السكر الخاصة به توفيرا للمال.
* أحضر لي أجمل الأدوات المدرسية وأغلاها, فصرخت في وجهه ليبدلها لأنها لاتعجبني.
* كان يومه كالتالي: يستيقظ معنا مبكرا, يوصلنا إلي المدرسة, يذهب لعمله الممل الذي يكرهه, يعود لاصطحابنا من المدرسة فلا يصعد الي المنزل حتي لايتأخر, يذهب لعمله الآخر المرهق جدا, يعود إلي المنزل بعد منتصف الليل, ليجدني تركت له كتبا وكراسات ليقوم بتجليدها, أو واجبي المدرسي ليقوم بتصحيحه ومناقشتي فيه صباحا.
* كلما سمحت له الفرصة بساعة راحة أو يوم إجازة, كان يخرج معنا أو يلعب معنا كأنه طفل مثلنا, ومع ذلك كنت أقول له انت لاتحبنا لأنك لاتجعلنا نخرج أو تلعب معنا.
* مازال حتي الان يعمل في وظيفتين, وفي أيام العطلات ولايستريح رغم مرضه ليوفر لنا مستوي معيشة مرتفعا.
* يبخل علي نفسه بالطعام والملابس والدواء ليوفر المال الذي اشتري به كروت الموبايل والملابس الغالية والأشياء التافهة, لم أره يعترض يوما بل هو من يطلب مني شراء ملابس غالية لأكون في مستوي زملائي, ابدل هاتفي بآخر حديث, ومازال يصر علي ملابس العيد الجديدة لنا, ولايشتري لنفسه منديلا جديدا.
* أصر علي تعليمي في أرقي وأغلي المدارس, وكان يتابعني دائما, ويهتم بتفوقي, ويتابع المدرسين ويعنفهم بشدة اذا رفع أحدهم صوته علي أو ضربني, فلم يجرؤ أحد طوال فترة دراستي علي مجرد جرح شعوري, فكنت دائما أتهمه بقسوته علي ومبالغته في ذلك واحراجي مع المدرسين.
* لم أذكر يوما ضربني فيه إلا لشيء قهري, وتحمل سوء تعبيري وصوتي العالي أثناء مراهقتي وكان يقول لي تعلمي التحضر فكل المشكلات مهما كبرت تحل بالنقاش, فكان دائما كلامي مهما صغر عمري أو مهما كان تافها محلا للنقاش.
* هو صديقي الذي أحكي له كل شيء, وكان دائما ينصحني فأتهمه في سري بالرجعية وعدم مسايرة الحياة, فأعود لأكتشف صحة رأيه بعد ذلك.
* دفع مبالغ طائلة لأفضل المدرسين, ورفض تماما المجاملات منهم باعطائي مجانا حتي لايجرح مشاعري, ولكني لم أهتم وأضعت الوقت, ولم أذاكر ولم أكن مصدر فخره, ولكن الله لم يخذله وحصلت علي مجموع كبير أهلني لدخول كل كليات القمة.
* هو الوحيد الذي أيد قراري في اختيار الكلية التي أريدها وقال لي المهم أن تتفوقي في مجال تحبينه وليس كلية ذات مجموع كبير.
* يرفض الامتناع عن العمل أو الاستقالة من وظيفته الصباحية ليرتاح قليلا رغم مرضه, ويمنعني من الخروج من المنزل إذا لم يكن الجو مناسبا أو شعرت بالصداع أو أي آلام بسيطة.
* لا أذكر يوما طلبت منه شيئا مهما كان غاليا أو رخيصا, مهما أو تافها, وتأخر يوما في إحضاره. بل انه هو من يسألني يوميا ان كنت أحتاج شيئا.
* بعد أن انهيت دراستي وبدأت أعمل, يرفض بشدة أن أنفق شيئا من مالي في المنزل, حتي ان صادف ودفعت جنيها يصر علي أن آخذه منه, ومازال يعطيني مصروفي ويزيده بصفة مستمرة.
* هو من علمني ان الانسان القوي هو المتعلم والمثقف, يعطيني الكتب المتنوعة ويناقشني فيها, يطلب مني اخذ دروس في الكمبيوتر لأواكب العصر, يحكي لي أيامه في الجيش وكيف ضحي زملاؤه بحياتهم في سبيل ان أعيش أنا واخوتي, يعلمني التدين السليم وحب كل الناس, يطلب مني أن أكون إيجابية في حياتي وأن يكون لي دور علي الأقل في الحي الذي اسكنه.
* أهم شيء أنه كاتب مبدع وشاعر موهوب وخطيب بارع, وقد عرفت ذلك من كتاباته القديمة, وقد تناسي هذا الأمر لعدم توافر الوقت لديه لكتابة أي شيء أو حتي قراءة أي كتاب جديد.
* لا أجد الكلمات التي تصف ذوقه مع الناس, وحب الجميع له واحترامهم, المواقب كثيرة تملأ مجلدات ولكني لا أريد أن أطيل عليكم أكثر.
إنه أبي, الذي أحبه كثيرا, أكثر من أي شخص في الكون وأشعر بتأنيب الضمير تجاهه بسبب مرضه, أقول له أرجوك اترك عملك الصباحي الذي تكرهه ويرهقك كثيرا واكتفي بالاخر, انت أهم عندنا من كل أموال الدنيا.
أقول له أتمني أن تكون سعيدا وفخورا بنا فعلا كما تردد لكل الناس, وأعدك بأن أواصل تقدمي أنا واخوتي.
شكرا. لتعبك معنا وتربيتك لنا, شكرا لشدتك ولينك, شكرا لقسوتك ورقتك, شكرا للثقة التي منحتني اياها وأعدك بأني لن أخذلك بإذن الله.
وأقول لأمي اني احبك جدا ولا أنسي كل تضحياتك وعطائك لنا, لا أنسي كل سهرك معي في المرض, وكل ما قمت به ولاتزالين من أجلنا, ولكني أحببت أن أعطي أبي جزءا صغيرا جدا من حقه الذي غفلت عنه23 عاما ولم أفكر أن أشكره يوما.
أبقاكما الله لنا, لنتعلم منكما أكثر, ونحبكما أكثر.
* عزيزتي.. أصابتني رسالتك بأنهار من البهجة.. فقليلة هي الرسائل التي تأخذنا من همومنا وأحزاننا, وتلقي بنا إلي الجانب الآخر من الحياة.. فليست كل أيامنا كئيبة وموحشة, وحتي لو كانت هكذا, يمكننا بتغيير زاوية الرؤية, التقاط أشخاص وأحداث مضيئة تمنحنا لحظات من الفرح, نلتقط فيها أنفاسنا من كبد الحياة.
لقطاتك البسيطة, الساذجة, البريئة, أعادتني الي أبي, إلي بيتنا القديم, وأعتقد أنها ستعيد الكثير من القراء إلي منطقة حميمة في حياتنا, إلي حضن الأسرة, إلي حب حقيقي بدون تكلف أو ادعاء.
تفاصيل عمرك القصير, هي تفاصيل كل انسان عاش حياة تبدو طبيعية مع قسوتها, استطعت بعينيك ولغتك أن تنتزعي منها القسوة, وتضفي عليها دفئا انسانيا رائعا, مثل والدك, هذا النموذج الرائع للإنسان المصري, المكافح, الواعي, الذي لم تفقده قسوة الأيام المقدرة علي العطاء وعلي التربية الصحيحة.
عزيزتي إيمان.. قد يري البعض في والدك صورة مثالية للأب, في حين ان الحقيقة هي أنه صورة للأب المصري, مع بعض الاختلافات التي قد تعود الي المستوي الثقافي أو المادي, ولكن كل أب يعبر بطريقته عن حبه لأبنائه وعن رغبته في أن يكونوا أفضل منه.
هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟ هذا هو سؤالك, واجابتي لا, الدنيا جميلة, تقسو كثيرا, تعطف أحيانا, ولكن علينا ـ شئنا أم أبينا ـ أن نحياها, والإنسان الذكي هو الذي ينظر إلي الجميل فيها, ويفر فرا أمام قسوتها وبطشها.
الدنيا لن تكون سوداء, إذا نظرنا بحب لمن حولنا, لمن أحبونا ومنحونا من أيامهم ومن أحزانهم, أياما وأفراحا.. الدنيا لن تكون سوداء بمثل والدك وبمثلك, ممن يبعثون فينا البهجة, ويضيئون في قلوبنا التي كادت أن تظلم أملا وفرحا وامتنانا لمن أسعدونا وهم يتعذبون.. وإلي لقاء بإذن الله
اسمح لي أن أطرح عليك سؤالا؟ هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟
كل الخيانات والشكاوي والطمع ونكران الجميل هو السائد الآن. ولانجد غيره.
لعلي أختلف مع كل من يرون الجانب الفارغ من الكوب, وأقدم لكم شخصية هي روح حياتنا, نراها يوميا ولانلتفت لها. تفعل الكثير ولانفكر حتي في شكرها وكأنه فرض عليها.
دعني أعرض عليكم بعض المواقف لعلها توضح القليل.
اسمح لي أن أطرح عليك سؤالا؟ هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟
كل الخيانات والشكاوي والطمع ونكران الجميل هو السائد الآن. ولانجد غيره.
لعلي أختلف مع كل من يرون الجانب الفارغ من الكوب, وأقدم لكم شخصية هي روح حياتنا, نراها يوميا ولانلتفت لها. تفعل الكثير ولانفكر حتي في شكرها وكأنه فرض عليها دعني أعرض عليكم بعض المواقف لعلها توضح القليل.
* هذا الشخص كان يجري ورائي في المنزل أو عند الاقارب فقط ليحاول إطعامي, فكنت أسكب الطعام في وجهه.
* أحضر لي أجمل الألعاب رغم قلة الموارد وقتها فكسرتها أمامه فأحضر غيرها.
* دفع الكثير والكثير علي الإشاعات والتحاليل لوجود اشتباه غير أكيد لمرض عندي, رغم تأكيد بعض الأطباء بأنه شيء بسيط, ولكنني أراه يرفض استعمال أدوية السكر الخاصة به توفيرا للمال.
* أحضر لي أجمل الأدوات المدرسية وأغلاها, فصرخت في وجهه ليبدلها لأنها لاتعجبني.
* كان يومه كالتالي: يستيقظ معنا مبكرا, يوصلنا إلي المدرسة, يذهب لعمله الممل الذي يكرهه, يعود لاصطحابنا من المدرسة فلا يصعد الي المنزل حتي لايتأخر, يذهب لعمله الآخر المرهق جدا, يعود إلي المنزل بعد منتصف الليل, ليجدني تركت له كتبا وكراسات ليقوم بتجليدها, أو واجبي المدرسي ليقوم بتصحيحه ومناقشتي فيه صباحا.
* كلما سمحت له الفرصة بساعة راحة أو يوم إجازة, كان يخرج معنا أو يلعب معنا كأنه طفل مثلنا, ومع ذلك كنت أقول له انت لاتحبنا لأنك لاتجعلنا نخرج أو تلعب معنا.
* مازال حتي الان يعمل في وظيفتين, وفي أيام العطلات ولايستريح رغم مرضه ليوفر لنا مستوي معيشة مرتفعا.
* يبخل علي نفسه بالطعام والملابس والدواء ليوفر المال الذي اشتري به كروت الموبايل والملابس الغالية والأشياء التافهة, لم أره يعترض يوما بل هو من يطلب مني شراء ملابس غالية لأكون في مستوي زملائي, ابدل هاتفي بآخر حديث, ومازال يصر علي ملابس العيد الجديدة لنا, ولايشتري لنفسه منديلا جديدا.
* أصر علي تعليمي في أرقي وأغلي المدارس, وكان يتابعني دائما, ويهتم بتفوقي, ويتابع المدرسين ويعنفهم بشدة اذا رفع أحدهم صوته علي أو ضربني, فلم يجرؤ أحد طوال فترة دراستي علي مجرد جرح شعوري, فكنت دائما أتهمه بقسوته علي ومبالغته في ذلك واحراجي مع المدرسين.
* لم أذكر يوما ضربني فيه إلا لشيء قهري, وتحمل سوء تعبيري وصوتي العالي أثناء مراهقتي وكان يقول لي تعلمي التحضر فكل المشكلات مهما كبرت تحل بالنقاش, فكان دائما كلامي مهما صغر عمري أو مهما كان تافها محلا للنقاش.
* هو صديقي الذي أحكي له كل شيء, وكان دائما ينصحني فأتهمه في سري بالرجعية وعدم مسايرة الحياة, فأعود لأكتشف صحة رأيه بعد ذلك.
* دفع مبالغ طائلة لأفضل المدرسين, ورفض تماما المجاملات منهم باعطائي مجانا حتي لايجرح مشاعري, ولكني لم أهتم وأضعت الوقت, ولم أذاكر ولم أكن مصدر فخره, ولكن الله لم يخذله وحصلت علي مجموع كبير أهلني لدخول كل كليات القمة.
* هو الوحيد الذي أيد قراري في اختيار الكلية التي أريدها وقال لي المهم أن تتفوقي في مجال تحبينه وليس كلية ذات مجموع كبير.
* يرفض الامتناع عن العمل أو الاستقالة من وظيفته الصباحية ليرتاح قليلا رغم مرضه, ويمنعني من الخروج من المنزل إذا لم يكن الجو مناسبا أو شعرت بالصداع أو أي آلام بسيطة.
* لا أذكر يوما طلبت منه شيئا مهما كان غاليا أو رخيصا, مهما أو تافها, وتأخر يوما في إحضاره. بل انه هو من يسألني يوميا ان كنت أحتاج شيئا.
* بعد أن انهيت دراستي وبدأت أعمل, يرفض بشدة أن أنفق شيئا من مالي في المنزل, حتي ان صادف ودفعت جنيها يصر علي أن آخذه منه, ومازال يعطيني مصروفي ويزيده بصفة مستمرة.
* هو من علمني ان الانسان القوي هو المتعلم والمثقف, يعطيني الكتب المتنوعة ويناقشني فيها, يطلب مني اخذ دروس في الكمبيوتر لأواكب العصر, يحكي لي أيامه في الجيش وكيف ضحي زملاؤه بحياتهم في سبيل ان أعيش أنا واخوتي, يعلمني التدين السليم وحب كل الناس, يطلب مني أن أكون إيجابية في حياتي وأن يكون لي دور علي الأقل في الحي الذي اسكنه.
* أهم شيء أنه كاتب مبدع وشاعر موهوب وخطيب بارع, وقد عرفت ذلك من كتاباته القديمة, وقد تناسي هذا الأمر لعدم توافر الوقت لديه لكتابة أي شيء أو حتي قراءة أي كتاب جديد.
* لا أجد الكلمات التي تصف ذوقه مع الناس, وحب الجميع له واحترامهم, المواقب كثيرة تملأ مجلدات ولكني لا أريد أن أطيل عليكم أكثر.
إنه أبي, الذي أحبه كثيرا, أكثر من أي شخص في الكون وأشعر بتأنيب الضمير تجاهه بسبب مرضه, أقول له أرجوك اترك عملك الصباحي الذي تكرهه ويرهقك كثيرا واكتفي بالاخر, انت أهم عندنا من كل أموال الدنيا.
أقول له أتمني أن تكون سعيدا وفخورا بنا فعلا كما تردد لكل الناس, وأعدك بأن أواصل تقدمي أنا واخوتي.
شكرا. لتعبك معنا وتربيتك لنا, شكرا لشدتك ولينك, شكرا لقسوتك ورقتك, شكرا للثقة التي منحتني اياها وأعدك بأني لن أخذلك بإذن الله.
وأقول لأمي اني احبك جدا ولا أنسي كل تضحياتك وعطائك لنا, لا أنسي كل سهرك معي في المرض, وكل ما قمت به ولاتزالين من أجلنا, ولكني أحببت أن أعطي أبي جزءا صغيرا جدا من حقه الذي غفلت عنه23 عاما ولم أفكر أن أشكره يوما.
أبقاكما الله لنا, لنتعلم منكما أكثر, ونحبكما أكثر.
* عزيزتي.. أصابتني رسالتك بأنهار من البهجة.. فقليلة هي الرسائل التي تأخذنا من همومنا وأحزاننا, وتلقي بنا إلي الجانب الآخر من الحياة.. فليست كل أيامنا كئيبة وموحشة, وحتي لو كانت هكذا, يمكننا بتغيير زاوية الرؤية, التقاط أشخاص وأحداث مضيئة تمنحنا لحظات من الفرح, نلتقط فيها أنفاسنا من كبد الحياة.
لقطاتك البسيطة, الساذجة, البريئة, أعادتني الي أبي, إلي بيتنا القديم, وأعتقد أنها ستعيد الكثير من القراء إلي منطقة حميمة في حياتنا, إلي حضن الأسرة, إلي حب حقيقي بدون تكلف أو ادعاء.
تفاصيل عمرك القصير, هي تفاصيل كل انسان عاش حياة تبدو طبيعية مع قسوتها, استطعت بعينيك ولغتك أن تنتزعي منها القسوة, وتضفي عليها دفئا انسانيا رائعا, مثل والدك, هذا النموذج الرائع للإنسان المصري, المكافح, الواعي, الذي لم تفقده قسوة الأيام المقدرة علي العطاء وعلي التربية الصحيحة.
عزيزتي إيمان.. قد يري البعض في والدك صورة مثالية للأب, في حين ان الحقيقة هي أنه صورة للأب المصري, مع بعض الاختلافات التي قد تعود الي المستوي الثقافي أو المادي, ولكن كل أب يعبر بطريقته عن حبه لأبنائه وعن رغبته في أن يكونوا أفضل منه.
هل اسودت الدنيا لهذه الدرجة؟ هذا هو سؤالك, واجابتي لا, الدنيا جميلة, تقسو كثيرا, تعطف أحيانا, ولكن علينا ـ شئنا أم أبينا ـ أن نحياها, والإنسان الذكي هو الذي ينظر إلي الجميل فيها, ويفر فرا أمام قسوتها وبطشها.
الدنيا لن تكون سوداء, إذا نظرنا بحب لمن حولنا, لمن أحبونا ومنحونا من أيامهم ومن أحزانهم, أياما وأفراحا.. الدنيا لن تكون سوداء بمثل والدك وبمثلك, ممن يبعثون فينا البهجة, ويضيئون في قلوبنا التي كادت أن تظلم أملا وفرحا وامتنانا لمن أسعدونا وهم يتعذبون.. وإلي لقاء بإذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.